أخبار اليوم - تمتلك الفنانة التشكيلية خلود أبو حجلة فضاءات غنية ومشبعة بالألوان التي تملأ مساحات لوحاتها، مما يسهل عليها تحقيق إيقاع متجانس في جميع زوايا العمل.
وتنقل أبو حجلة رؤيتها الفنية في تشكيل لوحاتها التي تعبر بعمق عن الصراعات العاطفية التي تعيشها المرأة مع ذاتها، بأسلوب يصل إلى أعماق مشاعر كل من يشاهدها.
تتميز التشكيلية، التي بدأت رحلتها مع الفن التشكيلي في سن مبكرة، بقدرتها على تجسيد الهوية الاجتماعية للمرأة، التي تشكل محور لوحاتها، باستخدام تقنيات تجريدية تعبيرية تدفع المتلقي إلى فك أسرارها. وما يميز أعمالها هو استخدامها للألوان الصارخة، وكأنها تسعى إلى خلق حميمية خاصة بين المشاهد واللوحة.
وتؤكد أبو حجلة: "أسعى إلى أن تكون لوحاتي حلقة تواصل متشابكة بيني وبين المشاهد، حيث أعمل جاهدة على إدهاشه لإيماني المطلق بأن الفن التشكيلي رسالة عميقة تصل بسهولة إلى الناس". وتعتمد الرسم كلغة للتعبير عن المشاعر والأحاسيس والأحلام النابضة بالحياة بين فرشاتها وألوانها وأشكالها، مما أتاح لها استكشاف عوالما من الجمال والخيال.
نمت موهبة خلود أبو حجلة في الفن التشكيلي خلال سنوات دراستها، حيث وجدت في الأدب العربي، بشعره ونثره، مصدرا لإلهامها. وتأثرت بالقصائد والأعمال الأدبية التي درستها، وسعت إلى ترجمة الأفكار والأبعاد الأدبية التي تعكس تجاربها الفردية. ولم يكن الأدب وحده مصدر إلهامها في تلك الفترة، بل استوحت من الطبيعة ومسارات حياتية أخرى. وعن تلك الفترة تقول: "في الجامعة، لم يقتصر اهتمامي على الأدب، بل واصلت دراستي العليا في إدارة القيادة التربوية، مما ساهم في دمج الفن بالتعليم بأسلوب مبتكر".
شاركت في العديد من المعارض الشخصية والجماعية، وعرضت لوحات تحكي قصصا عن النضال ضد الظلم والمعاناة التي تحيط بها، لأنها تؤمن بأن الفن حرية وانطلاقة وتمرد على المألوف والنمطية، ولذلك ترى أن التجريب مهم للفنان، مع استخدامه الأدوات التي تكسبه خبرة ومعرفة واسعة في هذا العالم، بحسب وصفها.
وتتميز أعمالها بتعبيرها العميق عن الإنسان والطبيعة، وتجريبها المستمر في استخدام المواد المختلفة، لتظل رمزاً للأمل والإبداع، وتواصل إلهامها للجميع بأعمالها الفنية الرائعة، وقد صب اهتمامها في الآونة الأخيرة على واقع المرأة، من خلال سعيها للتعبير عن مشاعرها ومعاناتها وأحلامها، لما للمرأة من دور مهم في الحياة، لأنها تستطيع أن تبدع بشتى المجالات الحياتية.
وتؤكد أبو حجلة، وهي عضو في رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين أن "لكل مدرسة نواتها الإبداعية وخصائص ألوانها، لذا كان عليها الإلمام بكل تلك الخصائص ومعرفة درجات التقارب في الدمج وقياس حركة التأثير الخاصة والعامة"، مشيرة إلى أن الفن بأشكاله وأنواعه طريقا سالكا لتعبير الإنسان عن مشاعره وأحاسيسه، فبحسبها، الفن مزيج مختلف ومفعم بالحياة، لافتة إلى أنه بالإمكان نشر السعادة بالفن.
ولا تنكر أبو حجلة، أنها استفادت من تجارب الطلاب أثناء مراقبة أدائهم الفني، في تعزيز مهاراتها كفنانة، مدركة أن الفن الفطري لدى المتعلمين يحمل في طياته عمقا إنسانيا يعكس مشاعرهم وأفكارهم، مختتمة حديثها بالقول: "غايتي التأثير بالآخرين ليجدوا ذواتهم الحقيقية بالسعي وراء شغفهم، مهما كانت التحديات".
الغد