أخبار اليوم - عرض الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” رسالة مصورة لأحد الأسرى الإسرائيليين لديه في قطاع غزة، طالب فيها الإسرائيليين بالعصيان والنزول إلى الشوارع وتنفيذ إضرابات لعدة أيام، للضغط على الحكومة وإجبارها على عقد صفقة تبادل أسرى مع المقاومة في غزة.
وظهر إسرائيلي في التسجيل المصور الذي وزعته “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، وقال إن اسمه ألكسندر توبانوف (28 عامًا)، وتحدث لنحو ثلاث دقائق متواصلة، ركز فيها على وصف الوضع السيئ الذي يعيشه الأسرى الإسرائيليون في غزة منذ أكثر من عام، بسبب استمرار الحرب، وفرض حكومتهم الحصار المطبق على القطاع، والذي أثّرَ على إمدادات الطعام والدواء.
وقال هذا الأسير: “منذ عام وأنا في أسر نشطاء الجهاد الإسلامي”. وتابع، وهو يصف أوضاعه في الأسر: “سنة من نقص الطعام والشراب والكهرباء”، لافتًا إلى أن الأسرى، في هذا الوقت، يعانون من نقص في الاحتياجات الأساسية من الصابون والمنظفات، وأنه بسبب ذلك ظهرت لديه مشاكل جلدية لم تكن موجودة سابقًا.وقال مخاطبًا الإسرائيليين، وهو يشتكي من سوء الوضع: “أريد أن أذكّر مواطني دولة إسرائيل، عندما تأكلون شيئًا أو تشربون شيئًا، تذكّرونا نحن الأسرى الذين لم نحظَ بمثل فرصتكم بالتمتّع بالطعام والشراب”.
وخاطب أيضًا حكومته، منتقدًا تشديد الحصار على غزة، قائلاً: “أريد أن تفكّروا، عندما تغلقون المعبر (…) أريدكم أن تفكّروا بنا نحن الأسرى”، وأضاف: “في الوقت الذي تضيّقون فيه عليهم، تضيّقون علينا أيضًا”.
وتفرض سلطات الاحتلال حصارًا مشددًا على قطاع غزة، وقد ضاعفت من إجراءاتها في الأسابيع الأخيرة، ما أدّى إلى نقص حاد في المواد الغذائية في الأسواق، ومنع المنظمات الدولية من إدخال المساعدات للسكان المحاصرين، ما يهدّد السكان بالموت جوعًا.
وحذّر الأسير الإسرائيلي في غزة من اعتماد حكومته على سياسة الضغط والعمليات العسكرية بزعم تحريرهم من الأسر، وقال: “سنة كاملة من الحرب، سنة كاملة وحياتي تتعرّض للخطر بسبب العمليات العسكرية التي من المفترض أنها لتحريرنا”.
وأشار إلى أن نشطاء “الجهاد الإسلامي” عملوا على المحافظة على حياتهم عدة مرات، وأن هناك من آسريه من أصيب، أو قضى وهم يحاولون الحفاظ على حياته.
وقال: “أريد أن أقول لكم، للإسرائيليين، إن العمليات العسكرية لإطلاق سراحي التي اختارها لكم نتنياهو هي التي ستؤدي في النهاية إلى موتي”.
وتابع: “أستطيع أن أقول إني أخاف من الجيش، أنا في الحقيقة خائف من اللحظة التي قد يصل فيها الجيش إلي، أو اللحظة التي سيقصفون فيها مكان تواجدي”، مشيرًا إلى العدد غير القليل من الأسرى الذين قتلوا في الحرب، وقال: “عدد قليل جدًا جرى تحريرهم بواسطة العمليات العسكرية”.
وأعلنت فصائل المقاومة، في مرات سابقة خلال الحرب، وفاة عدد من الأسرى الإسرائيليين خلال هجمات حربية نفذها جيش الاحتلال على مناطق عدة في قطاع غزة، فيما قُتل آخرون خلال محاولات جيش الاحتلال لتحريرهم.
وحرّضَ الأسير ألكسندر توبانوف على الحكومة اليمينية بزعامة نتنياهو، لافتًا إلى أنها، بدلاً من تحريرهم بصفقة تبادل، ذهبت للحرب ضد لبنان، وشن هجمات على إيران، وقال: “كل ذلك حتى يتم دفننا عميقًا في باطن الأرض ويتم إغلاق ملفنا ونسياننا”.
وألحَّ هذا الأسير في خطابه على الإسرائيليين بضرورة عدم نسيان الأسرى، وطالبهم بالخروج في تظاهرات ضد الحكومة، قائلاً: “حان الوقت لتأجيج التظاهرات، أطلب منهم الخروج وإغلاق الشوارع لمدة من الزمن، ابدؤوا إضرابات شاملة لفترة من الزمن، تذكرونا ولا تنسونا، نحن هنا في غزة في خطر وفي وضع صعب”، وختم رسالته بالقول: “مشتاق لعائلتي وأصدقائي ومشتاق ليوم حريتي، أريد أن أعود سليمًا إلى بيتي، وهذا يتم فقط من خلال تفعيل الضغط على الحكومة”.
والجدير ذكره أن فصائل المقاومة في غزة لديها عشرات الإسرائيليين الأسرى، الذين وقعوا في قبضتها يوم السابع من أكتوبر من العام الماضي، حين هاجمت المقاومة الثكنات العسكرية الإسرائيلية والمستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود.
ويقع أغلب الأسرى في قبضة الجناح العسكري لحركة “حماس”، “كتائب القسام”، فيما كانت حركة “الجهاد الإسلامي” قد أعلنت عن وجود 30 أسيرًا لديها.
وعقدت المقاومة، في شهر نوفمبر من العام الماضي، صفقة تبادل محدودة أُطلق بموجبها سراح نساء إسرائيليات، مقابل عشرات الأسرى من الأطفال والنساء.
وتطلب المقاومة عقد صفقة تبادل أسرى يُطلق بموجبها سراح أسرى فلسطينيين بأعداد كبيرة، ومن ذوي المحكوميات العالية، ضمن صفقة تهدئة شاملة، مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.