مطابخ إنتاجية تقود الثورة الاقتصادية في المنازل .. نساء يحاربن الفقر بالمنتجات المنزلية

mainThumb
مطابخ إنتاجية تقود الثورة الاقتصادية في المنازل.. نساء يحاربن الفقر بالمنتجات المنزلية

06-11-2024 04:21 PM

printIcon


"المطابخ الإنتاجية والمنتجات المنزلية: قوة اقتصادية تسهم في مكافحة الفقر والبطالة"

أخبار اليوم - تالا الفقيه - في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها العديد من الأسر الأردنية، باتت المطابخ الإنتاجية والمنتجات المنزلية تشكل مصدرًا حيويًا للدخل، خصوصًا للسيدات اللواتي يسعين لتحسين مستوى معيشة أسرهن. هذه المشاريع المنزلية، التي بدأت تنتشر بشكل واسع في المحافظات والمدن والقرى والأرياف، أصبحت وسيلة فعالة للتصدي لمشكلات الفقر والبطالة، وذلك عبر تمكين النساء اقتصاديًا وتوفير فرص عمل لهن ولكن، مع النجاح تأتي التحديات، وتترافق مع الفرص التي تفتحها هذه المشاريع.

"المطابخ الإنتاجية... من فكرة بسيطة إلى مشروع مجتمعي"

تُعتبر المطابخ الإنتاجية نموذجًا متقدمًا من المشروعات المنزلية التي بدأت كنشاط بسيط داخل البيوت، ثم تحولت إلى مصدر دخل ثابت للعديد من الأسر. تقول أم محمد، وهي ربة منزل من إحدى القرى القريبة من الكرك: "بدأت مشروعي الخاص بتحضير المأكولات المنزلية بعد أن تزايد الطلب على منتجاتي في الحي. مع الوقت، قررت أن أتوسع وأبيع الأطعمة لعدد أكبر من الناس، حتى أصبحت أدير مطبخًا إنتاجيًا يوفر لي ولأسرتي دخلًا جيدًا."

أم محمد هي واحدة من مئات السيدات اللواتي استفدن من هذا النوع من المشاريع. ورغم أن المشروع بدأ بمكونات بسيطة داخل المطبخ المنزلي، إلا أنه تحوّل إلى قوة اقتصادية تدعم الأسرة، وتحسن من مستوى المعيشة.

"دور المنتجات المنزلية في محاربة الفقر"

تشير الدراسات الاقتصادية إلى أن المشاريع المنزلية، ومنها المطابخ الإنتاجية، تسهم بشكل مباشر في مكافحة البطالة وتوفير فرص عمل مرنة للنساء، خاصة في المناطق الريفية. تعتمد العديد من الأسر اليوم على هذه المشاريع الصغيرة لزيادة دخلها وتحسين ظروف حياتها.

تقول نورا، التي بدأت بصناعة الحلويات في منزلها بمحافظة إربد: "كانت الأمور صعبة للغاية، ولا أستطيع الخروج للعمل بسبب التزاماتي الأسرية. ولكن عندما بدأت بإنتاج الحلويات من منزلي وبيعها، شعرت بالتحسن المادي والنفسي. الآن أستطيع المساهمة في مصروف البيت وتوفير احتياجات أولادي."

نورا مثلها مثل الكثيرات، استطاعت أن تتغلب على مشكلات الفقر والبطالة من خلال تحويل مهارتها المنزلية إلى مصدر دخل.

"التحديات التي تواجه سيدات المنتجات المنزلية"

رغم النجاح الكبير الذي حققته الكثير من السيدات من خلال مشاريعهن المنزلية، إلا أن التحديات تبقى حاضرة. من أبرز هذه التحديات عدم توفر التمويل الكافي للتوسع، وقلة الدعم الحكومي الواضح لهذه المشاريع الصغيرة. بالإضافة إلى ذلك، تواجه السيدات صعوبة في التسويق والوصول إلى الأسواق الكبيرة التي يمكن أن تفتح لهن آفاقًا جديدة.

تقول أمينة، وهي سيدة تدير مطبخًا إنتاجيًا في إحدى قرى مادبا: "رغم أنني أعمل بجد، وأنتج أطعمة مميزة، إلا أنني أجد صعوبة في توسيع مشروعي. أحتاج إلى تمويل إضافي لشراء المعدات الحديثة، ولكن البنوك والمؤسسات التمويلية لا تقدم تسهيلات كافية لنا كمشروعات صغيرة."

إلى جانب التمويل، تواجه السيدات أيضًا تحديات أخرى تتعلق بتسويق منتجاتهن. تقول سعاد، التي تصنع المخللات المنزلية: "أستطيع إنتاج كميات كبيرة، ولكنني لا أعرف كيف أسوق منتجاتي خارج منطقتي. الكثير من السيدات مثلي بحاجة إلى دعم تسويقي أكبر."

