أخبار اليوم - ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان قد أطل على الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل عام متحدثًا عن "شرق أوسط جديد" يرتكز على تعزيز علاقات (إسرائيل) مع الدول العربية، يواجه الآن احتمال التحول من شخص منبوذ دوليًا إلى هارب مطلوب للعدالة الدولية.
وأوردت الصحيفة في تقرير لها اليوم الأحد أن الحرب في غزة، التي دخلت عامها الأول تقريبًا، وما خلفته من دمار واستشهاد أكثر من 41,000 شخص، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، أثارت موجة من الغضب الدولي. ولم تكن هذه الحرب مجرد صراع آخر في الشرق الأوسط، بل كانت نقطة تحول في نظرة المجتمع الدولي لنتنياهو، الذي أصبح يُنظر إليه بشكل متزايد على أنه مجرم حرب.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي يستعد فيه نتنياهو للتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، يتصاعد الحديث عن إمكانية إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه. هذه المذكرة، إذا صدرت، ستجعله أول رئيس وزراء إسرائيلي يُتهم بجرائم حرب بشكل رسمي، مما قد يحوله من زعيم يواجه الانتقادات إلى هارب دولي.
المحكمة الجنائية الدولية، التي بدأت تنظر في الجرائم المرتكبة خلال حرب غزة، تدرس اتهام نتنياهو بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وتأتي هذه الخطوة بعد تقارير عن استخدام (إسرائيل) القوة المفرطة في هجماتها على غزة، بما في ذلك استهداف البنية التحتية المدنية، مثل المستشفيات والمدارس، بالإضافة إلى قتل 200 من العاملين في المجال الإنساني التابعين للأمم المتحدة.
ووفقًا للصحيفة، فإن المزاعم الإسرائيلية التي تفيد بمشاركة موظفي الأونروا في هجمات السابع من أكتوبر قوبلت بتشكيك واسع، حيث لم تقدم (إسرائيل) أدلة مقنعة تدعم هذه الادعاءات. وقد أدى ذلك إلى تفاقم الانتقادات الدولية لسياسات نتنياهو، وزاد من احتمالية محاسبته على أفعاله أمام المحكمة الدولية.
في مقابلة حديثة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنه لم يتحدث مع نتنياهو منذ بداية الحرب، ولكنه مستعد للقاءه إذا طلب ذلك. وقد انتقد غوتيريش "عدم المساءلة" عن قتل عمال الإغاثة الإنسانية، مشيراً إلى أن معظمهم قُتلوا في غارات تُعتبر عشوائية.
كان نتنياهو قد ظهر في الولايات المتحدة في يوليو الماضي، حيث ألقى خطاباً أمام جلسة مشتركة للكونغرس الأمريكي، مهدداً بما أسماه "نصر تام" ضد حماس. وقد شهدت تلك المناسبة احتجاجات خارج المبنى، حيث اندلعت صراعات بين المتظاهرين والشرطة.
وبعد غارة جوية استهدفت أحد قادة حزب الله في بيروت، حذر وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، من استمرار العمليات العسكرية، معلنا أن (إسرائيل) ستستمر في السعي لتحقيق الأمن للمستوطنين. وقد اعتُبرت هذه التصريحات بمثابة تحذير بوجود نية لتصعيد العمليات العسكرية في لبنان.
في ضوء هذه الأحداث، قد تتجه الأوضاع نحو تصعيد عسكري شامل، حيث وعد حزب الله وإيران بالانتقام من الهجمات الأخيرة. في حين أن زيارة نتنياهو إلى نيويورك قد تكون فرصة لتقييم الدعم الدولي لأي تصعيد، فإن تأجيل وصوله إلى الولايات المتحدة قد يُظهر عدم استقراره في اتخاذ قرارات حاسمة، كما تضيف الغارديان.
وتنوه الصحيفة إلى أنه مع تدهور الأوضاع في غزة وارتفاع مستويات التصعيد، قد تواجه (إسرائيل) تحولات غير متوقعة في الدعم الإقليمي والدولي. ففي الوقت الذي تراجعت فيه الآمال بشأن العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية بعد اتفاقيات التطبيع، أشار ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى أنه لن يُعترف ب(إسرائيل) دون وجود دولة فلسطينية عاصمتها شرقي القدس.