د. سلطان إبراهيم العطين
ها نحن اليوم نستذكر روحك الطاهرة، أيها الفارس الذي ترجل، أيها البطل الذي نقش اسمه في وجدان الأردنيين وذاكرتهم الأبدية. الفريق الركن مشهور حديثة الجازي، قائد الكرامة وأسد المعركة، ذاك الذي حمل الوطن على كتفيه بقلبٍ لا يعرف الخوف، وقاد جنده بروحٍ ملؤها العزة والكرامة.
في معركة الكرامة، يوم وقف الزمن وسكنت الأنفاس، كنت أنت هناك، في الصفوف الأولى، كأنك تمثل روح الأردن بأكملها، تقف ثابتًا أمام الغزاة، وتحمل رايةً بيضاء كأنها غيمة سلام، لكنها تفيض بقوة رجالٍ أبوا إلا أن يعيدوا الكرامة لكل ذرة تراب، ولكل قطرة دم سالت دفاعاً عن الأرض والعرض. كأن صوتك ما زال يتردد بين الجبال والوديان، يلهم الجند، ويزرع في القلوب عزماً لا ينطفئ.
أيها القائد الشامخ، لم تكن معركة الكرامة مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت شهادة ميلاد لجيلٍ جديد من الفخر والاعتزاز، جيل تعلم من صمودك معنى أن تكون الجبال شاهقةً، وكيف يمكن لحفنةٍ من المؤمنين أن تردع جيشاً بكامله. لقد علمتنا أن الكرامة ليست مجرد كلمة، بل حياة تعاش بصدق، ورمز نحمله في قلوبنا، ونزرعه في أبنائنا.
غادرتنا جسداً، لكن روحك ما زالت هنا، تسري في كل من يرى العلم الأردني يرفرف، في كل قلبٍ ينبض بحب الأردن وعزته. ذكراك تظل مرآةً نرى فيها معاني الإباء والبطولة، رمزاً لأجيال قادمة تتعلم منك أن الكرامة ليست هبة تُعطى، بل شرفٌ يُنتزع بصبرٍ وعزيمة.
سلامٌ على روحك الطاهرة، أيها القائد الذي حفر اسمه في تاريخ الأردن، وترك في وجداننا أثراً لا يُمحى، وعزيمةً تزداد مع كل شروق.