"طيران العقبة" تصبح "أضغاث أحلام" .. وتوجه لترخيص شركة جديدة

mainThumb
"طيران العقبة" تصبح "أضغاث أحلام".. وتوجه لترخيص شركة جديدة

09-10-2024 10:30 AM

printIcon

أخبار اليوم - لم تكتمل فرحة القطاع السياحي، بإنشاء شركة طيران مملوكة للقطاع الخاص، بعد تسجيلها كأول استثمار في مجال الطيران خلال العام 2021 في العقبة، برأسمال بلغ 50 مليون دينار أردني.

فقبل نحو 3 سنوات، وقعت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وشركة طيران العقبة (FLY AQABA)، اتفاقية لإنشاء شركة يقودها القطاع الخاص كأول استثمار في مجال الطيران، وتم تسجيلها بالفعل في العقبة برأسمال بلغ 50 مليون دينار، بحيث يتم تشغيل طائرتين خلال المرحلة الأولى تربط العقبة مع مدن عربية وأجنبية لتكون البوابة السياحية الأولى للعالم، للمساهمة في إنعاش النشاط الاقتصادي والسياحي في المنطقة بأسعار مناسبة ومنافسة تسهم في تسويق منطقة المثلث الذهبي، إلا أن المشروع لم يكتمل وبقي يراوح مكانه حتى اليوم.

وحاولت "الغد" الحصول على توضيحات من سلطة العقبة دون جدوى، في حين ذكر مصدر مطلع أن "الشركة كانت تأسست في العام 2021 من قبل شركاء أردنيين وسعوديين، وتقدمت الشركة للترخيص من قبل هيئة الطيران المدني، وكان الأمر يسير حسب الأصول لاستكمال الإجراءات، إلا أن الشراكة لم تكتمل بسبب خلافات بين هؤلاء الشركاء رغم أهمية المشروع بأكثر من اتجاه.

لكن المصدر ذاته كشف لـ"الغد" عن أن "هناك شركة طيران مملوكة بالكامل لأردنيين في طريقها إلى البدء بإجراءات الترخيص".

ويقول عاملون في القطاع السياحي، إن هذا الاستثمار إن تم، سيعظم حجم السياحة الخارجية إلى العقبة من خلال ربطها مع دول العالم بخطوط جوية وبأسعار مناسبة ومنافسة، خصوصا بعد توقف السياحة إلى العقبة بواسطة البواخر السياحية جراء الحرب الدائرة في المنطقة والأحداث الجيوسياسية.

وبين خبراء سياحيون، أن شركة الطيران فتحت آمال القطاع السياحي على انتعاش غير مسبوق، يذكر بالعام 2019 الذي سجلت فيه العقبة أرقاما قياسية، مؤكدين أنهم تفاءلوا بالشركة القادمة من القطاع الخاص لبناء شراكات مختلفة مع جميع الأسواق العالمية بالتوازي مع سياسات الترويج التي يقوم عليها القطاع الخاص بالتعاون مع وزارة السياحة وسلطة منطقة العقبة الخاصة.

ووفق العامل في القطاع السياحي محمد جبريل، فإن "إنشاء شركة للطيران في العقبة سيفتح آفاقا جديدة، ويسهم في استحداث فرص عمل، ورفع قدرات الكفاءات الوطنية في القطاع، والدفع بالاستثمار في الطيران قدما؛ وسينعكس ذلك على القطاع السياحي برمته، لا سيما في ظل الأوضاع الحالية التي تعاني فيها المملكة من قلة السياح الأجانب، مما كبد القطاع خسائر كبيرة".

أما الخبير السياحي محمد عبد الله، فأكد، من جهته "أن شركات الطيران في العالم اليوم تعد بمثابة بقرة حلوب، ورافدا اقتصاديا للدول التي لا تعتمد على النفط كمصدر وحيد للطاقة، كما تعد من أبرز القيم الاقتصادية الناهضة التي تحرك عجلة الاقتصاد والسياحة والاستثمار الصحيح في آن واحد".

وأشار عبد الله، إلى أن "العقبة تفتقر لهذا النوع من الاستثمارات الخاصة بمجال الطيران، لخصوصيتها السياحية ومنافستها لدول المنطقة، بل ومنافستها لتصبح ضمن أفضل 100 مدينة على مستوى العالم"، مؤكدا "أن العقبة تعد من أكثر المدن الساحلية التي يمكن أن تنجح لو تبنت فكرة الاستثمار في الطيران، وذلك لما لها من موقع جغرافي بالغ الأهمية، ولما تحظى به من مكانة متقدمة على طريق السياحة العالمية، بوجود مطار الملك الحسين الدولي الذي يعتمد سياسة الأجواء المفتوحة، كما سيكون لهذه الأفكار الاستثمارية الكبيرة صدى واسع فيما يخص الاستثمار في السياحة واستقطاب رؤوس الأموال بشكل كبير للداخل".

وبحسب تصريحات سابقة للمستثمر في القطاع السياحي والنائب السابق أمجد المسلماني، فإن "الرؤية الملكية الداعية إلى تشجيع الاستثمار تدعونا جميعا إلى التفاعل معها، إذ أصبح من الضرورة بمكان الشروع في أدوات الاستثمار وإخراجها إلى حيز التنفيذ"، مشيرا إلى أن "الاستثمار في قطاع الطيران يعد من أهم القطاعات التي يمكن الاستثمار فيها، وهو يمثل دعما حقيقيا للاقتصاد الوطني، وأصبحت الحاجة ملحة لهذا الاستثمار، خصوصا فيما يتعلق بقطاع السياحة، حيث يعاني القطاع السياحي أصلا من ارتفاع كلفة التذاكر على السياح القادمين إلى الأردن".

وأضاف المسلماني "أن شركات طيران عربية وأجنبية شغلت رحلاتها إلى الأردن ثم توقفت بسبب الظروف التي تمر بها المنطقة، فلو كانت هذه الشركات (وطنية)؛ أي يملكها مستثمرون أردنيون، لما توقفت عن التشغيل"، لافتا إلى أن "العديد من الدول تعتمد على الطيران الأقل كلفة والعارض (الشارتر)، وأن عدم وجود هذا النوع من الطيران سوف يفقدنا الكثير من السياح، حيث أثبتت الدراسات أن الطيران الأقل كلفة أصبح هدفا للسياح حول العالم بنسبة تفوق 90 %".

 

الغد