أخبار اليوم - التقى محافظ الطفيلة الدكتور عمر الزيود خلال جولة ميدانية في قرية ضانا ومركز الزوار ، وبيت الضيافة في محمية ضانا للمحيط الحيوي، باصحاب الفنادق السياحية والمزارعين في المنطقة ، مثلما اطلع على مشاغل الحلي والفضة والصابون في المحمية ، واستمع من مديرها حول المشروعات التي نفذتها الجمعية الملكية لحماية الطبيعية بمجال تنمية المجتمع المحلي .
واكد المحافظ الزيود خلال لقاءه بعدد من اصحاب الفناديق على اهمية توفير خدمات وبرامج سياحية من شانها جذب السياح المحليين والاجانب الى محمية ضانا، واطالة اقامتهم فيها، سيما مع توافر البنى التحتية والفوقية والمقومات السياحية التي تنفرد فيها المحمية، فضلا على جهود الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في ايجاد مشروعات وبرامج حماية للمنظومة الطبيعية جاءت متوازنة ما بين حماية الطبيعة، وشمول المجتمع المحلي ببرامج ومشروعات تشغيلية وتدريبية وغيرها .
واضاف بحضور مدير محمية ضانا للمحيط الحيوي المهندس رائد الخوالدة ، انه سيتم متابعة كافة القضايا التي عرضها اصحاب الفنادق والمزارعين في قرية ضانا السياحية في سبيل ايجاد الحلول المناسبة خاصة تلك المتعلقة بايصال مياه الشرب للفنادق، والاخرى الخاصة باعادة تاهيل عيون المياه في قرية ضانا وبساتينها بالتنسيق مع ادارة المحمية وادارة عقد مياه الطفيلة ومديرية الزراعة .
واشاد بالدور الريادي الذي تضلطع به المحمية في المحافظة على الحياة البرية في منطقة ضانا مقدما التهاني للجمعية الملكية لحماية الطبيعة بتكريم جلالة الملك عبدالله الثاني لمحمية ضانا للمحيط الحيوي ومنحها ميدالية اليوبيل الفضي، وذلك تقديراً لدورها الأساسي في الحفاظ على التنوع الحيوي وتنمية المجتمعات المحلية حيث تسلم الوسام مدير المحمية رائد الخوالده خلال زيارة جلالته لمحافظة الطفيلة، مما يعكس التزام الجمعية بمواصلة جهودها في صون الطبيعة وتعزيز التنمية المستدامة.
بدورهم استعرض العديد من اصحاب الفنادق الشعبية في قرية ضانا السياحية اوضاع فنادقهم في ضوء انخفاض الحركة السياحية في المنطقة مقارنة بالأعوام السابقة الى جانب حزمة تحديات أخرى منها الحاجة الى مزيد من الخدمات الرئيسية كالمياه والصرف الصحي وغيرها .
وبين كل من اصحاب الفنادق رمزي النوافلة الخصبة ،و رامي محمود الخصبة وسليمان الخوالدة وغيرهم أن الوضع السياحي في تراجع مستمر منذ سنوات ، مرجعين ذلك الى الاوضاع المحيطة بالمنطقة، فضلا عن تأثيرات أزمة كورونا ، حيث أن الحركة السياحية كانت تعتمد في الغالب على الأفواج السياحية الأجنبية، فيما أثر تراجعها على الأوضاع الاقتصادية لأصحاب الفنادق ،في وقت يعاني فيه أصحاب الفنادق من مشاكل نقص مياه الشرب واعتمادهم على صهاريج المياه للحصول على مياه الشرب بكلف مضاعفة.
وطالبوا إدارة عقد مياه الطفيلة بشمول قرية ضانا بشبكة المياه خاصة مع وجود 12 فندقا في المنطقة إضافة إلى عددا من الأسر تقطن المنطقة، في وقت ادت فيه عملية نقل المياه إلى الفنادق لغايات الشرب والاستخدامات الاخرى على حساب أصحاب الفنادق، الي مضاعفة الكلف المالية عليهم إذ يصل سعر حمولة الصهريج من المياه إلى 40 دينارا، في وقت باتت فيه كافة الفنادق في القرية تعاني حاليا من قلة الحجوزات.