"فرص واعدة لمشاريع المطابخ الإنتاجية"

رغم التحديات، فإن المستقبل يحمل العديد من الفرص الواعدة للسيدات اللواتي يدرن مطابخ إنتاجية أو مشاريع منزلية. مع زيادة الوعي بأهمية المنتجات المنزلية وتفضيل الكثير من الناس للأطعمة التقليدية والصحية، تجد هذه المشاريع إقبالًا متزايدًا من المستهلكين. كما أن انتشار منصات التواصل الاجتماعي سهل بشكل كبير عملية الترويج والتسويق لهذه المنتجات.

تشير فاطمة، التي تدير مشروعًا منزليًا لصناعة الحلويات الشرقية، إلى أن التسويق عبر الإنترنت فتح لها آفاقًا جديدة. تقول: "بدأت ببيع منتجاتي فقط لجيراني وأصدقائي، ولكن مع إنشاء صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح لدي زبائن من مختلف أنحاء المملكة."

تزايد الطلب على المنتجات المنزلية والاهتمام المتزايد بها كبديل صحي للأطعمة المصنعة يجعل هذه المشاريع مصدرًا قويًا للنمو الاقتصادي في المستقبل.

"دعم المرأة اقتصادياً واجتماعياً من خلال المشاريع المنزلية"

المطابخ الإنتاجية لا توفر فقط فرص عمل للسيدات، بل تعزز أيضًا دور المرأة في المجتمع من خلال تمكينها اقتصاديًا. هذه المشاريع تمنح المرأة الفرصة لتكون جزءًا من الاقتصاد الوطني، وتساهم في تحسين وضع أسرتها، مما يعزز دورها الاجتماعي ويمنحها الاستقلالية.

علاوة على ذلك، هذه المشاريع تعزز الروابط الاجتماعية، حيث تعمل العديد من النساء معًا في دعم وتطوير مشاريعهن. تقول أم خالد، التي تعمل في مشروع تعاوني مع نساء قريتها: "نحن نعمل معًا، نتشارك الخبرات وندعم بعضنا البعض. هذا ليس فقط مشروعًا اقتصاديًا، بل هو أيضًا وسيلة لتعزيز العلاقات الاجتماعية بيننا."

"المطابخ الإنتاجية كأداة للتمكين والتنمية"

في ضوء التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه المجتمع الأردني، تشكل المطابخ الإنتاجية والمشاريع المنزلية واحدة من الحلول الفعالة لمكافحة الفقر والبطالة، خصوصًا في صفوف النساء. ورغم التحديات التي تواجهها هذه المشاريع، إلا أن الفرص المتاحة تُظهر إمكانات كبيرة للنمو والتوسع، ما يجعلها عنصرًا مهمًا في دعم الاقتصاد المحلي وتمكين المرأة في المجتمع.


قالت مدربة الحرف اليدوية هند أبو هزيم التي بدأت مشروعها من خمس سنوات وهو مشروع يتم من خلاله إنتاج الحرف اليدوية من شجر البلوط المستوحاة من المنطقة التي تعيش فيها وهي سنديانة البلقاء.

وأوضحت أبو هزيم إلى اختيارها هذا المشروع؛ لأن شجرة البلوط هي الشجرة الوطنية للأردن حيث بدأت من فكرة مداليات البلوط؛ ومن ثم الاكسسورات، وبعد ذلك بدأت بفكرة "حكايتا" وهي صناعية شخصيات من شجرة البلوط، وكانت الفكرة الأولى من نوعها بالأردن، وحصلت على شهادة شكر من وزير العمل على فكرة "حكايتنا".

أكدت أبو هزيم أن مشاركتها في سوق جارا الذي كان يرتاده السياح بشكل كبير ولأن الأردن بلد يتغذى على السياحة، فكان من الضروري أن نظهر الشجرة الذي يمتاز بها الأردن.

وأشارت أن حكايتنا وصلت كندا وفلسطين والعديد من الدول حيث كان عائد الدخل المالي مرتفعاً، وتغلبت من خلاله على الوضع الاقتصادي الصعب حيث ساهم ذلك المشروع بمساعدتها لأسرتها كونهم من أصحاب الدخل المحدود.

وبينت أن عملها أصبح يعرض بأكثر من مكان سياحي يسمى "دكان الحكايات " في محافظة السلط، واُخْتِير النساء اللواتي لديهن قصص لعرض أشغالهن ضمن "دكان الحكايات" الذي كان الداعم الأكبر والأول لمشاركة ونجاح العديد من النساء.



news image
news image
news image
news image
news image