الرئيس وبعد أن تكونت له صورة كاملة عن «واقع الاستثمار» في المملكة من ايجابيات وأخطاء يعدُّ العدة لتعظيم الايجابيات و"معالجة الأخطاء» والقضاء على المعيقات وكل ما يحيط هذا الملف من سلبيات، ولهذا وبحسب ما لدي من معلومات سيكون «مجلس الاستثمار» في حالة انعقاد دائم قريباً، فلماذا نهتم بالاستثمار؟
الدكتور جعفر حسان وبحسب من التقاهم خلال الفترة الماضية من رجال أعمال ومستثمرين وممثلين للقطاع الخاص بالاضافة الى خبراته السابقة، تشكلت لديه قناعة بان ابرز تحدٍ يواجه جذب الاستثمارات وتوطينها في المملكة يكمن في التفاصيل التي يستطيع الاردن التغلب عليها سريعاً ومعالجتها بابسط الاجراءات، ولهذا اتخذ قراراً بانشاء وحدة لمتابعة «شؤون المستثمرين» وترتبط به مباشرة.
هي التفاصيل وحدها التي تتسبب باحباط المستثمرين عن الاستمرار بالاستثمار بالمملكة، فالقوانين متطورة والتشريعات مميزة، غير أن هناك عقدة الاحتكاك بموظفين ومبتزين ومزاجيين وغياب الجدية في ايجاد الحلول من قبل الايادي المرتجفة غير المسؤولة التي تسير بنهج «الخوف والشعبويات"ولا تتحمل اتخاذ قرار بسيط لربما يساهم بتشغيل مئات الشباب ويحيي منطقة بكاملها ولاسباب تافهة.
الحكومة وضعت يدها على الخلل وبعض التفاصيل الكارثية واشرت عليه بـ"القلم الاحمر»، معلنة عن انتهاء هذه الفترة وبدء «مرحلة جديدة» للاستثمار يكون فيها المستثمر محصناً أمام «البيروقراطية والمزاجية» التي لن تكون بعد الآن، مؤكدة بان هذه الاشارة ستقابلها «عين حمراء» لكل من يبتزون ويساومون الاستثمار والمستثمرين سواء كان وزيراً أو مسؤولاً أو موظفاً أو حتى اعلامياً..
تحصين المستثمرين وتسهيل الاجراءات أمامهم وازالة كافة التفاصيل المحبطة ضرورة ملحة، فلا يعقل ان جلالة الملك وولي العهد لا يتركان مكاناً بالعالم الا والتقيا بمستثمرين ورجال أعمال والشركات الكبرى لاجل اقناعهم بالاستثمار بالمملكة لتحقيق احلام الشباب وتشغيلهم والتغلب على البطالة، فيأتي موظف غير مسؤول أو مسؤول مرتجف فيضيعون تلك الفرص بمزاجية لم تعد مقبولة بعد الآن.
المملكة تزخر بكثير من «الاستثمارات الناجحة» وبمختلف القطاعات وهذا دليل على اننا نتمتع ببيئة استثمارية مميزة، فالمستثمرون لا «يأتون مجاملة» لاحد بل لتحقيق منافع مشتركة تعود عليهم وعلى موطن استثماراتهم بالخير والنفع والجدوى، والدليل حجم فرص العمل التي يتم توفيرها بالقطاع الخاص لشبابنا وما توصلنا اليه من تطور وتنمية في مختلف القطاعات.
خلاصة القول، الاستثمار فرصتنا الوحيدة جميعا اذا ما كنا جادين بحل مشكلة البطالة بعد انحصار الوظائف الحكومية وما يشهده العالم من تطور تكنولوجي ومنافسة شرسة على جذب الاستثمارات، ولهذا علينا جميعا وكل في مكانه مواطناً ومسؤولين واعلاميين ان ندعم جهود جذب الاستثمار وان نحارب كل من يحبطها من قبل عديمي المسؤولية، فالاستثمار اولا واخيراً لاجل ابنائنا وشبابنا من الخريجين.