أخبار اليوم - يعد توفير الأدوية الأساسية في جميع مناطق المملكة دون استثناء أحد المحاور الرئيسية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة وتحقيق الأمن الصحي.
ومن أجل ذلك قامت وزارة الصحة الأسبوع الماضي بافتتاح مستودع المخزون الطبي الاستراتيجي التابع لها في منطقة ياجوز بمحافظة الزرقاء، والذي يهدف إلى توفير مخزون استراتيجي للأمن الدوائي في المملكة لمدة أربعة أشهر إضافية.
الخبير الصحي الدكتور عبد الرحمن المعاني بين أن منظمة الصحة العالمية قامت بدعم وإنشاء مستودع مركزي متقدم في المملكة للأدوية والإمدادات الطبية بمنطقة ياجوز يتبع لمديرية التزويد والمشتريات التابعة لوزارة الصحة، وذلك دعما للمستودعات الموجودة أصلا والتي تعمل منذ سنوات طويلة سابقة على أعلى المعايير العالمية، في مجال حفظ وتخزين الأدوية والإمدادات الطبية.
وأضاف أن هذا المستودع يهدف إلى تحقيق الأمن الدوائي، وتوفير البيئة الصحية للتخزين الجيد والتوزيع السلس، وذلك لتعزيز سلاسل الإمداد الطبي وتطويرها، مما ينعكس على الارتقاء بالتغطية الصحية الشاملة, والمحور الصحي، كتوفير الأدوية والمستهلكات الطبية التي تعد مكونا محوريا في إطار رؤية التحديث الاقتصادي للمملكة.
وأشار المعاني إلى أن منظمة الصحة العالمية قامت في السابق بإنشاء مستودعات في منطقة الوسط، وهي تعتبر مركزية تابعة لوزارة الصحة، وكذلك إنشاء مستودعين أحدهما في إقليم الشمال واخر في إقليم الجنوب، بحيث يقوم المستودع المركزي تزويد المستودعات بالأدوية والإمدادات الطبية، ومن ثم يقوم هذان المستودعان بتوفيرها للمستشفيات ومديريات الصحة في كل إقليم، وهذا الأمر مطبق منذ سنوات طويلة.
واعتبر أن المشروع الجديد الممول جاء بهدف الاستمرار بدعم القطاع الصحي، ولحظة محورية في هدف التغطية الصحية الشاملة، وخطوة مهمة نحو ضمان ألا تكون الرعاية الصحية امتيازا بل حقا للجميع وتعزيز الصحة للمواطنين وعافيتهم.
وتأمل أن يكون افتتاح هذا المستودع مساهما في دعم النظام الصحي، وبداية لإنشاء مستودعات في جميع محافظات المملكة، وتأهيل المستودعات الموجودة أصلا، وتعزيز الحصول المنصف على الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية، من خلال تحسين نظم التخزين وسلاسل التوريد والشراء والإمداد.
ودعا المعاني إلى ضرورة إنشاء مراكز تطعيم متقدمة وخاصة في إقليم الشمال وإقليم الجنوب، وسلاسل توريد سهلة وسلسة ما بين المستودعات في المناطق والمحافظات المختلفة، وبين المستشفيات والمراكز الموجودة في نفس المنطقة، ما ينعكس ذلك على الشبكة الوطنية للنظام الصحي الشامل، وبالتالي يكون العمود الفقري للمنظومة الصحية في المملكة.
ورأى أن هذه المشاريع والمنح الدولية تعمل على تلبية احتياجات المواطنين وضمان الحصول على الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية، كما سيؤدي إنشاء المستودع الجديد إلى مساعدة المستودعات الموجودة أصلا على تحسين سلاسل الإمداد.
كما أنها تؤدي دورا مهما في تعزيز الخدمات الصحية وحماية الصحة للجميع وفق المعاني، بالإضافة إلى تسهيل إيصال الأدوية الأساسية والضرورية إلى المواطنين الذين يراجعون المستشفيات والمراكز في المحافظات، مع ضمان جودتها وفعاليتها وسلامتها.
من جهتها أكدت أخصائية التوعية والإعلام الصحي الدكتورة الصيدلانية روان عبد السلام في تصريح إلى الرأي، أن افتتاح أول مستودع مركزي متقدم للأدوية والإمدادات الطبية يعد إنجازا رائعا وخطوة مباركة مهمة، نحو تحقيق الأمن الدوائي بما ينعكس على القطاع الصيدلاني والطبي والمجتمع الأردني بالإيجاب والفائدة.
وأضافت أن ذلك سيساعد في توفير إمدادات آمنة وفعالة من الأدوية بسلاسل إمداد مستدامة، كما سيسهم في تيسير تعزيز سلاسل الإمداد الطبي وتطويرها، والارتقاء بالتغطية الصحية الشاملة لتصل كل مريض يحتاجها، في خطوة سابقة من نوعها.
واعتبرت عبد السلام أن هذا المشروع الذي تقوده وزارة الصحة سيحمل التزام الأردن بحماية صحة الجميع في كل مكان، لا سيما الفئات الأكثر ضعفا وحاجة، وسيمكن من إيصال الأدوية الأساسية والضرورية إلى المحتاجين إليها مع ضمان جودتها وفعاليتها وسلامتها.
وسيضمن هذا المستودع المزود بتكنولوجيا متقدمة وعدد كبير من شاحنات التبريد لتوزيع الأدوية والإمدادات الطبية، وأنظمة حوسبة كما ذكرت، ضبط الهدر الدوائي والذي سيرفد المخازن والمستودعات الفرعية بالمحافظات، والمستشفيات ومديريات الصحة ومراكز الرعاية الصحية بالأدوية.
الرأي