أخبار اليوم - رغم أن شارع "الثقافة" جنوب إربد، بات أبرز وجهة استثمارية في قطاعات خدمية وغيرها على صعيد المحافظة، إلا أن واقعه الخدمي في جانب البنى التحتية لا يتسق مع الحالة الاستثمارية ودعوات تنميتها، في ظل غياب أبسط قواعد تنمية وجلب الاستثمار، والمتمثلة بخدمات المياه والصرف الصحي.
ويفتقر الشارع الذي يعد أكثر الشوارع التجارية في إربد حيوية، إلى شبكة للمياه وللصرف الصحي بالرغم من وجود محطة متطورة لتنقية المياه العادمة وشبكة للصرف الصحي في مدينة إربد منذ سنوات عدة.
ولم يشفع ارتفاع أسعار الأراضي في الشارع الذي وصل سعر الدونم فيه، إلى أكثر من 600 ألف دينار، بشمولها بشبكة المياه والصرف الصحي، إضافة إلى أن الشوارع المحاذية لشارع الثقافة أصبحت تشهد امتدادا عمرانيا سكنيا.
وما يزال القاطنون في المنطقة جنوب مدينة إربد يعتمدون على صهاريج المياه والنضح، مما يكبدهم مبالغ مالية كبيرة لاضطرارهم إلى شراء الصهاريج بالرغم من أن المنطقة تعد من أرقى المناطق في المدينة.
وأشار سكان، إلى ما تسببه الحفر الامتصاصية من مشاكل بيئية وصحية في حال لم يتم نضحها، لافتين إلى أنهم ومنذ عشرات السنوات بانتظار ربط منازلهم على شبكة الصرف الصحي، إلا أن المشروع لم يشملهم، فيما شمل مناطق أخرى في المحافظة.
ووفق المواطن سامر أحمد، فإن شارع الثقافة والشوارع والمناطق المجاورة غير مشمولة بشبكة الصرف الصحي، بالرغم من وجود المئات من المحال التجارية والبنايات الإسكانية.
وأوضح أحمد، أن عملية نضح الحفر الامتصاصية عملية مكلفة ماليا، إضافة إلى تأثيرها على البيئة والسلامة العامة، خصوصا أنها بحاجة إلى عملية نضح باستمرار بسبب الكثافة السكانية في المنطقة.
وأشار المواطن علي الموسى، إلى أن مياه الصرف الصحي تفيض باستمرار من الحفر الامتصاصية سواء الخاصة بالمنازل أو البنايات السكنية، وهذا الأمر يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة إضافة إلى الحشرات والزواحف خلال الصيف.
ونوه، إلى أن غياب شبكة الصرف الصحي يتسبب بإشكالات كبيرة جراء عدم سحب الحفر الامتصاصية من قبل المواطنين وفيضانها باستمرار في الشوارع العامة وبين المنازل والشقق السكنية.
وأكد الموسى، أن المواطنين الذين يقيمون في بناية إسكانية، يرفض بعضهم دفع الأجور المترتبة عليهم بدل سحب المياه العادمة بسبب الكلف العالية، الأمر الذي يتسبب بتسرب وفيضانها في الشوارع العامة وباتجاه المنازل.
كما أشار إلى أن المنطقة تشهد كثافة سكانية عالية، مطالبا شركة مياه اليرموك بضرورة شمول المنطقة بشبكة الصرف الصحي، خصوصا أن جميع مناطق إربد وقراها باتت مشمولة بالصرف الصحي.
وقال الموسى، إن أزمة غياب شبكة الصرف الصحي لا تقتصر على الكلف المالية، بل تمتد لتتسبب بأزمة بيئية جراء انبعاث الروائح الكريهة.
أما المواطن أحمد عبابنة، فتطرق من جهته، إلى أن حجم الأضرار التي تلحق بالسكان كبير، بسبب فقدان المنطقة لشبكة الصرف الصحي، إضافة إلى المصاريف التي يتكبدها شهريا لاستئجار صهاريج بشكل دوري لتفريغ الحفرة الامتصاصية.
واعتبر، أن استمرار غياب شبكة الصرف الصحي عن المنطقة يفقد المنطقة جمالها، خصوصا أن المنطقة تعتبر من أجمل مناطق إربد مع وجود بنايات إسكانية ومنازل مستقلة للمواطنين.
وقال عبابنة، إن وعود الجهات المعنية بتنفيذ شبكة للصرف الصحي في المنطقة ذهبت أدراج الرياح ولغاية الآن لم يتم تنفيذ المشروع بالرغم من وجود مناطق أخرى في المحافظة شملها المشروع.
وأكد أيضا، أن خلو العديد من المناطق المحيطة بمدينة إربد من شبكة الصرف الصحي، ومنها شارع الثقافة، مشكلة تؤرق المواطنين وتتسبب بالكثير من المعاناة، داعيًا إلى أهمية الإسراع بتنفيذ مشروع متكامل للصرف الصحي يشمل المناطق المحيطة بإربد.
ويرى عبابنة، أن استكمال تنفيذ مشروع الصرف الصحي في مدينة إربد والمناطق المحيطة أصبح ضرورة لا تحتمل التأجيل، خصوصا أن تلك المنطقة مزدحمة بالسكان، إلا أنها ما تزال محرومة من شبكة الصرف وشبكة المياه.
من جانبه، قال الناطق الإعلامي في شركة مياه اليرموك معتز عبيدات، "إنه ليس كل المناطق في إربد مشمولة بشبكات المياه والصرف الصحي، وهناك مناطق بحاجة إلى مشاريع ممولة بالمنح والمساعدات نظرا لكلفتها العالية".
وأكد عبيدات، "أن هناك شبكة مياه جديدة تنفذ خلف مبنى (الهايبر ماركت)، وباشرت الشركة باستقبال طلبات الاشتراك".
يشار إلى أن هناك العديد من الأحياء في مدينة إربد ما تزال تفتقر لشبكة الصرف الصحي وشبكة للمياه، فيما تشير تصريحات سابقة لشركة مياه اليرموك إلى أن ما يزيد على 60 % من مدينة إربد مخدومة بشبكة الصرف الصحي.
الغد