أخبار اليوم - قدمت العقبة ميزة يمكن استغلالها من قبل السكان والزوار والسياح، تتمثل في إنشاء ممرات مشاة في قلب الجزر الوسطية في الشوارع الرئيسية التي تكتظ بالمحال التجارية والفنادق، وذلك وسط أشجار النخيل الباسقة والزينة، وبتصميم ملفت ومساحة واسعة.
ومزجت الممرات المحاطة بالورود الأصالة مع الحداثة، حيث تخترق المعالم التاريخية والأثرية، من أبرزها مدينة أيلة الإسلامية وأقدم كنيسة في العالم ودوار الشريف الحسين بن علي، وتصل إلى أبرز الوجهات السياحية مثل الفنادق والمحال التجارية المختلفة، مما يعطي الزائر خيارات متنوعة وملهمة.
وقال الزائر تامر البطاينة، إن هذا المشروع الفريد يأتي تجسيدا حقيقيا للجمال والتناغم في التصميم والتنسيق، حيث يقدم تجربة فريدة تنقل الزائر إلى عالم من السكينة والجمال الطبيعي، مؤكدا أن الممشى داخل الجزر الوسطية والمحاطة بأشجار النخيل والزينة، وبعضها نوافير مياه، يمنح الزائر والسائح شعورا بالهدوء والصفاء الروحي، خاصة مع وجود مقاعد للجلوس، مما يعكس الدور العميق الذي تلعبه العقبة في إيجاد منتجات سياحية مميزة وفريدة، لا سيما في قلب مدينة العقبة.
أما المواطن حسين الشبول أحد سكان العقبة، فأكد، أن تصميم ممرات المشاة داخل الجزر الوسطية واستغلال المساحات بشكل مناسب وأنيق يعبر عن مفهوم الجمال الطبيعي بأبهى صوره، حيث يتم دمج عناصر الطبيعة كالشجيرات، والصخور الضخمة، وحبات الحصى الناعمة، بطريقة فنية تخطف الأنظار، وكل هذه العناصر تجتمع لتخلق مشهدا طبيعيا متكاملا يعكس فلسفة الإدارة السياحية في العيش بتناغم مع الطبيعة، ويبرز ألوانها الزاهية التي تسترعي النظر وتسر القلب.
وشرعت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بعمل ممرات مشاة داخل الجزر الوسطية في مناطق مختلفة في العقبة، لا سيما تلك التي تعج بالزوار والسياح والقريبة من المعالم التاريخية والأثرية، إلى جانب المنشآت الفندقية بكافة تصنيفاتها، بهدف إيجاد متنفس جديد وفريد للمقيمين في العقبة وزوارها وسياحها بين أحضان الطبيعة وبتصميم مميز يخترق الشوارع الرئيسية في المدينة البحرية.
وبين الخبير السياحي أيمن أبو غليون، أن "التمازج السياحي في المدينة الساحلية يعكس درجة عالية جدا من الإدراك لأهمية السياحة وعلاقتها بكافة القطاعات، لا سيما القيمة الاقتصادية التي تعتبر فيها السياحة أحد المحركات الرئيسية لنمو الاقتصاد الأردني، أي أن بإمكانها تعزيز الاقتصاد المحلي والمساهمة أيضا في مناخ الأعمال، إضافة إلى زيادة الإيرادات الحكومية ودعم ميزان المدفوعات من خلال الإيرادات السياحية، التي تعتبر مصدرا مهما للعملات الأجنبية التي تساهم في تحسين ميزان المدفوعات، إلى جانب دعم القطاعات الأخرى".
ويعكس اهتمام الإدارة السياحية والسلطة المحلية في العقبة بتطوير القطاع السياحي والمرافق اللازمة ليكون جاذبا باستمرار للسياح العرب بشكل خاص والأجانب بشكل عام، لما تتمتع به المدينة السياحية من أجواء للعائلة. لذلك تعتبر العقبة المعيار الأول للأسر الخليجية التي تقصد الأردن بشكل مستمر لقضاء أوقات ممتعة.
وكانت العقبة قد حققت إنجازا بارزا بفوزها في مسابقة "أفضل 100 قصة من الوجهات الخضراء" للمرة الثانية على التوالي، التي تسلط الضوء على المبادرات والمشاريع المبتكرة الهادفة إلى تطوير السياحة المستدامة.
وأكد رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، نايف حميدي الفايز، أن هذا الإنجاز جاء نتيجة لجهود السلطة بالتعاون مع منظمة الوجهات الخضراء، لتصبح العقبة أول مدينة أردنية تحصل على شهادة الوجهة الخضراء.
وأضاف الفايز، أن هذا الإنجاز يمثل خطوة مهمة لتعزيز مكانة العقبة كوجهة سياحية مستدامة، مع تعزيز حماية البيئة ودعم التنمية الاقتصادية المحلية، مؤكدًا أن السلطة تعمل ضمن خطتها الإستراتيجية للأعوام 2024-2028 على وضع خريطة طريق تهدف إلى الارتقاء بالعقبة كمركز سياحي مستدام من خلال اعتماد معايير عالمية في الممارسات البيئية المستدامة.
من جانبه، أكد مفوض السياحة والاقتصاد في السلطة، المهندس حمزة الحاج حسن، أن المبادرات التي نفذتها السلطة ضمن استراتيجيتها لتطوير المنتجات السياحية، مثل إغراق الحطام العسكري والسفن، ساهمت في إنشاء شعاب مرجانية اصطناعية عززت سياحة الغوص وجذبت الغواصين من جميع أنحاء العالم.
الغد