النائب السابق الدكتور علي الحجاحجة
عند الاقتراب من الصف الأول في المناسبات الاجتماعية... يبدأ ماراثون السباق.. والتدافع.. هنا يتخلى الصديق عن صديقه والخليل عن خليله والقريب عن قريبه والمضيف عن ضيفه... لا تتفاجأ قد يكون أحدهم ممسكا بيدك لكن هنا يختلف الأمر.. هنا.. يفر المرء من أبيه.. هنا اللهم (نفسي).. هنا.. لا تعرفني ولا أعرفك.. هنا.. اعذرني يا صاحبي..
هنا محك الرجال الرجال.. هنا تظهر المعادن الأصيلة.. والمعادن الهشة..
هنا يظهر الرجال الرجال الذين لا يغريهم الصف الأول فلا يجلسون حتى يجلس الضيف والشيخ الكبير.. لأنهم ممتلئون.. وكبارا.. أما اولئك..... فيجلسون ويطئطئون رؤوسهم حتى يأخذ كل مكانه، ويصطنعون حديثا مع من هو بجانبهم حتى يخرجون من لوم ربما يلاموه.. مع أن أحدا لم يلمهم...فالمكتوب يقرأ من عنوانه...
اااه كم أنت ساحر أيها الصف الأول.. اااه كم أنت رائع إذ تجعلنا نعرف معادن الرجال.. فأنت تميز الخبيث من الطيب... والغث من السمين... شكرا أيها الصف الأول.. شكرا أيها الميزان الدقيق... كم تشفق على أولئك المتسابقون في منظر يدعو للشفقة إذ يعود كل لحجمه الطبيعي.. وهنا يذكر أن أحد الكتاب الهواة يسأل الكاتب الفرنسي الكبير برناردشو، هل صحيح يا سيدي أنك تكتب من أجل الحصول على المال، قال شو، وبكل هدوء: نعم يا بني، وأنت لماذا تكتب؟ فقال الكاتب (الهاوي): أنا أكتب من أجل الحصول على الشهرة.. فقال برناردشو: صدقت يا بني، فكل يبحث عن الشيء الذي ينقصه.!!!
فللرجال الرجال الف تحية والف قبلة على الجبين..
ولأصحاب (النقص) الأول شافاكم الله...
وللعلم كم كنت اتمنى أن أذكر بالأسم عينة من (القلة) الذين يستحقون الوقوف احتراما..
أما اولئك (الكثرة) فيحتاجون لمجلدات لذكر اسمائهم..
وكفى