مع قرب الشتاء .. مخاوف العقبة تتجدد بمواجهة السيول

mainThumb

02-10-2024 11:53 AM

printIcon

أخبار اليوم - رغم أن العقبة استطاعت ومنذ سنوات، أن تبعد شبح السيول خلال فصل الشتاء، بعد أن كانت شهدت المحافظة سيولا ألحقت أضرارا بالممتلكات العامة والخاصة وراح ضحيتها العديد من الأشخاص، إلا أن الخشية تتجدد مع قرب الشتاء، خشية أن تكون تفوق كميات الأمطار المتوقع، وسط مطالب بتفقد شبكات تصريف مياه الأمطار ومختلف الإجراءات المتعلقة بالاستعدادات للشتاء.

فقد شدد مواطنون في العقبة، على "ضرورة مراقبة مجاري تصريف المياه والاستعداد الجيد للموسم المطري في العقبة، والذي تشير التوقعات إلى أنه سيكون وفيرا خلال فصل الشتاء"، مؤكدين أن "أي خطأ لا يُحتمل، لا سيما أن المدينة قد تواجه مشكلة كبيرة ومؤرقة كما حدث في سنوات سابقة، في حال كانت الأمطار غزيرة وبكميات غير متوقعة".

وبينوا، أن "مشكلة تدفق السيول والفيضانات التي كانت تعاني منها العقبة ومناطقها السكنية قد عولجت بإيجاد شبكة تصريف مياه الأمطار قبل سنوات، إضافة إلى إنشاء السدود الترابية حول مدينة العقبة لمنع وصول المياه بغزارة إلى المدينة التي تشبه الصحن الدائري".
ووفق المواطن محمد الحميدي، فإنه "في كل موسم مطري وعند تساقط أمطار الخير على المدينة الساحلية تتجمع مياه الأمطار في المناطق السكنية وتشكل بركا كبيرة تكون خطيرة إلى جانب تدفق السيول من جبال العقبة، وهذا ما حدث في السنوات السابقة".
وأكد الحميدي، أن "المواسم السابقة لم تشهد العقبة فيها أمطارا غزيرة، ومن غير المستبعد أن يكون الموسم الحالي غزيرا، خصوصا مع تقلبات التغير المناخي".
وأشار إلى أن "هذا يتطلب المزيد من الحيطة والحذر من الجهات المسؤولة في العقبة بتفقد مجاري تصريف مياه الأمطار وتنظيفها، إلى جانب تفقد السدود الترابية حول المدينة".
وكانت العقبة قد انتهت قبل عامين من إنشاء عبارات وقنوات لتصريف المياه، إضافة إلى جسور في المنطقة الجنوبية، ضمن المرحلة الأخيرة من خطة حماية المدينة من خطر السيول، والتي شملت إنشاء 30 سدا ترابيا، وأنظمة تصريف المياه والمراقبة والإنذار المبكر ومحطات قياس المطر ومحطات لقياس جريان المياه في الأودية.
وتعد العقبة بمثابة صحن دائري، ما يشكل خطرا كبيرا في فصل الشتاء خلال تساقط الأمطار واحتمالية تشكل السيول والفيضانات، وهو ما تكرر خلال سنوات سابقة شهدت فيها العقبة إغلاق بعض الطرق الرئيسية والأنفاق، وداهمت السيول بعض المنازل وألحقت الضرر بالعديد من المشاريع الاستثمارية والعقارية والمينائية. ومن وجهة نظر المواطن محمد خير أبو كركي، فإن "مياه الأمطار والسيول المتدفقة من الجبال تشكل خطرا حقيقيا على المنطقة الجنوبية التي تكتظ بالاستثمارات الصناعية والمشاريع المينائية وأرصفة الغاز والنفط"، مشيرا إلى أنه "على الجهات الرسمية في العقبة أخذ ذلك بعين الاعتبار وما تشكله الأمطار من تهديد صريح، إلى جانب إغلاق بعض الطرق الحيوية في المنطقة الجنوبية".
وكانت شركة تطوير العقبة قد أكدت لـ"الغد" أن مشاريع تصريف مياه الأمطار بمدينة العقبة منذ 5 سنوات تعمل بكفاءة عالية عبر قنوات التصريف المختلفة على امتداد شوارع المدينة، إضافة إلى منظومة السدود المائية المكونة من 30 سدا مائيا بمنطقة وادي اليتم وتتن ووادي الجيشية بهدف حماية مدينة العقبة واستثماراتها من خطر سيول الأمطار.
وأشارت إلى العديد من الأعمال الإنشائية التي جرت خلال السنوات الماضية لحماية المدينة واستثماراتها من خطر تدفق السيول والفيضانات، خاصة بمنطقة ميناء الحاويات الذي يعد أبرز الشرايين المغذية للاقتصاد الوطني.
كما عملت شركة تطوير العقبة على إنشاء نظام عالي التقنية للمراقبة والإنذار المبكر، وأقامت قناة مائية ضخمة من حول المدينة كحزام من جهة الشمال الشرقي، إلى جانب 30 سدا مائيا وترابيا لاستقبال السيول وكسر حدة تدفق المياه في أماكن مختلفة في محيط العقبة من جهة وادي رم والقويرة وحوض الديسة.
وتضمن نظام المراقبة والإنذار المبكر تركيب 14 محطة لقياس كمية المطر، إضافة إلى 11 محطة لقياس الجريان في الأودية موزعة على كامل الحوض الصباب لوادي اليتم ووادي تتن، إضافة إلى 3 محطات مناخية لرصد عناصر الطقس من مطر وضغط جوي ورطوبة وتبخر وسرعة واتجاه الرياح.
وأوضحت الشركة، أن نظام المراقبة والإنذار المبكر ينقل المعلومات بشكل آني من هذه المحطات إلى غرفة المراقبة التي سيتم تجهيزها بالشركة، إضافة إلى ربط هذه المحطات بغرفة عمليات سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.
وأشارت إلى أنه يمكن رؤية المعلومات بشكل فوري على الهواتف الذكية، مؤكدة أن المعلومات سواء كانت مطرية أو جريان الأمطار تنتقل بواسطة GSM (شريحة الهاتف)، ويمكن إعطاء إنذار عند وصول معدل الهطل والجريان إلى حالة العتبة التي يتشكل عندها الفيضان.
كما أشارت إلى أنه في محاولة لتحسين جاهزيتها للمناطق المعرضة للفيضانات، قامت "تطوير العقبة" ببناء أنظمة متطورة لرصد الفيضانات والتنبؤ بها، على أمل أن تستطيع إنذار الجهات ذات العلاقة قبل وقوع الفيضانات. يذكر أن الهطل المطري الغزير في العقبة بدأ يلفت انتباه المختصين طيلة السنوات العشر الماضية، الأمر الذي تم تفسيره بأنه ضمن التغيرات المناخية التي يشهدها العالم.