الدكتور المناصير: كتاب "الثقافة الوطنية والمدنية" يفتقر للتاريخ الأردني ويضر بمساقها

mainThumb
الدكتور محمد المناصير

14-10-2024 02:44 PM

printIcon


مفاجأة غير مبررة: إصدار كتاب جديد دون إشعار مسبق

أخبار اليوم - عواد الفالح - أعرب الدكتور محمد المناصير، الإعلامي والمؤرخ، عن استغرابه الشديد من إصدار كتاب جديد لمساق التربية الوطنية تحت عنوان "مدخل إلى الثقافة الوطنية والمدنية" مع بداية العام الدراسي، دون سابق إنذار للأساتذة أو الطلاب. وقال المناصير: "تفاجأنا بصدور هذا الكتاب في وقت غير مناسب، خاصة بعد أن وضع الأساتذة خططهم الدراسية، واشترى الطلبة كتبهم بناءً على التعليمات السابقة. هذا الأمر أربك الجميع."

إغفال تام للتاريخ الأردني القديم

انتقد الدكتور المناصير الكتاب بشدة لتجاهله التاريخ الأردني القديم الذي يمتد لأكثر من 12 ألف عام قبل الميلاد. وأضاف: "الكتاب بدأ من تأسيس الدولة عام 1921، متناسياً العصور القديمة والعهدين اليوناني والروماني، ودولة الأنباط، وحتى العهود الإسلامية. تاريخ الأردن العريق هُمِّش بشكل غير مبرر، وهذا يُعد إهمالاً لتاريخ شعب أثّر في الحضارة الإنسانية."

العنوان غير مناسب والتنظيم يفتقر للدقة

وأشار الدكتور المناصير إلى أن عنوان الكتاب غير ملائم لمساق التربية الوطنية، خصوصاً مع إضافة كلمة "المدنية"، التي لم تُتَنَاوَل بشكل واضح أو منظم. وتابع قائلاً: "الكتاب يعاني تداخلاً في الأفكار وتنظيم غير متسق. مثلاً، النظام السياسي الأردني وُضِع في آخر الكتاب بعدد صفحات قليل جداً مقارنة بفصول أخرى مثل جغرافية الأردن، وهو أمر غير منطقي."

الدكتور غالب عربيات: ملاحظات جوهرية ستُرْفَع لوزارة التعليم العالي

من جانبه، وصف الدكتور غالب عربيات الكتاب بـ"الكلام في الصميم"، مشيرًا إلى أن هناك ملاحظات ستُرْفَع لوزارة التعليم العالي من قبل جمعية المؤرخين الأردنيين. وأوضح الدكتور عربيات أن الكتاب "غيب الوطن وأبناءه ومؤسساته، واختزل دور قيادتنا الهاشمية ومواقفها ومكانة وسمعة الدولة الأردنية بعد مئة عام من العطاء والإنجاز"، مضيفاً: "ونحن نلج إلى المئوية الثانية بكل ثقة واقتدار."

مراجعة موضوعية بعيدة عن أي أهداف أخرى

وأكد الدكتور عربيات أن الملاحظات التي ستُرْفَع ستركز على ضرورة مراجعة الكتاب مراجعة شاملة وموضوعية، بعيدًا عن أي هدف آخر غير خدمة الوطن وأبنائه ومؤسساته. كما أشار إلى أهمية توضيح موقف معالي وزير التعليم العالي من الكتاب، قائلاً: "نحن نعتز بدور قيادتنا وتضحياتها في مواجهة المخاطر والتحديات التي رافقت مسيرة الوطن في ظل إقليم معقد وملتهب. التحديات التي نعيشها اليوم في إقليم مضطرب تتطلب مصارحة ومكاشفة صادقة."

مطالبة بعدم اعتماد الكتاب كمرجع رئيسي

واختتم الدكتور المناصير تصريحاته بمناشدة وزارة التعليم العالي بمراجعة هذا الكتاب بشكل تام، وأكد ضرورة عدم اعتماده كمرجع رئيسي لمساق التربية الوطنية. وقال: "الكتاب يفتقر للتوثيق العلمي والمراجع، وهذا يجعله غير مناسب ليكون المصدر الرئيسي للتربية الوطنية. يجب العودة إلى الكتب المحكمة التي تتناول تاريخ الأردن بشكل شامل، وتدعم الفهم العميق للطلبة."