الشَّاهد على المجازر ومهَّد انتفاضة الحجارة .. ماذا نعرف عن مخيَّم جباليا؟

mainThumb

12-10-2024 05:29 PM

printIcon

أخبار اليوم - لا يزال مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، شمالي قطاع غزة، الذي يتعرض في هذه الأثناء لعملية عسكرية إسرائيلية هي الثالثة، منذ بدء معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، حاضراً في كل مراحل النضال الفلسطيني.

وأنشئ مخيم جباليا عام 1948 في الشمال الشرقي لمدينة غزة، ليستوعب آلاف النازحين الذي هجروا من مدنهم وقراهم الواقعة جنوبي فلسطين، والتي احتلتها العصابات الصهيونية، عقب النكبة الفلسطينية.

وسُمي المخيّم باسم جباليا، المشتق من كلمة الجبل، ويُقال إنّ جباليا هي كلمة سريانية مأخوذة من جذر (جبلا) بمعنى الفخار والطين.

ويحمل المخيم اسم البلدة التي أقيم بمحاذاتها، ليصبح لاحقا أحد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وأكثر المناطق كثافة سكانية في العالم.

فرغم أن مساحة مخيم جباليا لا تزيد كثيرا على كيلو متر مربع ونصف، فإن عدد سكانه كان يزيد على 180 ألف نسمة، قبل بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

فقد استقر في المخيم بعد النكبة 35 ألف لاجئ، معظمهم كانوا قد هُجروا من القرى والمدن الواقعة جنوب فلسطين، مثل اللد والرملة ويافا وبئر السبع وأسدود ويتوزعون على 5587 عائلة.

وارتفع عدد السكان عام 1995 إلى حوالي 80.137 نسمة، أما في عام 2023 فيكشف الموقع الرسمي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن عدد سكان المخيم بلغ 116.011 نسمة، يتوزعون على مساحة لا تتجاوز 1.4 كيلومتر مربع.

وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلن جيش الاحتلال بدء عملية عسكرية برية في جباليا، وذلك بعد ساعات من بدء هجمة شرسة على المناطق الشرقية والغربية شمالي القطاع منها جباليا هي الأعنف منذ مايو/أيار الماضي.

وشهدت أحياء مخيم جباليا موجة من النزوح مع اشتداد المعارك والقصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي الذي أدى إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين، فيما أعلنت كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية في أكثر من بلاغ تصديها للقوات المتقدمة وإيقاع خسائر كبيرة فيها.

وأعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، أمس، أن 200 ألف مواطن بمنطقة جباليا يواجهون خطر الموت إما نتيجة القصف الإسرائيلي وإما بسبب الجوع والعطش، في ظل الحصار البري المستمر لليوم السابع على التوالي.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، في مقطع فيديو نشره عبر منصة "تليغرام": "قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر جباليا لليوم السابع على التوالي، والسكان هناك بلا ماء ولا طعام ولا مقومات للحياة".

وأشار إلى أن "الاحتلال لم يسمح للطواقم الطبية والدفاع المدني بالتزود بالوقود والمستلزمات الطبية، مما يؤثر سلباً في واقع المواطنين المحاصَرين"، مطالبًا المؤسسات الدولية "بأداء واجبها الإنساني لحماية المواطنين في جباليا شمالي قطاع غزة".

وتعرض سكان مخيم جباليا على مدار عام من الحرب إلى سلسلة مجازر إسرائيلية مروعة راح ضحيتها المئات من الفلسطينيين، ودمرت أحياء سكنية على رؤوس قاطنيها، في حين أجبر سكانه على النزوح من منازلهم قسرًا.

كانت أكبر تلك المجازر في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عندما قصف جيش الاحتلال حيا سكنيا محاذيا للمستشفى الإندونيسي في جباليا شمالي غزة، بـ 6 قنابل تزن كل واحدة منها 1000 كغ، مما أدى لسقوط 400 فلسطيني من شهيد وجريح، وفق ما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في حينها.

كما وقعت مجزرتان في مدرستي الفاخورة وتل الزعتر فجر يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وسقط في مجزرة مدرسة الفاخورة بمخيم جباليا نحو 200 شهيد، في حين سقط بمجزرة مدرسة تل الزعتر شمال قطاع غزة 50 شهيدا.

وتعرض سكان جباليا للترحيل القسري على مدار السنوات، ففي عام 1970 رحّلت (إسرائيل) حوالي 975 عائلة من سكان المخيم إلى مشروع بيت لاهيا والنزلة المتاخم لحدود المخيم، وفي عام 1971 عملت على هدم وإزالة ما يزيد عن 3600 غرفة تسكنها 1173 عائلة، بدعوى توسيع أزقة وطرقات المخيم حتى تتمكن سيارات جنود الاحتلال العسكرية من دخول المخيم وتعقب عناصر المقاومة.

وانطلقت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى المعروفة كذلك باسم انتفاضة الحجارة من مخيم جباليا في 8 ديسمبر/كانون الأول 1987، عندما دهس سائق شاحنة إسرائيلي مجموعة من العمال الفلسطينيين في حاجز بيت حانون "إيريز"، مما أسفر عن استشهاد 4 عمال وجرح 7 آخرين. وتحولت جنازة الضحايا إلى مظاهرات كبيرة سرعان ما انتشرت في جميع أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية.