جهاد أبو بيدر
وأخيرا نجحت الخارجية الأردنية والدولة الأردنية في استعادة جثمان الشهيد ماهر الجازي لدفنه في تراب وطنه بعد التعنت الإسرائيلي برفض تسليم الجثمان إلا ضمن شروط تعجيزية تحاول من خلالها إحراج الدولة الأردنية أمام شعبها فالشروط التي كانت تفرضها حكومة الاحتلال لو وافق الأردن عليها لتسببت في غضب شعبي عارم حيث كما تسرب، فإن الاحتلال كان يصر على عدم إقامة جنازة شعبية للشهيد الجازي ودفنه بدون أي مشاركة رسمية والاكتفاء فقط بعائلته المقربين وعدم القيام بأي مظاهر وخطابات تمجد ما قام به الشهيد.
كل هذه الشروط رفضها الأردن جملة وتفصيلا والاكتفاء بوصف الشهيد بالمواطن الأردني ماهر الجازي في الأخبار الرسمية فقط. المفاوضات بين الأردن والاحتلال لاستعادة جثمان الشهيد والمراوغات التي قامت بها سلطات الاحتلال لم تجد آذانا صاغية لدى المفاوض الأردني الشرس، والذي أصر على استلام الجثمان دون أي شروط، حتى يُدْفَن في مسقط رأسه وأمام هذا الإصرار خنع العدو، ووافق على تسليم الجثمان من المعبر ذاته الذي استشهد فيه الجازي بعد أن قتل ثلاثة من حراسات المعبر..
ماهر الجازي تحول إلى أيقونة في بعض العواصم العربية، ورفعت صورته في أكثر من عاصمة، وأصبح بيت عزائه محجا ومقصدا للمواطنين من كل أنحاء المملكة واستعادة جثمانه بدون أي شروط تسجل للخارجية الأردنية ووزيرها أيمن الصفدي، وتسجل للدولة الأردنية التي رفضت المساومة بكل أشكالها التي استخدمها الاحتلال من أجل كسر معنويات الدولة الأردنية أمام الشعب الأردني للمرة الثانية على التوالي والمرة الأولى كانت استعادة النائب العدوان لقضاء محكوميته في الأردن..