من احملوني إلى عمان إلى عنق الزجاجة، وكل مر والأجمل لم يأت بعد .. النواب يواجهون إرث المقولات بلا تنفيذ

mainThumb
من احملوني إلى عمان إلى عنق الزجاجة، وكل مر والأجمل لم يأت بعد.. النواب يواجهون إرث المقولات بلا تنفيذ

05-12-2024 12:04 PM

printIcon

أخبار اليوم - سهم محمد العبادي - خلال جلسات مناقشة البيان الوزاري لحكومة الدكتور جعفر حسان تحت قبة البرلمان، لم يتردد بعض النواب في استحضار المقولات الشهيرة التي أطلقها رؤساء الحكومات السابقة، مقارنين بين الوعود التي تضمنتها تلك العبارات وبين الواقع الذي لم يشهد تنفيذًا يرقى إلى التوقعات، المقولات التي تركت بصمة في الذاكرة الأردنية، باتت اليوم محور انتقاد لاذع من نواب يرون أنها تحولت إلى شعارات فارغة خذلت المواطن، وأثقلت كاهل الدولة.

"احملوني إلى عمان لأحاسب الفاسدين"، مقولة أطلقها أحد رؤساء الحكومات السابقين، كانت أولى العبارات التي فتح بها النواب باب التساؤلات عن الوعود المعلقة، أحد النواب وصف العبارة بأنها تحمل طابعًا حماسيًا، لكنها على أرض الواقع لم تُترجم إلى حملة فعلية لمحاسبة الفاسدين، مشيرًا إلى أن محاربة الفساد كانت ولا تزال مطلبًا شعبيًا ملحًا.

أما "عنق الزجاجة"، فقد أشار نائب آخر إلى أن هذه العبارة أصبحت رمزًا لمرحلة شاقة اقتصاديًا واجتماعي، لكنها لم تشهد حلولاً ملموسة تُخرج المواطن من الضيق إلى الفرج، وأضاف: "بدلاً من أن نخرج من عنق الزجاجة، علقنا داخلها لفترة أطول، دون أن نرى أفقًا واضحًا."

"كل مر سيمر" لم تغب عن النقاش أيضًا، حيث اعتبرها النواب تعبيرًا عن محاولة لتهدئة الشارع وتخفيف وقع الأزمات الاقتصادية والسياسية، لكنها لم تصاحبها خطوات عملية تعالج جذور المشكلات، واستشهد أحد النواب بمقولة "الأيام الجميلة لم تأتِ بعد"، منتقدًا استمرار الخطاب التبريري الذي لا يجيب عن تساؤلات الشارع، متى يأتي هذا الأجمل الذي يُوعَد به المواطن؟

أحد النواب قال بصوت عالٍ "لقد تعب الناس من الانتظار، وملّوا من هذه المقولات الرنانة التي لا يتبعها تنفيذ، المواطن الأردني لا يريد شعارات، بل حلولًا واقعية تخرجه من الأزمات المتكررة."

في ظل هذا النقد الحاد، طالب النواب الحكومة الحالية بتقديم خطة عمل واضحة ومحددة بجدول زمني، بعيدًا عن الشعارات والمقولات الفضفاضة، شددوا على ضرورة أن تحمل الحكومة رؤية جديدة تضع حلولًا حقيقية للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي أثقلت كاهل المواطنين لسنوات.

وبينما يراقب الشارع الأردني أداء الحكومة والبرلمان، يبقى السؤال الذي تردده الألسن، هل ستبقى هذه المقولات مجرد ذكريات مؤلمة في ذاكرة الأردنيين؟ أم أن الوقت قد حان لترجمتها إلى واقع يضع حداً لمعاناة المواطنين، ويعيد الثقة بالمؤسسات الرسمية؟