أخبار اليوم - تمكن فريق بحثي أردني من مستشفى معاذ بن جبل الحكومي في الشونة الشمالية من وضع خوارزمية جديدة تعتبر الأولى من نوعها عالميا لإزالة الساد الأبيض المعروف شعبيا بـ" الماء الأبيض" بعد عملية زراعة القرنية "Penetrating Keratoplasty".

وأكد رئيس الفريق البحثي الدكتور محمد طناش في تصريح إلى "الرأي"، أن الخوارزمية الجديدة أعطت ثمارها بعد ثلاث سنوات من الدراسة المتواصلة لمرضى القرنيات المخروطية مع تشارك عالمي ومحلي مع نخبة من الباحثين في القطاعين العام والخاص.

وشملت الدراسة وفق الدكتور طناش 314 مريضا من مختلف الأعمار ممن أجريت لهم زراعة قرنية في العشر سنوات الأخيرة، سواء كانت القرنية قد حصل عليها المريض عن طريق التبرع المحلي المتمثل ببنك العيون الأردني، أو الإستيراد الخارجي عن طريق بنوك العيون الأوروبية والأمريكية التي يعمل معها بنك العيون الأردني، ويمتلك معها اتفاقيات عالمية من شأنها الوصول على الحصول على القرنيات المتبرعة في الوقت والمكان المناسبين.

وبين أن الدراسة ترتكز على محور أساسي تتميز بها منطقة البحر الأبيض المتوسط وتحديدا الأردن، وهو انتشار القرنية المخروطية كمرض وراثي بين فئة الشباب، بالإضافة لتحديد أسباب زراعة القرنية بالمملكة، والتحديات الي تحول بين التشخيص المبكر وانتظار عملية زراعة القرنية.

وأضاف أنه بعد دراسة ديناميكيات التغيرات الإنكسارية في القرنية المزروعة في فترات المتابعة المختلفة لجميع المرضى من تاريخ إجراء الزراعة وحتى إزالة جميع الغرز الجراحية, إذ أن القرنية الجديدة المزروعة لها قوة بؤرية مختلفة عن القرنية الأصلية عدا عن سمكها المختلف, تم إنشاء خوارزمية لعملية استخراج الساد الأبيض لدى المرضى بعد أجريت لهم عملية زراعة القرنية.

وأوضح أن إنشاء هذه الخوارزمية تم انشاءها إعتمادا على عدد وكثافة الخلايا البطانية للقرنية المزروعة المعروفة بـ”endothelial cells”، بالإضافة إلى الأخذ بعين الإعتبار الحالة الانكسارية الجديدة والقوة البؤرية للقرنية المزروعة.

وأشار طناش أن 191 حالة (%89.6) بالدراسة حصلت على قرنية شفافة، بعد إجراء العملية الثانية أي بعد 18-19 شهرا، والمتمثلة باستخراج الساد الأبيض وزرع عدسة بؤرية جديدة عوضا عن العدسة الأصلية المعتمة.

وتابع بأن 22 حالة (%10.4) كان هناك رفض للقرنية المزروعة، أو ما يعرف عالميا بمرض القرنية الممنوحة، إذ تطلب ذلك إجراء فحوصات إضافية لمعرفة سبب هذا الرفض والوقوف على معالجته, وتم في ما بعد إجراء زراعة قرنية جديدة مرة أخرى لهم.

ونصح طناش وفريقه البحثي جراحين العيون بإجراء عملية استخراج الساد الأبيض بعد 18-19 شهرا من عملية زراعة القرنية، وذلك عندما تستقر جميع المؤشرات السريرية والانكسارية للقرنية الممنوحة حسب الدراسة، واعتبار عدد وكثافة الخلايا البطانية للقرنية نتائج حاسمة في تحديد طريقة استخراج الساد الأبيض.

وشكر القائمين على البحث العلمي في بنك العيون الأرني، وكل من عمل على تسهيل وإنجاح هذه الدراسة الجديدة.
(الرأي - سائدة السيد)