كارولين فرج: الرأي نقلتني إلى العالمية

mainThumb
كارولين فرج: الرأي نقلتني إلى العالمية

03-10-2024 12:58 PM

printIcon

أخبار اليوم - تعد من ابرز الصحافيات على المستوى العربي والإقليمي وقد شقت طريقها الى العالمية إذ بدأت انطلاقتها من صحيفة الرأي، مدفوعة بتفوق في حقل التعليم من جامعة اليرموك، وهي أول فتاة تدخل كلية الإعلام، وأول فتاة تتخرج منها.

احترفت المهنة على أصولها خلال مرحلة كانت فيها الرأي تمر في عصر ذهبي وسمعة رفيعة، أردنية وعربية ودولية، مستثمرة الفرص التي أتاحتها لها الصحيفة.

تؤمن بالتعليم والتعلم وأن «الحياة المهنية» تحديات وليست مشكلات.

كلفتها الادارة بتغطية أخبار لـ » مفاصل رسميّة» فتعاظمت قدراتها وخبراتها المهنية، ما أهلتها للاستعانة بخدماتها خارج الوطن.

نائب رئيس سي ان ان بالعربية، الأستاذة كارولين فرج تروي لـ الرأي مسيرتها الإعلامية ورؤيتها في أمور تهم العاملين في القطاع الإعلامي، وخصوصاً قطاع الشباب، الذي وجد نفسه في خضم تسارع تقني يتعلق بتنوع الإعلام الحديث وأدواته.

النشأة والدراسة؟ ولدت في عمان لوالد اردني ووالدة مصرية، وعشت في البيت مع أسرتي الكبيرة، حيث كان فيه جدّي لأبي كبير العائلة، وقد حرص على أن يحضرني كل الجلسات التي يستضيف بها كبار وجهاء وشيوخ اردنيين، وفيها كنت بطفولتي اطرح اسئلة تتعلق بأشكالهم ولباسهم، لأنتظر منهم الجواب، الذي كان جدي يدعمني للحصول عليه.. على عكس جدّي لأمي، فهو لم يجب على اسئلتي، بل كان يروي القصة، ليجعلني أفكر في المغزى من وراء الحكاية.

وهذا كله كان ركيزة تكوين شخصيتي لأظل اسمع القصة واسمع الحديث واسأل واستمر بالبحث عن الجواب حتى احصل على المعلومات، والحقيقة.

وفي طفولتي بمدرسة الأهلية للبنات بمنطقة جبل عمان كنت أشارك في برامج الأطفال ومسرح الطفل الذي قامت على تأسيسه المرحومة مارغو ملاتجليان، وهو ما شجعني وربطني بالإعلام. عندما تم تأسيس كلية الإعلام في جامعة اليرموك كنت أول فتاة تدخل الكلية وأول فتاة تتخرج منها. وكان لرعاية وتوجيه الدكتور مازن العرموطي مؤسس الكلية الأثر الكبير في تأسيسنا وتحضيرنا للعالم الحقيقي للإعلام من خلال فرص ونشاطات الكلية وكذلك انخراطنا في تأسيس مهرجان جرش الذي قاده العرموطي أيضا.

وخلال الدراسة كانت الكلية أبرمت اتفاقية مع صحيفة صوت الشعب لنشر تحقيقات لأوائل الطلبة، فقمت ذات يوم وعند ساعة الفجر بحمل نسخ من الصحيفة لبيعها، وذلك بهدف الوقوف على ردود الناس تجاه فتاة تقوم بهذا العمل؟ وعندما كان يسألني الناس، لماذا تقومين بالبيع؟ كنت أجيبهم، لا يوجد لدي عمل.

عند عودتي إلى الصحيفة قمت بعمل تحقيق بعنوان » بائعة الجرايد» كتجربة لي في هذا المجال. وحاز على الكثير من ردود الأفعال آنذاك.

العمل ومحطات في الرأي وبعد التخرج من الجامعة، كلمني «ابو الإعلام الأردني» المرحوم الاستاذ محمود الكايد، قائلاً: حان الوقت لدخول الرأي، وقد أخذ برعايتي وزرع في نفسي مبادئ الصحفي الذي يحترم ذاته والبحث عن الحقيقة والحقيقة أولاً.. كما أعطاني الفرص والدعم في تغطية أخبار ونشاطات الديوان الملكي ورئاسة الوزراء ووزارة الخارجية، ما أتاح لي مرافقة جلالة الملك الحسين، رحمه الله، في كثير من زياراته الرسمية، وتغطية أخبار مفاوضات السلام، وكذلك مشاركات وزيارات سمو الأمير الحسن.

