أخبار اليوم - لجأت المواطنة آلاء سمحان إلى أحد محلات الملابس القديمة "البالة" الواقعة في حي الشيخ رضوان شمالي غرب مدينة غزة، لكسوة أطفالها بالملابس الشتوية، مع دخول الأجواء الباردة وقرب دخول فصل الشتاء.
واضطرت "آلاء" وهي أم لأربعة أطفال للتوجه لمحل "البالة" بسبب نقص الملابس الجديدة في مناطق شمال قطاع غزة، وارتفاع أسعارها بشكل جنوني، بما لا يتوافق مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها عائلة "سمحان" كباقي العائلات الفلسطينية في قطاع غزة.
ومع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جباليا قبل شهر تقريباً، نزحت "آلاء" برفقة عائلتها قسراً من إلى حي الشيخ رضوان غربي مدينة غزة، دون جلب الملابس الشتوية بسبب شدة القصف الذي طال منطقة سكنهم، وفق ما تروي لمراسل "فلسطين أون لاين".
ودفع ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة وتردي الأوضاع الاقتصادية "آلاء" لشراء الملابس القديمة لأطفالها، بغيّة الحفاظ على صحتهم مع دخول الأجواء الشتوية الباردة،
وتُشير إلى أن أسعار ملابس "البالة" رخيصة وتتناسب مع الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه عائلتها بفعل استمرار العدوان الإسرائيلي على مدار أكثر من عام.
وأعربت "آلاء" عن أملها بأن ينتهي العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة وتعود حياة المواطنين كما السنوات السابقة، داعيةً كل الجهات المعنية إلى ضرورة الضغط على الاحتلال لوقف العدوان.
في داخل المحل ذاته، كان الشاب مؤمن جبر يفتّش في أركان المحل عن ملابس ثقيلة تتناسب مع الأجواء الباردة وفصل الشتاء المُشارف على الأبواب.
ويقول جبر لـ "فلسطين أون لاين"، إن طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" قصفت منزل عائلته الواقع في حي الشيخ رضوان بالكامل وأصبحت ملابسه تحت الأنقاض، وهو ما يجعله بحاجة لشراء ملابس جديدة تتناسب مع فصل الشتاء.
وبعد جولة أمضاها "جبر" على عددٍ من محلات الملابس الجاهزة الجديدة في منطقة سكنه، تفاجأ بارتفاع أسعارها الجنوني، الأمر الذي لا يتناسب مع أوضاع عائلته الاقتصادية الناجم عن استمرار العدوان لأكثر من عام، حسب قوله.
ووجد "جبر" ضالته في إحدى ملابس "البالة" لجلب احتياجاته من الملابس الشتوية، كون أسعارها تتناسب مع الأوضاع المعيشية لعائلته، مشيراً إلى أنه استطاع جلب عدة أصناف من الملابس بما لا يتجاوز مبلغ الـ 60 شيكلاً.
ويتساءل بُحرقة "لماذا هذا الارتفاع الجنوني الذي طرأ على الملابس الجديدة على الرغم من عدم دخول أصناف جديدة إلى القطاع بسبب إغلاق المعبر منذ عدة شهور؟".
ويدعو "جبر" تجار الملابس للنظر بعين الرحمة إلى سكان القطاع الذين يعيشون أوضاعا اقتصادية قاسية بفعل العدوان، وخفض الأسعار كي يتمكن جميع المواطنين من شراء مستلزماتهم من الملابس الثقيلة لفصل الشتاء.
إلى ذلك، يؤكد الشاب زكريا فرينة صاحب محل ملابس "بالة" في حي الشيخ رضوان، الاقبال الكبير من المواطنين على شراء الملابس القديمة "البالة" مع دخول الأجواء الباردة.
وعزا فرينة خلال حديثه مع مراسل "فلسطين أون لاين"، كثرة الاقبال إلى انخفاض أسعار الملابس بما يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطنين من جرّاء استمرار العدوان الإسرائيلي.
وأوضح أن سعر القطعة الواحدة من الملابس يتراوح ما بين 5- 10 شيكل، معتبراً هذه الأسعار "مناسبة" لجميع فئات المجتمع.
وبيّن أن كميات الملابس المتوفرة لديه "قليلة" بسبب عدم إدخال أي ملابس جديدة بفعل اغلاق الاحتلال المعابر الحدودية مع قطاع غزة، مقارنة مع احتياجات المواطنين للملابس خاصة المدمرة منازلهم.
ولا يزال العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة الذي انطلقت شرارته في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 مستمراً، حيث خلّف ما يزيد عن 50 ألف شهيداً وأكثر من 100 ألف جريح، عدا عن الدمار الهائل في المباني والبنية التحتية.