فاطمة الزهراء - رغم الأوضاع المعيشية الصعبة للمحتاجين والفقراء، الذين ينتظرون الشهر الكريم ليجود عليهم المحسنون -كعادتهم- بطرود الخير الغذائية والتبرعات النقدية ووجبات الإفطار التي تعينهم وتفرج همهم وتسعف حالهم، إلا أن هذه التبرعات في تراجع عامًا بعد عام، ولم يعد الجود الذي اعتاده المحتاجون كما كان "فالجود من الموجود"، ويبدو أن الموجود لم يعد قادرًا على مد يد العون لمن يحتاجها كالسابق.
إحدى النساء قالت في حديثها لـ"أخبار اليوم" إنها تنتظر شهر الخير بفارغ الصبر ليهلّ خيره معه إلا أنها استغربت هذا العام أنها لم تصلهم أي طرود غذائية أو تبرعات منذ بداية الشهر "رغم الوضع المادي الصعب الذي نمر به، يبدو أن هذا العام سيكون مختلفًا"، موضحةً أن غلاء الأسعار وقلة العون من أهل الخير تقلقهم وتضعهم في أوضاع صعبة أكثر من باقي الأيام.
متطوعة في أحد المساجد أوضحت أن الأوضاع قبل 4 سنوات كانت أفضل بكثير من اليوم بخصوص التبرعات والطرود الغذائية التي تصلهم، حيث كان يصل بهم التوزيع لثلاث مرات يوميًا (نقديًا وطرود وإفطارات مساءً) وكانت الأوضاع "منفرجة" على حد قولها.
وأضافت أن المتبرعين بعد جائحة كورونا تراجع إقبالهم بشكل كبير وذلك أن المحسنين من أصحاب المحال الغذائية وغيرها، الكثير منهم واجه مشاكل مادية ما اضطره لإغلاق محاله وتراجع صدقاته عكس ذي قبل.
وذكرت أن التبرعات التي كانت يومية سابقًا لم يعد يشهدها المسجد هذا العام وهي قليلة جدًا مقارنةً بالسنوات السابقة، منوهةً إلى أن التبرعات تزيد في فترة العشر الأواخر من رمضان.
من جانبها مواطنة تحصل على طرود غذائية ذكرت أن التبرعات هذا العام متقاربة من العام الماضي والتي تناقصت بشكل كبير مقارنة بالسنوات السابقة، مبينةً أن بداية رمضان قد يكون الخير قليلًا لكن "نرجو أن يتحسن الوضع بعد نصف الشهر فحسب ما أعلم الناس تفضل اغتنام العشر الأواخر للصدقات".
بات هذا الحال من نقص العون للمحتاجين له في الشهر الكريم حالة عامة لا تقتصر على توزيع فاعلي الخير والمحسنين ومقدمي الصدقات، بل طال ذلك الجمعيات الخيرية والمؤسسات المعنية على مستوى المملكة "فضيق العيش ضيّق على المواطنين أفعال الخير".