أخبار اليوم - منذ بداية تأسيس الأحزاب السياسية كانت هذه الأحزاب غايتها تمثيل آليات لتنظيم القوى السياسية والاجتماعية، ولتحقيق التوازن بين مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية، مع ضمان تمثيل كافٍ لمختلف شرائح المجتمع. ولكن الان وبعد الانتخابات النيابيه أصبحت هناك حالة من التشتيت السياسي.
في البداية، كان هدف تأسيس الأحزاب السياسية واضحًا: تقديم خيارات متنوعة للناخبين من خلال رؤى وبرامج تختلف بناءً على المبادئ الفكرية والسياسية التي تؤمن بها كل حزب.
أحد الأسباب التي كان من المفترض ان تودي إلى تزايد الأحزاب هو التعددية السياسية التي قد تكون جزءًا من نظام ديمقراطي مفتوح. في كثير من الأحيان، كان هذا التعدد يهدف إلى منح شرائح اجتماعية متنوعة فرصة للتعبير عن نفسها من خلال أطر حزبية خاصة ولكن الان اعتقد بعد تشتت الاتجاهات السياسيه سيؤدي إلى حالة من الجمود السياسي والفوضى التشريعيه
إن التشتيت في الاتجاهات السياسيه الناتج عن تعدد الأحزاب التي تتبنى برامج وأيديولوجيات قريبة جدًا من بعضها البعض يمكن أن نعتبره “ترفًا حزبيًا”. هذا الترف لا يخدم بالضرورة المصلحة العامة، بل يعكس انشغالًا بالتنافس بين القوى السياسية على حساب تحقيق الأهداف الوطنية الكبرى. فبدلاً من أن يكون الهدف الأساس هو تحسين حياة المواطنين، نشهد تنافسًا بين كيانات حزبية متعددة قد لا تختلف في جوهرها، إلا في تسميات وبرامج قد لا تبتعد كثيرًا عن بعضها البعض.
وفي ظل هذه الحالة من التشتيت، يصبح من الضروري التفكير في كيفية تجميع الاتجاهات السياسية المتقاربة في إطار حزبي واحد. يمكن تحقيق ذلك من خلال تبني سياسات تشجع على تحالفات وتكتلات بين الأحزاب ذات البرامج السياسية والفكر والرؤى المتشابهة، . هذا التجميع قد يساعد في بناء تيارات سياسية أكثر وضوحًا وقوة، ويجعل من السهل تشكيل حكومات قادرة على اتخاذ قرارات فعالة وتمثيل مختلف شرائح المجتمع بشكل متوازن.
من خلال هذه التوجهات، يمكن الحد من ظاهرة التشتت غير المبرر، وتحقيق فاعلية أكبر في عملها السياسي بدلاً من أن تصبح الأحزاب أداة للتنافس الفارغ، يمكن لها أن تصبح محركات للتغيير مع تحقيق التكامل بين مختلف الأطياف السياسية التي تشترك في رؤى وأهداف مشابهة.
إن عملية تجميع الأحزاب ذات الاتجاهات السياسية المتقاربة في كيان واحد ليست فقط ضرورة للتقليل من التشتيت الحزبي، بل هي أيضًا خطوة هامة نحو تعزيز الاستقرار السياسي
أصبح من الواضح أن تعدد الأحزاب، إذا لم يكن مرتبطًا بتنوع فكري حقيقي، قد يتحول إلى عبء على العملية الديمقراطية. لذلك، ينبغي التفكير في آليات عملية وواقعية تساهم في خلق مشهد سياسي أكثر انسجامًا وفعالية.