المحامية بسمة العواملة
انتظرت بشغف حضور مباراة منتخب النشامى مع الازرق الكويتي، لعدة اسباب اهمها أنني اميل بتطرف لكل ما يتعلق بوطني بارضه هواءه و سماءه ، اتابع تفاصيل التفاصيل،و ايضاً من قبيل الحماس لارى كيف ستكون المباراة مع اول منتخب عربي اسيوي تأهل لتصفيات كاس العالم عام 1982 ، كان شعوري متناقضاً جداً عندما تعادل منتخبا الوطني مع الأزرق
تعادل بنشوة الفوز بالنسبة للاشقاء الكويتين.
ففي البداية امتعضت و حزنت ، ولكن ما إن شاهدت الفرحة والبهجة على وجوه الاشقاء الكويتين فرحين محلقين بنشوة التعادل الذي جاء بنكهة الفوز لمنتخبهم الذي لم يكن في الآونة الاخيرة كما عهده في الماضي ، حينها فقط وجدتني ابتسم بحب ، فقد مر شريط ذكريات الطفولة امامي مسرعاً
حينما كنا نتحلق حول التلفاز جميعاً لنشاهد مباراة المنتخب الكويتي بمواجهة الفرق الاوروبية إبان تأهله كأول منتخب عربي اسيوي لتصفيات كأس العالم آنذاك ، فكم ادخل المنتخب الكويتي في ذلك الحين الفرح و السعادة الممزوجة بنشوة الانتصار حينما كان يتحفنا المخلّص عبد العزيز العنبري صاحب اجمل الاهداف ، جاسم يعقوب الملقب بالمرعب و فيصل الدخيل الذي كان يطلق عليه لقب الملك ، وهم يسجلون الاهداف في مرمى شباك الدول الاوروبية في تصفيات كاس العالم
فبمجرد أن نسمع اسماءهم المتبوعة بصدى صوت خالد الحربان شيخ المعلقين الرياضي انذاك ، عندما كان يصرخ تباعاً الله الله الله هدف كويتي لصناع المجد العنبري و الدخيل المرعب اليعقوب ، كان الفرح يحلق بقلوبنا عالياً على امتداد الوطن العربي،فوجدتني بعد أن جالت في ذاكرتي هذه الاسماء ابتسم برضى و سعادة
ففريق عربي بحجم تاريخ و عراقة المنتخب العربي الكويتي يستحق ان يعود ليتألق من جديد
يستحق منا أن نصفق له
مرحى لكم يالازرق الكويتي ،
فبطولاتكم في تصفيات كأس العالم ظلت محفورة في جدار القلب و الذاكرة
عبر سنوات طويلة من تاريخ
ذكرياتنا.
فكيف لنا أن ننسى حينما انزلتهم الأبل و الجمال على أرض الملعب في مشهدِ ابهر العالم ، كردِ مزلزل على الشعارات العنصرية التي طالت مسامعكم من الملاعب الاوروبية كردِة فعل على تأهلكم كأول فريق عربي اسيوي يتأهل لكأس العالم ، و لكن ما حدث بعدها جعلنا في قمة الفخر و الاعتزاز بكم في ذلك الحين
فعندما سمع الفريق الكويتي برئاسة الشيخ الشهيد فهد الاحمد الصباح رحمه الله تلك العبارات العنصرية والتي تصدرت عناوين الصحف كقولهم " وصل العرب رُعاة الإبل الى كأس العالم " و "عودوا الى صحرائكم "
و ارجعوا الى جمالكم ، و غيرها من عبارات عنصرية تطال اصولنا العربية البدوية ، فما كان من الشيخ الشهيد فهد الاحمد رحمه الله الا أن أمرّ بانزال الأبل الى ارض الملعب في مشهد رائع اسطوري كالاداء الذي قدمه المنتخب الأزرق اما المنتخب النيوزلندي انذاك
لا بل و عمد الشيخ الشهيد فهد الصباح رحمه الله الى التوجيه بتأليف اغنية خاصة للمنتخب الازرق الكويتي و التي بقينا نرددها ردحاً من الزمن و قد كان مطلعها هيدوو هيدوو our camel هيدوو هيدوو Lovely Camel تعبيراً عن الفخر والاعتزاز بالإبل و البداوة ، و هيدوو هي كلمة كويتية قديمة تقال للجمل عندما يراد له أن يجلس .
ولم يكن اداء المنتخب الكويتي
الاسطوري وحده فقط ما علق من ذكريات في اذهاننا ، بل كان نزول الشيخ الشهيد فهد الصباح بكامل هيبته بالثوب العربي و الغترة لأرض الملعب عندما اخذته الغيرة و الحمية للدفاع عن حق منتخب بلاده ،حينمااحتسب الحكم الروسي هدفاً لصالح المنتخب الفرنسي في الدقيقة الاخيرة من المباراة بمواجهة الفريق الكويتي الذي قدم اداءاً رائعاً اسطورياً ، و الذي تم الغاءه لاحقاً بعد تدخل رئيس الإتحاد الكويتي تصحيحاً للخطىء الذي وقع فيه حكم المباراة ، و الذي ترتب عليه لاحقاً ايقافه عن التحكيم في المباريات الدولية.
فكيف لنا بعد كل هذه الذكريات الجميلة التي اتحفنا بها المنتخب الأزرق و غيرها الكثير من البصمات التي شهد لهم بها تاريخ بطولات كأس العالم ، فكيف بعد كل هذه البطولات أن لا نفرح بعودتهم الى ملاعب كرة القدم بهذا التألق و الإبداع فمرحى لكم مليون يالازرق الكويتي.
اما و نحن بانتظاركم في مباراتكم القادمة بمواجهة أسود الرافدين العراقي فالقلب منقسم لقسمين الايمن يشجع الكويت و الاخر يشجع العراق و لكن كونوا على يقين بأننا سنظل نعتز بكم بالفوز و الخسارة نشارككم افراحكم بالفوز و نتقاسم معكم حزن الخسارة ، لأننا بالنهاية كلنا في الهم شرقُ ، فعلى إمتداد الوطن العربي نقول لكم ننتظر أن نرى مباراة جميلة بين الاشقاء العرب بغض النظر عن النتيجة وننتظركم بمحبة و شغف فدوماً كانت الرياضة تجمع ولا تُفرق .