النفايات تحول غابات جرش لبيئة طاردة للتنزه

mainThumb
النفايات تحول غابات جرش لبيئة طاردة للتنزه

17-10-2024 09:58 AM

printIcon

أخبار اليوم - يستخدم سكان في قرى وبلدات بمحافظة جرش، الغابات والمحميات الطبيعية كمواقع لإلقاء النفايات ومخلفات البناء، ما حوّلها إلى مكاره صحية غير صالحة للتنزه، ما يدفع بالكثير من المتنزهين إلى تجنبها لانبعاث الروائح الكريهة منها.

ويطالب مهتمون بالشأن السياحي في جرش، بتشديد العقوبات على كل من يقوم باستخدام الغابات كمكبات للنفايات أو الاعتداء على الثروة الحرجية أو الإضرار بالمتنزهات الطبيعية.

ووفق الناشط أكرم الرواشدة، فإن "محافظة جرش في كل مواقعها وغاباتها عبارة عن متنزهات طبيعية، ويجب أن تكون نظيفة وجاهزة للتنزه في كل وقت وكل فصل"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "ترك النفايات فيها يعود لتصرفات شخصية من قبل مواطنين أو متنزهين، وهو ما يهدد البيئة الطبيعية في المنطقة، فضلاً عن قيام العديد من سكان القرى والبلدات المجاورة للغابات باستخدامها كمكبات للنفايات ومخلفات البناء ومخلفات الأراضي الزراعية".

وقال الرواشدة "إن العديد من المناطق الحرجية، خصوصا على جوانب الطرق، يتراكم فيها الطمم ومخلفات الأبنية المختلفة، وهذه مخالفة يجب أن تتم متابعتها، فهي تشوه بصري وبيئي واضح، وهناك ضرورة بأن يتم تخصيص مواقع محددة للتخلص من الطمم ومخلفات الأبنية".

من جهته، قال الناشط محمد العياصرة "إن مواقع كثيرة ومتعددة في جرش تعد مناطق سياحية وحرجية ومتنزهات طبيعية، لا سيما أن محافظة جرش تحتل المرتبة الأولى على مستوى المملكة في السياحة الداخلية، ويجب أن تتم متابعة موضوع النظافة في مختلف مناطقها من قبل البلديات ووزارة الزراعة والهيئات الشبابية والمدارس وغيرها من الجهات المعنية".

وأشار العياصرة، إلى أن "واجب الحفاظ على نظافتها مسؤولية مشتركة ويجب أن تتحملها جميع الجهات، خصوصا أن حملات النظافة تكاد تكون محدودة هذا العام بسبب التراجع السياحي في المنطقة، لا سيما في السياحة البيئية".

وأوضح العياصرة "أن الدور الأكبر يقع على عاتق المتنزهين الذين يتركون النفايات في الغابات بعد انتهاء تنزههم فيها، وهذا تصرف خاطئ"، مؤكدا ضرورة أن يتم تثقيفهم وتوعيتهم بخطورة ترك النفايات وجمعها قبل مغادرة الموقع.

وبحسب رئيس جمعية الأرض والإنسان محمد ليحو، فإن "إدارة الغابات في محافظة جرش، وهي ذات امتداد واسع، تتبع للجمعية الملكية لحماية الطبيعة، وهي تبذل جهوداً كبيرة في عملية تنظيف الغابات وتجهيزها فنياً ولوجستياً، بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية، مثل وزارة الزراعة والبلديات والهيئات الشبابية والتطوعية".

وأضاف ليحو "أن جميع هذه الجهات تقوم وبشكل دوري بتنفيذ حملات نظافة مستمرة، فضلاً عن ورش تدريبية وتثقيفية لمختلف الهيئات، لحث المتنزهين على جمع النفايات قبل مغادرة الغابات وتجنب ترك النيران مشتعلة، خصوصا أن حماية الغابات من العبث والنفايات والحرائق المفتعلة من أهم أولويات محافظة جرش".

