أخبار اليوم - ما يزال تحدي أزمات السير الخانقة في مدينة العقبة، لا سيما في ساعات الذروة، يشكل أحد أبرز هموم سكان المدينة السياحية، وسط تجدد المطالب بإيجاد حلول جذرية لعدد من المواقع التي تعد بؤرا ساخنة، وتشهد بشكل متكرر حوادث سير.
وتشكل الازدحامات المرورية والاختناقات في حركة السيارات، مشهدا يوميا في حياة المواطنين في المدينة السياحية، وتزداد كل يوم، لا سيما مع بدء الدوام المدرسي ونهاية دوام الموظفين في القطاعين العام والخاص.
ورغم إنجاز مشروع "مواقف السيارات"، إلا أن المدينة، وخاصة الوسط التجاري، تشهد اختناقات مرورية بشكل يومي في مشهد لم يتغير كثيرا، مقارنة بما كان عليه الحال قبل إنشاء تلك المواقف.
ووفق المواطن شجاع الطراونة، فإنه "رغم إنشاء عدد من مواقف السيارات، إلا أن المدينة السياحية تعاني من أزمة سير خانقة وغير طبيعية، مردها سلوكيات بعض السائقين والمواطنين بعدم التزامهم بقواعد المرور".
وأضاف الطراونة "أنه من غير المعقول أن تكون هذه الأزمة حقيقية رغم إنشاء أكثر من 1000 موقف للسيارات في مناطق مختلفة في العقبة، فالأزمة عابرة بل هي في كل يوم، وهذا الأمر مزعج ويربك المواطنين والسائقين ورجال السير".
أما المواطن لقاء آل خطاب، فيشير، من جهته، إلى أن "أبرز البؤر الساخنة المرورية هي دوار الشيخ زايد المعروف عند العقباويين بـ(دوار السلال)، الذي يجب إيجاد حل جذري لمشكلة العشوائية المرورية عنده، ويعد بؤرة لحدوث اختناقات مرورية وحوادث سير شبه يومية".
وأضاف آل خطاب "أن الدوار المتصل بـ8 شوارع رئيسية يشهد تكدسا لعشرات المركبات، في مشهد يستنزف الوقت والجهد والأعصاب، لا سيما مع بدء دوام المؤسسات والدوائر والشركات في المدينة الاقتصادية".
و"دوار السلال" حلقة وصل مهمة بين عدد من أحياء المدينة، وتتفاقم فيه الاختناقات المرورية في وقت الذروة، بحسب مواطنين أشاروا كذلك إلى أن هناك تقاطعات في عدد من المناطق الحيوية والمهمة تشكل خطرا حقيقيا على المركبات والسكان وغير مدروسة هندسيا، وهي بمثابة نقاط عمياء، ومؤكدين في الوقت ذاته أن العديد من السكان طالبوا الجهات المعنية بتغيير شكل التقاطعات، إلا أن ذلك لم يحدث.
ويقترح بعض المواطنين "استبدال الدوار بإشارات ضوئية، كون وجود رجل سير عند الدوار لا يكفي على الإطلاق ولا يحل المشكلة"، محذرين من أن "بقاء الدوار على حاله ينذر بما هو أخطر، ذلك أن الوضع المروري الحالي لا يحتمل، مع الازدياد المستمر في أعداد المركبات وسط شبه عزوف عن استخدام وسائل النقل العام".
كما يقطع مدينة العقبة شارع حيوي يبدأ من إشارة التاسعة إلى دوار الشريف حسين بن علي ويتفرع منه عدد من المسارب والمخارج على المناطق السكنية والأسواق التجارية، وعادة ما يشهد اختناقا مروريا، لا سيما في ساعات الذروة.
ومن بين أبرز مطالب المواطنين في العقبة؛ معالجة الواقع المروري لمختلف مناطق العقبة، مشيرين إلى أن بعض التقاطعات والميادين تشهد في معظم الساعات ازدحاما متواصلا، كونها ملتقى للمركبات المغادرة إلى أحياء مناطق العقبة المتعددة.
ويؤكد المواطن تيسير الربضي "أن تقاطع المنطقة العاشرة يشهد، بشكل شبه يومي، حوادث تصادم مركبات نظرا لعدم وجود مطبات، إضافة إلى سوء تخطيطه هندسيا"، مؤكدا "أن هذا التقاطع شهد حوادث سير ذهب ضحيتها أشخاص وأصيب العديد من المواطنين، إضافة إلى خسائر مادية كبيرة بالمركبات ومحيط التقاطع، من دون أن تتحرك الجهات المعنية في سلطة العقبة لإيجاد حل لهذا التقاطع الخطير".
وعملت شركة تطوير العقبة على إنشاء مواقف للسيارات، حيث بدأت بتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تطوير المناطق التجارية بإنشاء 390 موقفا لاصطفاف المركبات، منها 125 موقفا داخليا، أي في الوسط التجاري لمدينة العقبة، و265 موقفا خارجيا، ثم المرحلة الثانية التي وفرت 363 موقفا للمركبات، منها 114 داخليا و249 خارجيا، وأخيرا المرحلة الثالثة لتوفير 234 موقفا، 72 داخليا و162 خارجيا.
من جهته، قال مصدر مسؤول في سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة، إن جميع ملاحظات ومشاكل تقاطعات السير والنقاط العمياء في شوارع مدينة العقبة ستكون مدار بحث معمق وموسع في اجتماع لجنة السير للخروج بحلول ونتائج على أرض الواقع للحد من حوادث السير والاكتظاظ الواقع عند بعض الإشارات الضوئية.
وبين المصدر، أن كوادر السلطة عملت على إزالة جميع معيقات حجب الرؤية والنقاط العمياء من خلال إزالة النباتات العشبية كافة لتكون الرؤية مفتوحة للسائقين والمواطنين، لا سيما تقاطعات شارع الفاروق والكويت.
الغد