وتضم محمية ضانا 12 فندقا سياحيا بحجم 150 غرفة فندقية شهدت نسب إشغال عالية في المواسم السياحية النشطة .
كما استعرض عدد من المزارعين في قرية ضانا ابرز التحديات التي تواجههم والمتضمنة ضرورة توفير مزيدا من خزانات المياه لتجميع مياه الينابيع والامطار وتوفير انابيب المياه لايصالها الى مزارعهم حيث وجود مساحات من اشجار الزيتون واللوزيات اضافة الى مساحات مزروعة بالخضروات .
وخلال جولة المحافظ الزيود على مشاغل المحمية، اشار الخوالدة ان المحمية شهدت منذ تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية قبل 25 عاما منجزات نوعية في عدة مجالات أهمها توسعة بيت الضيافة في مركز زوار ضانا، والذي انشئ بمكرمة ملكية سامية بقيمة تجاوزت مليون دينار ما أسهم في زيادة الدخل المتأتي للمحمية والمجتمع المحلي، وتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة، فضلا عن زيادة مدة إقامة السياح المحليين والأجانب عبر توفير خدمات وتجارب وأنشطة سياحية وبيئية متنوعة.
واضاف، إنه تم ترميم نحو 150 منزلا قديما في قرية ضانا مع الحفاظ على طابعها التراثي والمعماري، ما جعلها قرية سياحية ذات مقومات متنوعة .
واضاف ان محمية ضانا وفرت نحو 200 فرصة عمل مؤقتة لأبناء المنطقة، و85 وظيفة دائمة، فيما تستفيد نحو 200 عائلة بشكل غير مباشر من النشاط السياحي والاقتصادي فيها في حين شهدت المحمية انشاء عدد من السدود والحفائر الترابية في مناطق الرعي، سيما في منطقة البرة لخدمة أصحاب حيازات المواشي التي تقدر بحوالي 5 آلاف رأس تتوفر لها المياه على مدار العام بحسب الخوالدة.
وبين محمية ضانا تعتبر أول محمية طبيعية في الأردن يدرج أسمها ضمن محميات الإنسان والمحيط الحيوي الخاصة بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم .
واطلع المحافظ الزيود على مشروعات المحمية حيث استعرض الخوالدة اهمية هذه المشروعات التي جاءت بطريقة تبادلية بين البيئة والسكان ولتقليص نسبة العاطلين عن العمل من فتيات القرية وبلدة القادسية المجاورة، مشيرا إلى انه تم استقدام وتدريب ثماني عشرة فتاة ودمجهن في العمل برواتب ملائمة اذ هنالك ثلاثة مشروعات؛ الأول هو مشروع الحلي الطبيعية باستخدام معدن الفضة، وهو مشروع لتشكيل الفضة وتطويعها للصناعة السياحية على شكل أحياء من البيئة البرية لضانا، وهي صناعة تقليدية تستخدم الآلات لإفساح المجال للأيدي العاملة الفنية المدربة للعمل في هذا المجال، مؤكدا بان هذه الصناعة تلاقي رواجا عالميا ومحليا ، أما الصناعة الثانية فهي تصنيع الصابون، كون محافظة الطفيلة غنية بمحصول الزيتون، فيتم الشراء من الأهالي واستخدام زيت الزيتون في صناعة الصابون الذي له مزايا طبيعية عدة. .
ولفت الى الصناعة الثالثة في المحمية وهي تجفيف وتصنيع الفواكة والخضار، فبسبب وفرة هذه الأشجار في ضانا والمناطق المجاورة، يتم شراؤه من المواطنين وباسعار أفضل من السوق المحلي، ويتم تحويل تلك الفواكه الى اشكال يسهل حفظها وتسويقها في مواسم اختفائها من الأسواق المحلية.
الدستور