رحيل الغرايبة
فهناك غرابة في عدم تدخلها حتى الآن بشكل قوي لنصرة حلفائها الذين يتعرضون لحرب إبادة ومجازر مروعة وجرائم حرب .. وبالرغم من قتل بعض شخصياتها وقادتها العسكريين وضرب سفارتها في سوريا ..واستباحة عاصمتها والاستخفاف الاسرائيلي بها عندما تم اغتيال قائد حماس الاول في عقر دارها حيث كان في ضيافتها ...
الموقف الايراني له ثلاث تفسيرات أو ثلاثة أقوال :
*التفسير الاول : أنها ضحت بحلفائها من أجل سلامة مشروعها النووي الذي لم يكتمل بعد .. على المدى القصير .. ومن أجل مصلحة مشروعها السياسي الإقليمي الكبير الذي تطمح من خلاله بالاعتراف الأمريكي والدولي على المدى البعيد .. في ظل توجيه تهديد واضح وصارم من قبل الأمريكان بهذا الخصوص ..
وهذا تحليل بعض المتعاطفبن اوبعض المراقبين المحايدين من غير الخصوم ..
*التفسير الثاني : أنها وقعت اتفاقيات مع الأمريكان ، وتفاهمات غير معلنة وأنها جزء من المخطط الدولي للمنطقة الذي يستهدف العرب على وجه الحصر منذ الحرب الأمريكية على العراق وأفغانستان .. ، ولها دور مرسوم وقد قبضت بعض الأثمان في هذا السياق .. ربما تعرض هذا الإتفاق إلى خلخلة في زمن ترامب .. لكن أعيد ترميمه بعد ترامب في مرحلة الديموقراطيين الأخيرة في زمن (بايدن) ..
ويميل إلى هذا التحليل بعض خصوم إيران أو الذين لا يثقون بسياساتها في المنطقة ..
*التفسير الثالث :
إن إيران ليست معنية بالحرب .. ولا تريد الحرب .. ولم تخطط لها ..ولا تريد أن تفرض عليها ، ولا تريد أن تستجر إلى حرب لا تريدها ويريدها الآخرون .. وانما تريد مناوشات ضمن ما يسمى قواعد الاشتباك فقط ولا تريد التصعيد .. وقد أعلنت ذلك بوضوح وأخبرت الأطراف الدولية بذلك .. وأنها تكتفي بإمداد حلفائها بالسلاح والمال ..
وربما يميل إلى هذا التحليل بعض أصدقاء إيران ومؤيديها ..