سياسيون لـ"أخبار اليوم": حرب شوارع في الضفة قريبا، وحل الدولتين انتهى

mainThumb
سياسيون لـ"أخبار اليوم": حرب شوارع في الضفة قريبا، وحل الدولتين انتهى

04-09-2024 12:16 PM

printIcon

أخبار اليوم – صفوت الحنيني - عملية "المخيمات الصيفية" هكذا أطلق جيش الاحتلال على عمليته العسكرية الموسّعة في الضفة الغربية، شهدت فيها المخيمات الفلسطينية كل أنواع الاعتداءات من قتل وتدمير وتهجير.

محللون سياسيون تحدثوا لـ "أخبار اليوم " عن ما يجري هناك، بالإضافة للخريطة التي شرح عليها نتنياهو عمليات جيشه العسكرية مبينة ضم أراضي الضفة الغربية للمدن المحتلة الواقعة تحت السيطرة " الإسرائيلية".

ماذا يُريد نتنياهو؟

المحلل السياسي الفلسطيني أشرف العكة قال أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ملتزم بشكل واضح بتدمير السلطة الفلسطينية و "قتل" عملية السلام، متمسكاً بفرض هذا الواقع على المجتمعين الفلسطيني والدولي، مما يعني أنه ينسف الحل السياسي المستند على الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة.

وأوضح العكة أن حكومة الاحتلال المتمثلة باليمين المتطرف، جعلت من الضفة الغربية ساحة قتال ثانية، بالإضافة إلى أنها قامت بعملية تقويض للسلطة عوضاً عن فرض القانون "الإسرائيلي" على المستوطنات والبؤر الاستيطانية الموجودة داخل أراضي الضفة الغربية، والتي من المفترض أنها تحت سيادة السلطة الفلسطينية، كل ذلك جاء تمهيداً لضم الضفة الغربية و لعمليات إجلاء واسعة لسكان هذه المناطق.

تهجير السُكان والخارطة

وفي السياق ذاته، لفت العكة أن عمليات تدمير البنى التحتية داخل مخيمات شمال الضفة، خير تعبير على عمليات التهجير والنزوح التي يحاول الاحتلال تنظيمها على نطاق واسع، لا سيما وأنه قواته تقطع الطريق، وتغلقه في وجه أي حلول واتفاقيات حتى فيما يتعلق في قطاع غزة، فيما أصبح من الواضح أن الاحتلال يريد أن يعود بالصراع إلى المربع الأول، أي ما قبل اتفاقيات أوسلو.

وأكمل العكة حديثه لـ "أخبار اليوم " أن ما تُريده " إسرائيل " هو إدخال المنطقة بحالة توتّر أخرى، بالرغم من كل التفاعلات الداخلية، وذلك لفرض رهبته وفرض أجندة اليمين المتطرف على الشعب الفلسطيني، وعلى المنطقة وعلى المجتمع "الإسرائيلي" والعالمي.

وما جاء في الخريطة، إن دل فإنه يدل على أنه إعلان واضح وصريح أن الضفة الغربية تابعة لـ "إسرائيل " وبذلك ستُفرض السيادة "الإسرائيلية" عليها بكافة أراضيها، وليس على المستوطنات فقط.

ومع ما تحدث عنه نتنياهو، حذر العكة من التداعيات المُرافقة لمثل هذه القرارات، وإن لم يكن هناك مواقف عالمية جماعية إقليمية دولية جادة وحاسمة لفرض واقع جديد في الضفة الغربية، من خلال قرارات ملزمة وتفعيل البند السابع من بنود الأمم المتحدة الذي ينص على إرسال قوات حماية وقوات فصل دولية.

وأشار أن مثل هذه المخططات لا يمكن أن تتوقف ولا يمكن الرهان على طبيعة التفاعلات الداخلية في "إسرائيل" ومعارضتها بالإضافة لجيشها والمؤسسة الأمنية العسكرية لإسقاط هذه الحكومة ومنع هذه المخططات التدميرية الكبرى من الحدوث.

البنية التحتية وتدميرها جعل المخيمات مناطق لا يمكن العودة إليها، ولا يُمكن العيش فيها، والهدف منها إدخال الحالة الفلسطينية الداخلية في أزمة اقتصادية اجتماعية وحالة جدل حول الأولويات الوطنية، الأمر الذي يتسبب بتفجير الوضع في الضفة الغربية قاصدا، وليس لأي اعتبارات أمنية.

كل تلك الممارسات، جاءت لمحاولة جيش الاحتلال لتدمير البنى التحتية للمقاومة الفلسطينية في أراضي الضفة الغربية حسب ما قال العكس، لا سيما استفزاز الفلسطينيين وتصدير الصراع للأردن بعد أن فشل في تصدير أزمة ما يجري في قطاع غزة لمصر.

الموقف الفلسطيني

العكة قال أن الشعب الفلسطيني صامداً، وأن جميع الأطراف السياسية يجب أن تعقد الاجتماعات واللقاءات لتحديد مواقف وطنية، والتي من شأنها أن الضفة الغربية لقرار وطني فلسطيني شامل قادر على مواجهة هذه السياسة " الإسرائيلية.