ومن ابرز المحطات التي مررت بها في الصحيفة، وقبل أن يقرر الراحل الحسين السير باتجاه الديمقراطية وإجراء الانتخابات، فقد شكل الكايد فريقاً برئاسة الزميل أحمد سلامة ليقوم «الفريق» بزيارات ميدانية في أنحاء المملكة بهدف سماع صوت المواطن الأردني، والتحدث مع القاعدة الشبابية بعيداً عن المسؤولين. هذه التجربة تركت بصماتها في نشأتي المهنية، إذ حرصنا على نقل أصوات الشباب كما هي ليطلع صانع القرار على رأيهم بشفافية تامة..

وعلى الصعيد الشخصي، ايضاً، عندما نجحت بتحقيق سبق صحفي لصحيفتي الرأي والجوردان تايمز بنشر «أجندة مباحثات السلام ما بين الأردن وإسرائيل» التي استغرق قرابة العام للتوافق عليها.

ويمكن القول إنني كنت محظوظة بأن أتاحت الرأي لي فرص مقابلات زعماء عرب في مقدمتهم جلالة الملك الحسين ثم المرحوم الرئيس صدام حسين، والمرحوم الرئيس حسين مبارك، ومقابلة آخرين أجانب خلال زيارتهم إلى الأردن او أثناء مرافقة كبار المسؤولين الأردنيين الى الخارج.

على صعيد الـ سي ان ان حظيت مرات عديدة بلقاء جلالة الملك عبدالله الثاني، وغمرني عام 2022 بتكريمي بوسام الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الأولى.

ماذا عن العمل في الـ سي ان ان ؟ حصلت عام ١٩٩٩ على بعثة لدراسة الماجستير في بريطانيا فتقدمت بطلب اجازة بدون راتب، وعدت بنهاية عام ٢٠٠٠، قبل أن التحق أواخر عام ٢٠٠١ بقناة الـ سي ان ان العالمية التي عرضت علي فرصة نادره.. إذ كلفت بإنشاء اول موقع اخباري رقمي باللغة العربية للشبكة وكذلك فتح اول مكتب لها في منطقة الخليج، وهذا المشروع كان بمثابة تحد آخر من التحديات التي واجهتني.. تأسيس خدمة عربية لشركة عالمية تبرز في خدماتها التلفزيونية، وإيجاد صحفيين عرب من خلفيات صحافة مختلفة ليتحولوا إلى إعلام حل حديثا آنذاك على منطقتنا، الإعلام الرقمي، بالإ?افة إلى الحرص على الحث على المهنية كهوية الفريق وليس هوية الدولة أو الحزب الخ.

ولا بد من الإشارة إلى أن العمل في هذه المرحلة وهي مرحلة التكنولوجيا والسوشيال ميديا والذكاء الصناعي تحتاج إلى شباب حيث تقول الأمم المتحدة إن ٧٠٪ من سكان العالم العربي هم دون سن ٣٠، وهذا يتطلب أن يقوم الصحافيون الشباب بإعداد محتوى يتناسب مع شباب عالمنا العربي والقراء.

ولأهمية التدريب العملي، فإننا نقوم على تطوير قدرات طلاب الصحافة والاعلام الشباب من خلال التدريب في مكاتبنا، حيث وفرنا اكثر من ١٢٠ فرصة للشباب، ٩٠٪ منهم من العالم العربي وقد وجدوا جميعا فرصتهم في سوق العمل، ومنهم من تولى مناصب عليا في دولهم، ويقومون حالياً بعملية التدريب.

كما ركزنا في السنوات الأخيرة على تنظيم دورات وبرامج تدريب مع التركيز على المرأة العربية والشباب على سرد القصص الذاتية لتمكينهم في حياتهم العملية والهام آخرين. واستطعنا كفريق تدريب أكثر من 1000 شخص في مختبرات سي ان ان بالعربية الإعلامية المشروع الذي تشرفت بتأسيسه.

ما المطلوب من الصحافة الورقية لاستعادة دورها؟ التدريب المستمر للفريق في المؤسسة وبما يتماشى مع التطورات الإعلامية، والارتكاز على المعايير المهنية العالمية من حيث نقل الخبر عن مصدرين موثوقين أو اكثر، وتوفير موازنة للتدريب المهني ورفع وتحديث التقنيات وعدم التسرع بنقل الخبر على حساب دقة المعلومة.

ويمكن لكل صحيفة أن تكمل دورها من خلال الموقع الإلكتروني الذي بات منفذاً للأخبار التي لم تصلها الصحيفة أو تنقلها على وجه السرعة، وإيصاله للعالم، وهذا يتطلب مهارات تقنية للقائمين على هذه المواقع.

كلمة أخيرة للشباب الصحفي؟ انتم المستقبل.. لتكن بوصلتكم دائما الحقيقة والإنسان..