"رأيت أخي يحترق أمامي، ورأيت والدتي أيضًا" .. تفاصيل مجزرة عائلة الدَّلو في غزة

mainThumb
"رأيت أخي يحترق أمامي، ورأيت والدتي أيضًا" .. تفاصيل مجزرة عائلة الدَّلو في غزة

20-10-2024 01:39 PM

printIcon

أخبار اليوم - روى أحمد الدلو تفاصيل استشهاد عائلته حرقًا بعد قصف قوات الاحتلال خيمته داخل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح يوم الإثنين الماضي، حيث تتكرر في ذهنه صور حرق عائلته.

وعلَّق الدلو لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، حسبما نشرت اليوم الأحد: "لا يوجد ضمير ولا توجد إنسانية، العالم فقط يراقب ولا يفعل شيئا"، هذا ما يعتقده أحمد الدلو، حيث تتكرر في ذهنه صور حرق عائلته، ويقول: إن حياته انتهت، لقد انتهى كل شيء، ماتت زوجتي وأبنائي حرقًا بعد أن قصفت قوات الاحتلال خيمتي داخل المستشفى.

اقرأ المزيد: "أحرق حيًّا أمام مرأى أعين العالم".. عن الشَّهيد شعبان الدَّلو ومناشدته الأخيرة (شاهد)

قال ذلك وأمامه على الأرض كفن ملفوف حول جسد عبد الرحمن، 12 عاماً، ابنه الأصغر، الذي ظل يعاني الألم أربعة أيام، بعد الحريق الذي أشعلته غارة قوات الاحتلال، وفي اليوم السابق لوفاته، كان قد قال لوالده: "لا تقلق، أنا بخير يا أبي... أنا بخير، لا تخف".

وأضاف وهو يبكي: "حاولت ثلاث مرات إخراجه [عبد الرحمن] من النار، إلا أن جسده سقط فيها مرة أخرى"، وقد توفي ابني الأكبر شعبان (19 عاماً)، ووالدته آلاء (37 عاماً)، ليلة الحريق.

وتابع أصبح ابني شعبان رمزاً جديداً للمعاناة الرهيبة التي يعيشها سكان غزة، فقد انتشرت صوره وهو يتلوى من الألم، بينما كان يحترق حتى الموت في خيمة العائلة في مختلف أنحاء العالم على وسائل التواصل الاجتماعي.

يتحدث أحمد والحروق تغطي وجهه ويديه ورأسه ملفوف بالضمادات، ويظهر على وجهه علامات حروق واسعة النطاق في الجبهة والأنف، وصوته مرتفع وكأنه صوت أنين، وعن الطيار المجهول الذي أرسل الصاروخ، والقادة الذين أعطوه الأوامر، قال أحمد: "لقد حطموا قلبي، وحطموا روحي.. أتمنى أن تحرقني النار".

نجا أحمد الدلو من الحريق الذي أتى على خيام النازحين داخل المستشفى، لكنه أصيب بحروق في وجهه ويديه أثناء محاولته إنقاذ عائلته.

وأسفرت الجريمة عن استشهاد أربعة أشخاص على الفور وإصابة العشرات، بينهم كثيرون أصيبوا بحروق بالغة.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض لشبكة "سي بي إس نيوز"، شريكة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في الولايات المتحدة: إن لقطات الحريق "مزعجة للغاية" ودعا الاحتلال إلى بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين.

وأضاف: "إن إسرائيل تتحمل مسؤولية بذل المزيد من الجهود لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، وما حدث هنا مروع".

وقد أعربت الولايات المتحدة وقوى أخرى، بما في ذلك بريطانيا، عن قلقها إزاء سقوط ضحايا من المدنيين منذ المراحل الأولى من الحرب.

وكان قد انتشرت صورة لموت شعبان الدلو الذي كان مختلفاً، إذ نستطيع أن نرى يده تمتد من الجحيم، وهو يصارع النيران، وكأنه جسد ملفوف بالنيران، يتلوى دون وجود أي مساعدة.

وقال محمد الدلو، شقيق شعبان وعبد الرحمن الناجي، لـ "بي بي سي" إنه حاول النزول إلى النيران لإنقاذ شقيقه الأكبر، "كنت أصرخ طالبًا منهم أن يتركونني، لكن دون جدوى، كانت ساق أخي عالقة ولم يتمكن من تحرير نفسه، أعتقد أنك شاهدت ذلك في الفيديو، كان يرفع يده"، "كان هذا أخي، وكان سندي في هذا العالم".

وأضاف: "رأيت الجثث المحترقة، لكنني لم أستطع التعرف إلا على والدتي، ورغم أن رفاتها قد شوهتها النيران، إلا أنني تعرف على سوارها المميز، لولا ذلك لما كنت لأعرف أنها أمي، كانت يدها مفصولة عن جسدها، لكن السوار كان لا يزال عليها، لقد نزعته من يدها، وهذا هو تذكارها الوحيد".

وعندما سألت بي بي سي محمد عن التكلفة النفسية لرؤية أحبائه يموتون، أجاب: "لا أستطيع وصف ما حدث، لا أستطيع وصف ما شعرت به، أريد أن أشرح الأمر للناس، ولكنني لا أستطيع، لا أستطيع وصف ما حدث، رأيت أخي يحترق أمامي، ورأيت والدتي أيضًا".

ثم طرح سؤالاً للعالم: "ماذا تحتاجون بعد ذلك، أنتم تروننا نحترق، وتلتزمون الصمت".