أخبار اليوم – تالا الفقيه – بلغت حالات الطلاق في المملكة 19.036 حالة طلاق خلال العام الحالي، وكانت الفئة الأعلى لحالات الطلاق من الفئة المتعلمة والتي بلغت 19.005 حالة طلاق وتراوحت أعمارهن ما بين 30-40 عاما، فيما سجلت العاصمة عمان الأعلى في حالات الطلاق والأقل كانت في الطفيلة.
الاختصاصي الاجتماعي ومدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان قال في تصريح لـ "أخبار اليوم" أن سبب ارتفاع نسب الطلاق بين المتعلمات أن التعليم والأكاديميا يصاحبه في االأغلبتوعية للأهمية الزوا بمعنى أن مناهجنا الدراسية وخصوصا في الجامعات لا تتضمن مواد تساهم في تهيئة الشباب والفتيات للزواج ليتم هذا الزواج على أسس سليمة وكذلك مساعدتهم على استقرار الحياة الأسرية وكيفية التعامل بين الزوجين وتربية الأبناء تربية سليمة؛ ولذلك نجد أن هنالك ارتفاعاً في اعداد حالات الطلاق والأصل، أن التعليم عامل مساعد في استقرار الحياة الأسرية وتمكين الشباب والفتيات من التعامل مع المشكلات التي تحصل ومعالجتها.
ضرورة تضمين المناهج الدراسية موضوعات لها علاقة بالأسرة وبنائها
أكد سرحان على ضرورة تضمين المناهج الدراسية موضوعات لها علاقة بالأسرة وبنائها على أسس صحيحة ولها علاقة أيضا بمساعدة الشباب والفتيات على بناء أسرة مستقرة ودائمة تحقق أهدافها، وإلى ضرورة إلزامية دورات المقبلين على الزواج لتشمل جميع الفئات العمرية، وليس فقط لمن هم دون الثامنة عشر؛ لأن الوعي ليس مرتبطا بسن الزواج وهي مسألة نسبية.
وفي السياق نفسه لفت السرحان إلى ضرورة التوسع في تقديم الاستشارات للمتزوجين بما يساهم من التقليل من هذه المشكلات والعمل على معالجتها من أجل السيطرة عليها قبل تفاقم المشكلة، مبينا أن المشكلة تكمن في عدم القدرة على حل المشاكل البسيطة لعدم وجود الوعي لدى الزوجين للتعامل مع هذه المشكلات البسيطة مما سيساهم في تفاقمها.
الزواج علاقة تكاملية بين كلا الزوجين
أوضح أن الزواج هو علاقة تكاملية فبالتالي يجب أن يساهم كلا الزوجين لإنجاح هذا الزواج كلا بحسب إمكانياته مع الحرص على تنمية هذه الإمكانيات من خلال الدورات التي أصبحت متاحة والتثقيف الذاتي أيضا، موضحا أن عملية التربية وإدارة الأسرة ليست عملية عشوائية.
ونوه سرحان أن الطلاق يفترض أن يكون آخر الحلول للتعامل مع المشكلات والأصل أن لا يُلْجَأ إليه إلا إذا استحالة الحياة الزوجية بعد بذل الجهود من كلا الزوجين والأسرة والمصلحين الاجتماعيين وعند استنتاج كل هذه الجهود يمكن اللجوء إلى الطلاق، مشيرا أن البعض يعتبر الطلاق حلاً سريعا، وهذا له آثاره السلبية على الزوج والزوجة والأبناء وأسرة كلا الزوجين، بل على المجتمع عموما، وأن هنالك نظرة سلبية للمطلق والمطلقة، وهذا سيؤثر في فرص زواج الفتيات المطلقات، خصوصا لأن المجتمع ينظر إليهن نظرة سلبية إن كانت هي السبب في حدوث الطلاق، أو كان الرجل في ذلك، أو كان كليهما سببا في حدوث الطلاق والأصل أن يتم التأني قبل طلب الطلاق.
آثار الطلاق اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا
بين أن الطلاق له آثار نفسية على المطلق والمطلقة وكذلك آثار اقتصادية مادية مرتفعة على الزوج وهنالك آثار سلبية اجتماعية داخل الأسرة، وذلك يتعلق بسكن أو إقامة الفتى المطلقة، وخصوصا بعد وفاة الوالدين، وهذه قد تسبب مشكلة اجتماعية للأسرة عموما، وليس فقط للفتاة وهنالك أيضا آثار تتعلق بالأبناء وإمكانية حدوث التفكك الأسري بين الأبوين على أحقية تربية الأبناء والعناية بهما وما يترتب عن ذلك من حقوق نفقة للأبناء وأحيانا للزوجة، وهذه كلها آثار اقتصادية سيعاني المجتمع منها.
ونوه سرحان إلى التأني قبل عقد قران الزواج، وخصوصا أن الشرع الحنيف أتاح لكلا الشاب والفتاة للجلوس أكثر من مرة لعدم وجود الخلوة الشرعية وما يحصل عند البعض من التسرع في عقد الزواج يؤدي في كثير من الحالات إلى عواقب سلبية.