أخبار اليوم - رباب دوله
تصوير: راشد النسور
نظمت مدارس الرأي بالتعاون مع معهد كونفوشيوس فعالية "اليوم الصيني"، التي تهدف إلى توسيع آفاق الطلاب وتعريفهم بثقافات الشعوب المختلفة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور محمد أبو عمارة، مدير عام مدارس الرأي وكينجستون، على أهمية هذا التعاون بين مدارس الرأي ومعهد كونفوشيوس، مشيرًا إلى أن الصين تعد من الدول ذات الاقتصاديات الكبرى في العالم، مما يجعل هذه الشراكة ذات بُعد ثقافي وتربوي عميق.
وأوضح الدكتور أبو عمارة أن هذا المهرجان يأتي في سياق تبادل الثقافات والحضارات بين الصين والأردن، حيث أتاح للطلاب فرصة للتعرف على الثقافة واللغة الصينية، إضافة إلى المنتجات التراثية والفكرية لهذا البلد، مما يعزز لديهم فهماً أعمق للتراث الصيني العريق.
شهدت الفعالية مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي أضافت للطلاب خبرات جديدة، حيث شاركوا في مسابقات للألعاب الصينية التقليدية مثل مسابقة "عيدان الطعام" وكتابة الأسماء باللغة الصينية، وتحديات أخرى عرفتهم على المهارات الكامنة في الألعاب الشعبية الصينية.
كما تعرف الطلاب على ثقافة الأزياء الصينية التقليدية، حيث عُرِض أزياء تحمل قصصًا ورموزًا تعبر عن تاريخ طويل، مما أتاح لهم فهمًا أعمق لمعاني وتاريخ هذه الأزياء، التي تمثل جزءًا مهمًا من التراث الصيني.
كان لتفاعل الطلاب وحماسهم خلال هذا اليوم دور كبير في إنجاح الحدث، إذ أبدوا انبساطهم واستمتاعهم بكل جانب من الفعالية.
وقد أسهم هذا التفاعل في توسيع مداركهم وتعزيز فهمهم لحضارات الدول الأخرى، مما يصب في جانب تثقيفهم وتوسيع آفاقهم المعرفية حول ثقافات وتراث الشعوب المختلفة، خاصة مع الجمع بين الثقافة والتراث الصيني من جهة، والثقافة الأردنية من جهة أخرى، ما أضاف بعدًا خاصًا لهذا اللقاء التراثي.
وشهدت الفعالية مشاركة مميزة للأستاذ مأمون أبو السباع، المدير التنفيذي لمعهد كونفوشيوس، حيث قدم مداخلة تعريفية حول اللغة الصينية وثقافتها الغنية، وأتاح للطلاب فرصة التفاعل وتعلم بعض العبارات الأساسية المستخدمة في الحياة اليومية، ليتسنى لهم تذوق جمال اللغة الصينية والاقتراب من روحها.
وأكد أبو السباع على أهمية تعلم اللغة الصينية في مدارس الرأي، كونها واحدة من المدارس العريقة التي تحمل رسالة تربوية وأكاديمية مرموقة في الوسط التعليمي الأردني.
ومن جهته، أعرب الضيوف من الصين عن أملهم في أن تكتب الترجمة بأسلوب قوي وجميل يعكس أصالة الثقافة الصينية، وأن يكون النص المترجم قادرًا على إيصال الرسالة الثقافية والفكرية بعمق وبلاغة.
كما قُدِّم عرض خاص حول الشاي الأخضر الصيني، حيث تعرف الطلاب على الطقوس والتقاليد الخاصة بتحضير الشاي. وقد شُرِحَت خطوات تحضير الشاي بتفاصيل دقيقة، بدءًا من اختيار إبريق خاص وصولًا إلى انتظار اللون والنكهة المثالية قبل تقديمه، وهو ما يعكس رمزية وقيمة التجمعات العائلية في الثقافة الصينية، ويعبر عن الترابط الاجتماعي العميق.
وشهد الحدث أيضًا حضور عدد من الأصدقاء الصينيين، الذين قدموا مداخلات وعروضًا تضمنت منتجات تراثية وعناصر ثقافية صينية، بمساعدة المترجمين الذين عرفوا الطلاب على تاريخ هذه المنتجات وقيمتها في التراث الصيني العريق. وشملت الفعالية كذلك حفل الشاي الصيني التقليدي، وفنون قص الورق، والألعاب الشعبية، التي جذبت اهتمام الطلاب، وعززت لديهم فهمًا أعمق للثقافة الصينية.
وقد تميزت الفعالية بحضور شخصيات بارزة من ضمنها الدكتورة يانغ سونغ فانغ، عميدة معهد كونفوشيوس في الأردن، والأستاذ مأمون أبو السباع، والأستاذة رندا البيرودي، نائب المدير العام في المعهد.
كما حضر عدد من الضيوف من خارج المدرسة، إلى جانب الهيئة الإدارية والتدريسية والطلابية في مدارس الرأي، ليشهدوا هذا الحدث الثقافي المميز.
وفي نهاية الفعالية، كُرِّم عدد من الطلبة المشاركين من أصدقاء الشرطة بحضور النقيب معن القضاة من الشرطة المجتمعية في مديرية الأمن العام، تقديرًا لجهودهم وتفاعلهم في خدمة المجتمع المدرسي، مما أضفى على الفعالية طابعًا تكريميًا مشرفًا.