بقلم : ايمن الحنيطي
أخبار اليوم - كما توقعنا قبل عدة اشهر ، وكما كنا نقول حينها عندما انتهت الولاية الاولى للرئيس الجمهوري دونالد ترامب، ان " الترامبية" ولدت لتستمر، ها هي نتائج الانتخابات الامريكية ٢٠٢٤ تعيد ترامب للبيت الأبيض من جديد ، ليصبح الرئيس ال ٤٧ للولايات المتحدة الأمريكية .
اردنياً، اعتقد ان "مناطحة ومباطحة " المصارع السابق ترامب سياسياً بعد ٢٠ يناير المقبل ، سيكون بمثابة هزيمة وانتحار ، خصوصاً في ظل وجود حكومة اسرائيلية يمينية هي الأشد تطرفا في تاريخ الكيان ، لا يتوقع لها ان تتغير سوى بعد انتهاء ولايتها في نوفمبر ٢٠٢٦ ، لذلك لا بد من " الترويض" و " والصبر الاستراتيجي ".
تعتبر العلاقات الأردنية-الإسرائيلية من أكثر العلاقات تعقيدًا في الشرق الأوسط، خاصة في ظل الدعم القوي الذي قدمه وسيقدمه الرئيس الجمهوري ترامب لإسرائيل ، من خلال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، ففي ولايته الاولى شرع ترامب بتنفيذ "صفقة القرن" التي هندسها نتنياهو وغرينبلات وكوشنير بهدف تحقيق تسوية سياسية في المنطقة على المقاييس الاسرائيلية ، والتي قوبلت برفض اردني - فلسطيني واسع.
في هذا السياق، يمكن للأردن أن يلعب دوراً محورياً في تحقيق تسوية سياسية ترضي جميع الأطراف، بما في ذلك بين إسرائيل ولبنان والفلسطينيين، مع مراعاة مصالحه السياسية والحفاظ على معاهدة السلام الأردنية-الإسرائيلية التي تؤرق اليوم اليمين الإسرائيلي الساعي ليلًا نهارا للتخلص منها باي طريقة حتى يفرض سيادته رسمياً على المسجد الاقصى.
لتحقيق ذلك، يجب على الأردن الدخول على فكر ترامب الاقتصادي وإقناعه بأن فرصه الاقتصادية ستكون عظيمة في الشرق الأوسط إذا مضى في تسوية سياسية شاملة.
أظهر ترامب دعماً قوياً لإسرائيل، جعل من الصعب على الأردن والفلسطينيين تحقيق تقدم في القضايا العالقة ، وزاد من تعقيد الوضع السياسي في المنطقة شروع ترامب بتنفيذ " صفقة القرن ".
خلال الأشهر المقبلة وفي ظل وجود مبعوث أمريكي من اصول لبنانية لترامب للمنطقة ، وفي ظل غياب جاريد كوشنير عن طاقم ترامب الجديد مثلما تحدثت التقارير الاميركية ، فانه يمكن للأردن أستثمار هذا الوضع لإقناع ترامب بأن تحقيق تسوية سياسية شاملة سيعود بالفائدة على الجميع، بما في ذلك إسرائيل والفلسطينيين، والحاجة الماسة لاحلال السلام في الشرق الأوسط والتي برزت بعدما حصل في ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ وتداعياته التي قادت لابادة جماعية ترتكبها إسرائيل في غزة ، وعودة الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان ، وحالة غليان في المنطقة، وهجمات متبادلة وتهديدات مستمرة بين ايران وإسرائيل قد تقود لحرب اقليمية وعالمية .
يمكن للأردن حشد امكانياته وطاقاته وادواته في التركيز على كيفية إقناع ترامب بأن فرصه الاقتصادية ستكون عظيمة في الشرق الأوسط إذا مضى في تسوية سياسية ترضي جميع الأطراف. يمكن للأردن أن يلعب دوراً محورياً في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي في المنطقة، مما يعزز من فرص الاستثمار والنمو الاقتصادي بتقديم رؤية اقتصادية واضحة ومقنعة، وبالتعاون مع الاشقاء في المملكة العربية السعودية واستثمار رؤاهم الاقتصادية ، يمكن للأردن أن يجذب اهتمام ترامب ويحثه على دعم تسوية سياسية شاملة، والعمل بجدية على كبح جماح التطرف الاسرائيلي الذي يلحق الضرر بمصالح واشنطن في المنطقة .
ويجب التأكيد على أهمية الحفاظ على معاهدة السلام الأردنية-الإسرائيلية في ظل وجود حكومة إسرائيلية تعتبر الأشدّ تطرفاً في تاريخ إسرائيل. وأن الأردن يسعى دائماً لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وأن التعاون مع الولايات المتحدة يمكن أن يسهم في تحقيق هذا الهدف..
في الختام، يمكن للأردن والسعودية أن يلعبا دوراً محورياً في تحقيق تسوية سياسية شاملة في الشرق الأوسط من خلال الدخول على فكر ترامب الاقتصادي وإقناعه بأن فرصه الاقتصادية ستكون عظيمة في المنطقة إذا مضى في تسوية سياسية شاملة. من خلال التركيز على التحديات الاقتصادية والحفاظ على معاهدات السلام الأردنية-الإسرائيلية، والمصرية - الاسرائيلية، وتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية لتشمل سوريا ولبنان والعراق ، وتتوج ياتفاق سلام مع السعودية من خلال اعادة طرح " مبادرة السلام العربية " يمكن للأردن والسعودية ذات الوزن الاقتصادي في المنطقة والعالم ، أن يحققا الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة وتعزيز فرص تحقيق السلام في الشرق الاوسط .