الهتافات المسيئة في الملاعب .. أزمة متفاقمة وغياب واضح للدور الرسمي

mainThumb
الهتافات المسيئة في الملاعب.. أزمة متفاقمة وغياب واضح للدور الرسمي

20-10-2024 03:51 PM

printIcon

تصاعد الهتافات المسيئة وتأثيرها في الحضور الجماهيري

أخبار اليوم - خاص - تشهد الملاعب الرياضية في الآونة الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في الهتافات المسيئة، ما أدى إلى عزوف نسبة كبيرة من المشجعين عن حضور المباريات.

يعبر العديد من الجماهير عن استيائهم من بيئة الملاعب غير الآمنة، التي تتحول في بعض الأحيان إلى ساحة للعنف اللفظي عوضا عن التشجيع الرياضي الإيجابي، ما أدى إلى تراجع حضور العائلات والأطفال، الذين كانوا يشكلون جزءًا مهمًا من جمهور الملاعب.

آراء الجماهير والمواطنين حول تأثير الهتافات المسيئة

تشير التقارير الواردة من مختلف المحافظات الأردنية إلى عزوف العديد من المشجعين عن حضور المباريات؛ بسبب تفشي ظاهرة الهتافات المسيئة. يقول أحمد، أحد مشجعي الأندية: "ما عاد في مجال نأخذ أطفالنا على المباريات، الهتافات اللي بنسمعها ما بتنقال قدامهم، وهالشيء بخلينا نفضل نتابع المباراة من التلفزيون بدال ما نتعرض لمواقف محرجة".

أما أميرة، مشجعة، فتضيف: "الهتافات السلبية خلقت بيئة مشحونة في الملاعب، وأصبحت أجواء المباراة تتسم بالتوتر عوضا عن الحماسة. حتى النساء والفتيات بيخافوا يروحون الملاعب؛ لأنه في احتمال يتعرضون للإساءة اللفظية".

فيما يؤكد محمد، مشجع محايد: "الجو العام سلبي ويخلي أي شخص يفكر مرتين قبل ما يروح على الملعب، حتى لو كانت المباراة مهمة، ما بيستاهل الواحد يتعرض للإهانة، أو يسمع ألفاظاً جارحة".

خطاب الكراهية وتأثيره في الأداء النفسي والرياضي للاعبين

لا تقتصر تبعات الهتافات المسيئة على الجمهور فحسب، بل تمتد لتؤثر في نحو مباشر على أداء اللاعبين نفسيًا ورياضيًا. فالأجواء المشحونة والتوتر المصاحب للهتافات العدائية يتسببان في تراجع تركيز اللاعبين، مما يؤثر سلبًا على مستواهم الفني، ويرفع من احتمالية وقوعهم في الأخطاء نتيجة للضغوط النفسية المتزايدة.
غياب دور الأندية والجهات الرسمية في ضبط المخالفين

تُثار تساؤلات كثيرة عن دور الأندية في مواجهة هذه الظاهرة، خصوصًا أن الأندية تتحمل مسؤولية كبيرة في تنظيم سلوك جماهيرها داخل الملاعب. غياب الدور الفعّال للجهات الرسمية في ضبط المخالفين يعكس نقصًا في الرقابة الفعالة والإجراءات الحازمة لمنع تكرار هذه التصرفات. ورغم وجود قوانين واضحة لمعاقبة المخالفين، إلا أن تنفيذها على أرض الواقع لا يزال دون المستوى المطلوب.

مقترحات الجماهير لعلاج الظاهرة

للتصدي لهذه المشكلة، يقترح خالد العواملة، أحد المتابعين القدامى للكرة الأردنية: "لازم يكون في نظام حازم لدخول الملاعب، يتضمن تحديد هوية المشجعين بشكل أفضل، ومنع أي شخص قام بمخالفة سابقة من دخول الملعب، ويكون في قائمة سوداء تُعتمد من قبل الأندية والجهات الرسمية".

كما يقول سند العبادي، مشجع متابع: "نحتاج إلى حملات توعوية تبدأ من المدارس والجامعات، ويكون في تواصل مباشر مع جماهير الأندية من قبل الإدارة نفسها. ما يكفي نشر قوانين وأحكام، لازم نشوف تغييرات فعلية على أرض الواقع، سواء بتشديد الأمن أو تحسين نوعية التوعية".

ويضيف محلل رياضي: "يجب تعزيز الكاميرات الأمنية وأنظمة التعرف على الوجوه داخل الملاعب لتحديد المخالفين ومحاسبتهم بسرعة. تفعيل هذه التكنولوجيا قد يساهم في تقليص المخالفات بشكل ملحوظ؛ لأن المخالفين سيشعرون أنهم تحت المراقبة".

أهمية التعاون بين الأندية والجهات الرسمية

يجب على الأندية أن تتعاون بشكل أكبر مع الجهات الأمنية من خلال منع المشجعين المخالفين من دخول الملاعب، بالإضافة إلى حملات توعية تسلط الضوء على خطورة خطاب الكراهية وأثره في المجتمع والرياضة.

السمامعة: لهذه الأسباب بسبب الشغب الجماهيري

خالد السمامعة "الزرقاوي" أحد أعضاء رابطة المشجعين في النادي الفيصلي قال في حديثه لـ "أخبار اليوم " أن اللاعبين المتواجدين في الفرق المشاركة في المباراة يكون لهم " نصيب الأسد" من انفعال الجماهير، فعلى سبيل المثال، فإن الجماهير تُهاجم اللاعب الذي سبق أن لعب برفقة الفريق المنافس، مما يثير غضب المشجعين كونه ترك فريقه الأم، وذهب للعرض المالي الأكبر، فيما كان الفضل الأكبر لهؤلاء اللاعبين لجمهور الفيصلي بتألقهم بفضل الدعم و المؤازرة الكبيرة بحسب تعبيره 

السمامعة أوضح أن روابط المشجعين لطالما طالبت من أمن الملاعب بالضرب بيد من حديد للتخفيف من تلك الظاهرة، بما في ذلك كون اللاعبين يمثلون أندية مُختلفة، إلا أنهم يمثلون المنتخب الوطني الأردني ويرتدون شعاره ، مؤكداً ان جمهور " الزعيم " لا يقبل الإساءة لأي لاعب سواء كان يلعب في صفوفه أو ينتمي لفريق أخر