سهم محمد العبادي
في عيد ميلاد الملكة رانيا العبدالله المعظمة ننظر دوما إلى العطاء الكبير الذي تحقق في كل عام من عمرها المديد والإنجازات التي تحققت وحجم المشاريع الإنسانية التي رعتها على الصعيد المحلي أو الحضور العالمي.
لم تدخر جهدا جلالة الملكة بمتابعة ودعم الأسرة الأردنية والتركيز على الجوانب المتعلقة بالمرأة والشباب، فكانت المتابعة والداعم الأول لمشاريعهم، خصوصا الإنتاجية حتى باتت الأردنيات المنتجات عنوان الريادة والابتكار في مجال عملهن، وتشرفن بزيارات من قبل جلالتها في بيوتهن أو حتى في الجمعيات التعاونية الأهلية، فكانت المطلعة والمتابعة لكل سيدة من نشميات الوطن والقريبة لكل سيدة، ولكل أردنية علاقة ود وتقدير ومحبة تربطها مع جلالتها.
ليس من ريف أو قرية أو بادية أو مدينة إلا وكانت هناك بصمة نجاح لسيدات أو شباب، كانت جلالتها الداعم الرئيس لهم، وخلال العام زارت جلالتها مختلف محافظات المملكة، وقفت مع سيدات الأردن بمشاريعهن، وجهت لهن الدعم وتطوير الخبرات والمعرفة وتوفير الإمكانات لتحقيق مزيد من النجاح، وهذا الأمر جعل لكل أردنية علاقة خاصة مع جلالتها، وفي كثير من أحاديثهن يروين جملة الحديث الذي دار بينهن وبين «شقيقتهن» الملكة، على حد تعبيرهن الذي يخرج من القلب ومحبته الصادقة.
على الصعيد التربوي والتعليمي وكما في كل عام كانت جلالتها الداعم الأبرز لمسيرة المعلمين من خلال جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، هذه الجائزة التي شكلت إضافة كبيرة للمسيرة التعليمية وتحفيز العاملين في الحقل التربوي؛ كان لها الأثر الكبير على المسيرة التربوية والأداء، وعلى الأدوات التعليمية الإدارية والأكاديمية، وهذا يصب في العملية التربوية ككل، وأول المستفيدين من ذلك شباب المستقبل أبناؤنا الطلبة.
على الصعيد الآخر تنوعت مبادرات جلالتها واهتماماتها في مختلف المجالات المحلية، وكانت لا تكتفي بالمتابعات المكتبية، بل تقف بنفسها، وتطمئن على كافة المواضيع والقضايا الهامة دون كلل أو ملل فهي الملكة والأخت الأغلى للأردنيين كلهم.
عالميا كانت جلالتها السيدة الأولى في العالم أجمع التي خرجت وتحدثت عما يجري من حرب إبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، والتقت كبريات وسائل الإعلام العالمية، ونقلت الحقيقة بما لم يستطع تقديمه غيرها، وخاطبت إنسانية العالم والمواثيق الدولية التي تكفل إنسانية الإنسان وحقه في العيش الكريم، وكان لذلك الأثر الكبير إيجابا لدى العالم الغربي، لما تتمتع به جلالتها من حضور في المحافل العالمية، وكذلك الثقة التي تحظى بها بين الجمهور الغربي بمختلف فئاته، وهذا الأمر لم يرق لبعض الفئات التي عملت على مدار عقود في تضليل العالم الغربي عما يحدث في فلسطين وعالمنا العربي وعكس الحقائق، ولكن جلالتها رغم كل محاولات أطراف الإساءة واصلت مسيرتها الإنسانية، وأول سيدة في العالم أخذت على عاتقها فتح الملفات التي لم يتجرأ البعض على الخوض فيها، وكسبت الرأي العام الغربي، وكشفت حقيقة الواقع في فلسطين وما تعانيه النساء والأطفال تحديدا؛ وبالتالي كانت المساهم الأكبر في تحويل وجهة نظر العالم الغربي لمصلحة الفلسطينيين.
هذه الاهتمامات المحلية والعالمية، رغم كثرتها، إلا أن الملكة كانت الزوجة والسند لسيدنا جلالة الملك الذي قلدها وسام النهضة المرصع تقديرا لعطائها المتميز والدائم بإذن الله تعالى، وكانت الأم لولي عهدنا وفرحتها بقدوم الحفيدة الأولى الأميرة إيمان الحسين ولأصحاب السمو الأمراء والأميرات، وهي لنا الملكة والأخت التي نقلدها وسام محبتنا الدائم المرصع بدحنون وشيح وقيصوم الأردن الذي لم ولن يتبدل يوما عن محبته للهاشميين.
كل عام ومولاتي المعظمة عنوان الخير للإنسانية ووطنا الغالي والرفيقة والسند لمولاي المعظم وأم الحسين الغالية، ونحتفل العام القادم بعمرها المديد بإذن الله، وتشرق شمسها بالعطاء كما في كل عام.