لقاء إقليمي حول تضمين الصحة الإنجابية في مناهج التعليم

mainThumb
لقاء إقليمي حول تضمين الصحة الإنجابية في مناهج التعليم

19-10-2024 03:37 PM

printIcon

أخبار اليوم - نظم المجلس الأعلى للسكان و"شير نت" الأردن، الخميس، لقاء إقليميا لعرض ومناقشة منتجات معرفية أُعدت من قبل خبراء تربويين من الأردن ومصر ولبنان، بتمويل من "شير نت" العالمي، حول الحاجة لتضمين مفاهيم الصحة الإنجابية في مناهج التعليم بصورة متدرجة بحسب التطور النمائي للأطفال واليافعين وبحسب المرحلة التعليمية.

وبحسب بيان صحفي صادر السبت، شارك في اللقاء الذي عقد على مدار يومين، تربويون من مصر والمغرب ولبنان وتونس، ومختصون من الأردن من المركز الوطني لتطوير المناهج، والجامعة الأردنية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، والجمعية الملكية للتوعية الصحية، ووزارات الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، والتربية والتعليم، والشباب، والصحة، والأونروا، ومديرية التربية والتعليم والثقافة العسكرية.

وقدم مدير الإدارة المركزية للمناهج بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في مصر، أكرم حسن، ورقة تضمنت إطارا مفاهيميا مقترحا لتضمين مفاهيم الصحة الإنجابية في المرحلتين الإعدادية والثانوية وفقا للمفاهيم والاعتبارات الخاصة بمضامين هذه الصحة وحاجات الطلبة في هاتين المرحلتين، وشمل الإطار المقترح توضيحا للفئات المستهدفة والهدف من الإطار والمفاهيم المقترح تضمينها للمرحلتين وآليات تطبيقه ومصفوفة تتضمن المعايير المقترح تضمينها ونماذج للأنشطة المقترح تطبيقها للمرحلتين.

وعرضت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء في لبنان هيام اسحق مع وائل قازان/ من المركز التربوي، دراسة عن مدى جاهزية المربّين في لبنان لإرساء الكفايات المتعلقة بالتربية الجنسية والصحة الإنجابية، حيث استندت الدراسة على منهجية نوعية وكمية، من خلال دمج المفاهيم المتعلقة بالتربية الجنسية والصحة الإنجابية في مناهج التعليم العام ما قبل الجامعي في لبنان، وخرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات.

كما تم عرض دراسة مقدمة من ذوقان عبيدات وفريق من التربويين في الأردن بعنوان "تحليل منهاج رياض الأطفال التطوري في الأردن وفق مجالات الصحة الجنسية"، وهدفت إلى الكشف عن واقع تضمين منهاج رياض الأطفال التطوُّري في الأردن للمفاهيم المتعلقة بهذا الموضوع وخرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات.

بدوره، أكد رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج محي الدين توق، أن المعرفة بالصحة الجنسية والإنجابية وإمكانية الوصول إلى الرعاية الكافية يمكن أن تحدث تغييرا في حياة الأفراد، باعتبار التوعية بالصحة الجنسية والإنجابية وضمان معرفة الأشخاص للمعلومات الصحيحة والدقيقة من المصادر الموثوقة أمرا مهما.

وبين أن ما تم إنجازه من منتجات معرفية والتي جاءت على هامش هذا اللقاء كفيلة للمساهمة برسم خريطة الطريق للمراحل المقبلة، في ظل عدم وجود تباين بين الدول الثلاث سواء بالسياق الاجتماعي أو التجارب التربوية، ومن هنا تأتي أهمية تبادل الخبرات كونها تعطي انطباعا كبيرا إلى حد ما عن الواقع في هذه الدول الثلاث.

من جانبه، بين الأمين العام للمجلس الأعلى للسكان عيسى المصاروه، أن المنتجات المعرفية تأتي لتساعد في الاستجابة لتوصيات عدد كبير من البحوث والتقارير الأردنية والعالمية المنشورة عن اليافعين والشباب وعن الكتب المدرسية وعن مواقف المعلمين نحو تناول المعارف الجنسية والإنجابية في الكتب المدرسية وعن العلاقة بين الآباء والأبناء حول تناول موضوعات تتعلق بحاجات اليافعين إلى المعرفة والتوعية والحماية في مجال الصحة الإنجابية والجنسية.

وأضاف أن الدراسات أظهرت مدى حاجة اليافعين والشباب إلى المعرفة عن مرحلة البلوغ وعن كيفية حماية صحتهم الجنسية والإنجابية وعن الحاجة إلى دور أكبر للمناهج والمربين لاسيما بوجود ضعف في التواصل بين الآباء والأمهات والأبناء حول هذه الموضوعات.

