أخبار اليوم - يبدي مزارعون وعاملون في القطاع الزراعي بوادي الأردن، تخوفهم من تأثير تأخر الموسم المطري، مشيرين إلى أن هذا التأخر سيزيد من كلف الإنتاج جراء ارتفاع كلف مكافحة الآفات الحشرية.
ويؤكد عدد من المزارعين، أن تأخر سقوط الأمطار يشكل عاملا مهما في انتشار الآفات الزراعية التي تؤثر سلبا على المزروعات الجديدة، موضحين أن كلف مكافحتها ترهق المزارع، خصوصا أن الإنتاج ما يزال في بداياته.
ووفق المهندس عواد البليلات، فإن تأخر هطل الأمطار وارتفاع درجات الحرارة يسهمان كثيرا في انتشار الحشرات، لافتا إلى أن أي مزرعة تحتاج بين 150 إلى 250 دينارا أسبوعيا لرش ما مساحته 50 دونما مزروعة على سبيل المثال بالباذنجان أو الكوسا، ويتضاعف هذا الرقم إلى ثلاثة أضعاف مع بدء إنتاجها للثمار.
وأضاف البليلات، أنه يضطر إلى رش مزرعته كل أسبوع لمكافحة الديدان والعناكب والذبابة البيضاء والحمراء، ما يكلفه مبالغ كبيرة أسبوعيا كأثمان مبيدات وأجور رش لمزرعته، لافتا إلى أن تأخر هطول الأمطار إلى هذا الوقت أضرَّ بالمزروعات بدرجات متفاوتة، جراء انتشار الآفات الحشرية والأمراض وملوحة المياه المتوفرة.
وبهذا الصدد، لفت مزارعون إلى أن ارتفاع أثمان المبيدات مع ازدياد الحاجة لها يشكل تحديا كبيرا أمام رعاية المحاصيل بشكل جيد، مؤكدين، أنه وفي ظل الحاجة إلى تكرار عمليات الرش بكثافة، فإن غالبية صغار المزارعين باتوا عاجزين عن توفير أثمان المبيدات وأجور الرش ما سيسهم في تراجع إنتاجهم كما ونوعا.
وبحسب المزارع ناصر كامل، فإن كلفة رش مزرعته تتراوح بين 200 إلى 400 دينار أسبوعيا، وهو أمر مكلف في ظل كمية الإنتاج وأسعار البيع الحالية، موضحا أن وضعه أفضل بكثير من غيره من المزارعين الذين يعجزون عن توفير كلف الرش، ما يزيد من الأضرار التي ستتفاقم مع استمرار تأخر سقوط الأمطار للفترة المقبلة.
وأضاف كامل، أنه وبالرغم من عمليات الرش المتكررة، إلا أن المبيدات حاليا لا تؤتي مفعولا جيدا، لأن الحشرات تعاود التكاثر بسرعة في ظل درجات الحرارة المرتفعة والجافة، كون معظم الحشرات التي تؤثر على المزروعات ترتبط دورة حياتها وتكاثرها بالعوامل الجوية، وسقوط الأمطار يقضي على الكثير منها، موضحا، أن تكرار عمليات الرش يرهق المزارعين ماديا ومعنويا، إلا أنهم يضطرون لذلك على أمل أن يعود الموسم الزراعي عليهم بالفائدة والأسعار الجيدة ليعوضوا ما أنفقوه.
من جانبه، يؤكد مدير زراعة وادي الأردن المهندس ياسين العدوان، أن تأخر هطل الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في الوقت الحالي أديا إلى انتشار الحشرات التي تلحق أضرارا بالمزروعات كالذبابة البيضاء والعناكب وذبابة الفاكهة والديدان، مما دفع بالمزارعين إلى بدء عمليات المكافحة المتعددة بشكل مكثف لتجنب الأضرار التي قد تلحقها بالمحاصيل الزراعية.
وقال العدوان، إن هناك تأثيرات سلبية على الزراعات الموجودة حاليا جراء تأخر الموسم المطري تتمثل في ازدياد الحشرات، وما ينتج عنها من أمراض، وزيادة كلفة المكافحة، وزيادة الاحتياجات المائية، والتأثير المباشر على نوعية الإنتاج وكميته، مشيرا إلى أن أقسام الإرشاد في مديريات الزراعة المنتشرة في الوادي تنفذ جولات مستمرة على المزارع لتقديم النصائح للمزارعين بخصوص المبيدات، ما سيقلل من عمليات الرش وتقليل الكلف على المزارعين.
ومن وجهة نظر الخبير الزراعي المهندس عبد الكريم الشهاب، فإن تراجع الهطول المطري عادة ما يكون له تأثيرات طويلة المدى وأخرى آنية، كانتشار الآفات الزراعية وارتفاع كلف مكافحتها وتناقص عمر الموسم الزراعي نتيجة نقص الري، في حين تتمثل الآثار طويلة المدى في وصول مخزون السدود إلى مستويات حرجة، وتراجع طاقة المصادر المائية الإنتاجية وتملحها، خصوصا الآبار الجوفية التي تعد البديل الوحيد لمياه السدود.
وأكد الشهاب، أن مشكلة مياه الري باتت تشكل تحديا جديدا يضاف إلى التحديات التي يعانيها القطاع، والتي تنعكس سلباً بشكل كبير على المزارعين وأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، ويزيد من نسب الفقر والبطالة المرتفعة، لافتا إلى أن التحديات التي يواجهها مزارعو وادي الأردن ستزيد من حالة عدم الاستقرار والخوف التي يعيشونها.
الغد