وفي السياق نفسه، فإن القيادة الفلسطينية قد تتخذ قرارات حاسمة في مواجهة هذا التحدي الجديد، معتقداً أنها ستطلب اجتماعاً لمجلس جامعة الدول العربية وآخر لمجلس الأمن الدولي، فيما أن التحركات الدبلوماسية حاضرة على المستويين الوطني والعربي عبر الاتصالات من الملك عبدالله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل وضع الولايات المتحدة والعالم والمجتمع الدولي أمام مسؤولياته في الصورة لما يجري الضفة الغربية.

عمليات عسكرية "خاسرة"

اللواء والخبير العسكري مأمون أبو نوار قال في حديثه لـ "أخبار اليوم " أن كل ما تقوم به القوات " الإسرائيلية" من عمليات عسكرية في الضفة الغربية ومخيماتها هي المحاولة الأخيرة لضم أراض القدس والضفة الغربية والسيطرة عليها كُلياً، وإنهاء المقاومة الفلسطينية التي تعتبر حكومة الاحتلال أنها توجَد داخل المخيمات.

وقال أبو نوار أن الوضع الراهن في الضفة من عمليات عسكرية وغيرها، هي المراحل الأولى من "الحرب الدينية" التي ستكون دموية بشكل لا أحد يتوقعه بالإضافة أنه لا يمكن معرفة كيف ستنتهي، وأن المقاومة التي توجَد في هذه المخيمات لن تبقى هناك فقط، بل ستتمدد لكافة أراضي الضفة بشكل تدريجي، وفي هذه الحالة تنشب الحرب الدينية التي لا يُمكن إيقافها عبر التدخلات الدولية.

وأكمل إن هذه العمليات العسكرية ستواجه مقاومة في كافة الشوارع والمنازل، وتتحول لحرب "شوارع"، كل تلك الممارسات التي يُمارسها الاحتلال مبتغاها تهجير السكان إلى الأردن حسب تفكير المحللين السياسيين الغربيين في الوقت التي تعتبر فيه تلك الفكرة غير واقعية.

هل ستنجح عمليات الاحتلال العسكرية في الضفة؟

أبو نوار قال، أن كل تلك العمليات العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال لن تُجدي نفعاً، رغم التكنولوجيا والأجهزة الاستخباراتية القوية والمجسات، لأنها تواجه شعباً صلباً لا يقبل فرض أي إرادة عليه، وأن الشعب الفلسطيني أصبح يعلم جيداً سياسة الاحتلال الدموية النابعة من تاريخهم "الإرهابي"، وأن الفلسطينيين ما زالوا متمسكين بحق تقرير المصير وحق إقامة دولة مُستقلة بعيدة عن الاحتلال.

أما عن السلطة الفلسطينية، سيكون دورها فعالاً إن تطورت الأوضاع بشكلٍ أكبر، ليس من خلال قيادتها السياسية، بل من أفرادها الأمنية الذين لن يتركوا المقاومة تُحارب وحدها حسب أبو نوار.

أبو نوار بيّن أن جيش الاحتلال لن ينتصر بعقليته المعتمدة على التهجير والقتل وسلب أراضي الغير، وبوجود تطهير عرقي وعنصري، مؤكداً أنه لا يوجد جيش في العالم ينتصر في حربه بمثل تلك الطريقة حيث وصفهم بـ "الأغبياء" وأصحاب عقول متحجرة.

معركة الكرامة 2

أما عن الأردن، تحدث أبو نوار على أنها جاهزة لأي حرب في حال فُرضت عليها نتيجة تصاعد متوقع لهذه الممارسات، مُستذكرا ما حصل في معركة الكرامة و "استرجاع" الاحتلال لها لوقف إطلاق النار بعد أن تلقت خسائر فادحة فيها.

أبو نوار قال من الممكن أن توترات الضفة الغربية يمُكن أن تمتد للأردن وعلينا أن لا نتجاهلها في ظل محاولة الاحتلال إبعاد المقاومين عن أراضيهم وتهجير سكان الضفة الغربية للأردن.

اليمين المتطرف وخطة مُعدة مُسبقاً

المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات قال في حديثه لـ "أخبار اليوم" أن كل ما يقوم به نتنياهو واليمين الصهيوني المتطرف ما هو إلا هدم لما يُسمى بحل الدولتين.

وأوضح الحوارات أن فكرة الحل النهائي وخطة الحسم التي طرحها وزير المالية "الإسرائيلي" سموتريتش عام 2017 وجدت لتقضي فيها على فكرة الدولة الفلسطينية.

وأكمل الحوارات حديثه على أن هذه الفكرة، وضِعت أيضاً لطرد الفلسطينيين وتهجيرهم من أراضيهم، حيث كان نتنياهو بالأمس قد عرض غزة كمنطقة محتلة إسرائيلي، ويُسيطر فيها الاحتلال على محوري فيلادلفيا و نتساريم ما يعني إنهاء التواصل بشكل كامل بين الضفة وقطاع غزة.

وبالوقت نفسه أخفى الضفة الغربية عن الخارطة، وهذا مؤشر وضعه نتنياهو يعني أن فكرة حل الدولتين قد انتهت، بالإضافة إلى محو أي فكرة للوُجود السياسي الفلسطيني على هذه الأراضي، فيما يقتصر حق الفلسطينيين على الخدمات وما إلى ذلك الأمر الذي أوضح أن المخطط الذي وضعه نتنياهو كان قد أُعد في وقت سابق، وينفذ الأن بكل حذافيره، حسب الحوارات.