وأضاف أن نتائج البحوث أكدت أنه يتعين تلبية الحاجة إلى المعرفة والحماية لدى اليافعين والشباب في بلادنا، وأن تعزيز سبل التشاركية في التباحث والتدارس مع جميع الجهات الرسمية وغير الرسمية والإفادة من الممارسات الفضلى على المستوى الإقليمي بما يتلاءم وسياقنا الثقافي والاجتماعي هو نهج المجلس الأعلى للسكان للتعامل مع مواضيع صحة اليافعين والشباب من أجل تهيئة بيئة سياسات وبرامج مواتية لدعم وتقوية عناصر الحماية، وتقليص الأخطار التي يتعرض لها اليافعون والشباب، ولاسيما في عصر الاتصال الرقمي المفتوح على كل ثقافات عالمنا المعاصر.

من جهته، بين مدير الدراسات والسياسات في المجلس الأعلى للسكان ومنسق "شير نت" الأردن علي المطلق، أن هذه المنح تم تقديمها والإعلان عنها من قبل شير نت الأردن خلال المؤتمر الإقليمي الذي عقد في الأردن حول التربية الجنسية الشاملة ومدى إدماج مفاهيم الصحة الجنسية والإنجابية في المناهج الدراسية، والذي عقد في شهر نيسان الماضي، بناء على النقاشات والمداولات التي قدمت من الدول المشاركة (الأردن ومصر ولبنان وتونس والمغرب)، مؤكدا أهمية الاستفادة من تجارب الآخرين وتعزيز تطوير الأفكار والمبادرات الجديدة لإنتاج مزيد من الأبحاث والدراسات العلمية الفاعلة، وتبادل الخبرات والتجارب لبناء سياسات وممارسات لفائدة الصحة الجنسية والإنجابية.

وفيما يتعلق بنتائج المنتج المعرفي من الدراسة الأردنية حول تحليل منهاج رياض الأطفال التطوّري في الأردن، هدفت الدراسة إلى الكشف عن واقع تضمين منهاج رياض الأطفال التطوُّريّ في الأردن مفاهيم التربية الجنسية ومفرداتها، حيث كان مجتمع الدراسة جميع مكونات منهاج رياض الأطفال التطوّري من؛ وثيقة الإطار الخاص، ونتاجات التعلم العامة والخاصة، ووحدات دليل النشاطات العملية للمعلمة، وكراسة الطفل، والقصص والبطاقات.
وأظهر التحليل أن الوزن النسبي الكلي لمكونات منهاج رياض الأطفال التطوري في الأردن تراوحت بين 4.14 - 72.93 بالمئة، وأن محتوى دليل النشاطات العملية للمعلمة جاء في الترتيب الأول بوزن نسبي 72.93 بالمئة، جاء بعده في الترتيب "القصص والبطاقات" بوزن نسبي بلغ 22.93 بالمئة، وجاء في الترتيب الأخير كراسة الطفل، بوزن نسبي بلغ 4.14 بالمئة.

وفيما يتعلق بمجالات كل مكون، بينت النتائج المتعلقة بدليل النشاطات العملية للمعلمة أن مجال النظافة جاء في الترتيب الأول بوزن نسبي 49.34 بالمئة، وفي الترتيب الثاني مجال العلاقات والتنمر بوزن نسبي 22.71 بالمئة، وفي الثالث مجال الغذاء بوزن نسبي 14.41 بالمئة، وجاء مجال الأسرة في الترتيب الرابع بوزن نسبي 5.24 بالمئة، وفي الترتيب الخامس جاء مجال التربية الجنسية بوزن نسبي 2.18 بالمئة.

أما فيما يتعلق بالنتائج الخاصة بالقصة، فقد حل مجال العلاقات والتنمر في الترتيب الأول، بوزن نسبي 22.22 بالمئة، وبالترتيب الثاني مجال النظافة بوزن نسبي 20.83 بالمئة. وفيما يتعلق بنتائج الكراسة، جاء مجال الأسرة في الترتيب الأول بوزن نسبي 61.54 بالمئة ، وفي الثاني مجال الغذاء والتربية الجنسية بوزن نسبي 15.38 بالمئة ، وفي الترتيب الثالث مجال الحقوق بوزن نسبي 7.69 بالمئة.

ومن أبرز توصيات الدراسة الأردنية، إعداد مصفوفة بالمفاهيم والمهارات والقيم ذات الصلة بالصحة الإنجابية في مرحلة رياض الأطفال، وتوزيع المفاهيم والمهارات والاتجاهات ذات الصلة على جميع مواد المنهاج، ووضع محتوى قيمي في نصوص القصص ورسومها وتضمين الأناشيد الواردة في دليل النشاطات العملية للمعلمة بعض مفاهيم الصحة الإنجابية، وإجراء دراسات تحليل محتوى لمناهج المباحث المختلفة في مختلف المراحل الدراسية، وبناء مصفوفة شاملة لمفاهيم الصحة الإنجابية اعتمادا على دراسات تحليل محتوى جميع المناهج، بهدف تعزيز إدماج مفاهيم الصحة الإنجابية فيها.