في ظلِّ ندرة "المأوى" .. عائلة غزّية تتَّخذ من جدار مقبرة الأموات ملجأ لها

mainThumb
في ظلِّ ندرة "المأوى".. عائلة غزّية تتَّخذ من جدار مقبرة الأموات ملجأ لها

27-08-2024 03:57 PM

printIcon

أخبار اليوم - لم تجد عائلة الهسي التي غادرت مدينة دير البلح وسط قطاع غزة بعد تهديدات جيش الاحتلال الإسرائيلي لها، مكانًا لبناء خيمة لها على الشريطة الساحلي بمنطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، وهو ما جعلها تلجأ إلى جدار مقبرة الأموات لتكون مأوى لها.

وبمعاناة كبيرة وصلت عائلة الهسي إلى غرب مدينة خان يونس، وذلك من خلال المرور بالطريق الساحلي المكتظ بمئات الآلاف من النازحين الهاربين من العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

ونجت العائلة وآلاف النازحين خلال هروبهم من دير البلح من الموت نتيجة قصف جيش الاحتلال للنازحين غرب خان يونس بقذائف المدفعية وإطلاق النار من قبل الطائرات المسيرة "كواد كابتر".

ويقول رب العائلة يحيى الهسي: "خرجنا من شرق دير البلح بعد أوامر الإخلاء الذي نشرها جيش الاحتلال، واتخذنا قرار بالذهاب إلى مواصي مدينة خان يونس حيث يوجد قطعة أرض لدى أحد الأقارب، ولكن عند وصولنا تفاجأنا بعدم وجود أي مكان لبناء خيمة لنا بتلك الأرض أو حتى بالمنطقة المحيطة بها".

ويضيف الهسي"منطقة المواصي التي كانت أراضٍ زراعية خالية ومساحات واسعة، لا يوجد بها مساحة لوضع قدم إنسان واحد نتيجة تكدس مئات الآلاف من النازحين بها".

ويتكدس في منطقة المواصي 1.7 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي سكان قطاع غزة، محشورون في مساحة 69 كيلومترا مربعا، أي أقل من خمس مساحة القطاع، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.

والمواصي مناطق رملية على امتداد الخط الساحلي، تمتد من جنوب غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، مرورًا بغرب خان يونس حتى غرب رفح أقصى جونب قطاع غزة.

اضطرت عائلة الهسي إلى مغادرة المواصي والتوجه إلى منطقة المقابر بالقرب من مجمع ناصر، وبناء خيمتها على جدار إحدى المقابر.

ويوضح الهسي أنه لم يجد مكاناً لبناء خيمة لعائلته إلا بين القبور والأموات، بسبب اكتظاظ غالبية المناطق الغربية لخان يونس.

ولم يتردد الهسي في النزوح والإقامة بشكل مؤقت بين الأموات لأنه يعرف أنه خلال أيام قليلة سيتدفق الآلاف من النازحين إلى تلك المنطقة، ولن يجد مكان حتى بين المقابر.

بلدية دير البلح وسط قطاع غزة، أعلنت عن تهجير قسري لنحو 250 ألف مواطن وخروج 25 مركز إيواء عن الخدمة وعدد من المنشآت الخدمية الإنسانية؛ تحت وطأة قرارات الإخلاء لجيش الاحتلال الأخيرة.

وقالت البلدية، في بيان لها، اليوم الاثنين، إن "قرارات التهجير الجديدة، التي يفرضها الاحتلال على أحياء الشمال الشرقي للمدينة دير البلح، ترتبت عليها معاناة جديدة ومأساة أخرى وكارثة تتعمق للأهالي الموجودين في دير البلح".

وأضافت أن "دير البلح يقيم فيها نحو نصف سكان قطاع غزة في شريط ضيق عمل الاحتلال على تقليصه من وقت لآخر، وتسبب بتهجير قسري لنحو 250 ألف مواطن وخروج 25 مركز إيواء عن الخدمة".


فلسطين اون لاين