وأكد "أن استحداث نقطة أمنية في منطقة دبين تعمل على مراقبة المواقع كافة على مدار الساعة من خلال دورياتها، يهدف إلى حماية الغابات من العبث والحرائق ومراقبة السيارات والشاحنات التي تقوم برمي النفايات داخل هذه الغابات، مع إيقاع أشد العقوبات بحق المخالفين".

ويرى ليحو "أن الحفاظ على الغابات مسؤولية مشتركة بين جميع الجهات المعنية، وهي ثقافة مجتمعية يجب أن يتم تنميتها والعمل على تطويرها من خلال الهيئات الشبابية، خصوصا طلاب المدارس والجامعات".

إلى ذلك، قال مصدر مسؤول في زراعة جرش، إن غابات جرش ذات امتداد واسع جداً، ويصعب على موظفي الزراعة تنظيفها كاملة من دون مساعدة، كما يصعب وضع حراسة دائمة عليها بسبب الامتداد الواسع.

وأكد المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، ضرورة أن تكون مسؤولية الحفاظ على نظافتها مشتركة بين مختلف الجهات المعنية، مثل البلديات والمدارس والهيئات الشبابية والجمعيات الخيرية والتعاونية وغيرها من الهيئات التطوعية، مشيراً إلى أهمية تنفيذ حملات تنظيف واسعة وشاملة ومستمرة.

كما أوضح أن مسؤولية الحفاظ على نظافتها تقع، كذلك، على المتنزهين الذين يتركون النفايات على الأرض، على الرغم من توفر الحاويات وأكياس النفايات الموزعة في مختلف مناطق التنزه.

بدوره، أكد الخبير السياحي وعضو مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات، أن محافظة جرش بأكملها تعد مواقع تنزه طبيعية، ويجب أن تكون نظيفة ولا يجوز استخدامها كمكبات للنفايات، خصوصا مخلفات الأبنية التي زادت مؤخراً.

وأشار إلى أن هذه المخلفات تضر بالبيئة الحرجية في المنطقة وتدمر مدخلات الطبيعة فيها، مما يؤدي إلى نفور المتنزهين منها، لا سيما أنها ممرات لأهم المسارات السياحية في المملكة ونافذة للسياحة المستدامة.

وشدد زريقات على ضرورة تكثيف حملات النظافة في الغابات وزيادة عدد الحاويات، مع ضرورة زيادة عدد المتنزهات العامة، مثل مشروع هدأة دبين، الذي يهدف إلى توفير مواقع ومتنزهات داخل الطبيعة نفسها، وتتوفر فيه عناصر التنزه الأساسية كافة.

ووفق رئيس منتدى جبل العتمات الثقافي الناشط خلدون عتمة، فإن الحفاظ على الغابات أصبح مستحيلاً وتعجز عنه حملات النظافة العديدة، مؤكدا أن الحل يجب أن يكون بتغيير ثقافة المواطن في التعامل مع هذه الثروة الحرجية التي تتميز بها محافظة جرش.

وطالب بتغليظ العقوبات على كل من يعمل على استخدام الغابات كمكب للنفايات أو الاعتداء على الثروة الحرجية أو الإضرار بالمتنزهات الطبيعية في جرش، التي يزورها الآلاف يومياً.

وأكد عتمة، أن ترك المتنزهين للنفايات خلفهم يهدد البيئة الطبيعية في المنطقة، ولا سيما في المناطق الحرجية، وعلى جنبات الطرق، مشيرا إلى أن ذلك يعد مخالفة يجب أن يتم متابعتها، مع ضرورة تخصيص مواقع محددة للتخلص من الطمم ومخلفات الأبنية.

وأضاف، أن جميع غابات جرش تعد مناطق سياحية وحرجية ومتنزهات طبيعية، خاصة وأن محافظة جرش تحتل المرتبة الأولى على مستوى المملكة في السياحة الداخلية، مؤكداً ضرورة متابعة موضوع النظافة في مختلف مناطقها من قبل البلديات ووزارة الزراعة والهيئات الشبابية والمدارس وغيرها من الجهات المعنية، لا سيما أن واجب الحفاظ على نظافتها مسؤولية مشتركة يجب أن تتحملها جميع الجهات.

الغد