أخبار اليوم - قال منسق اتحاد لجان الصيادين بغزة، زكريا بكر، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر قطاع الصيد بشكل كامل خلال حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة، منذ السادس من أكتوبر/تشرين أول الماضي.
وأوضح بكر أن الاحتلال يمنع الصيادين من دخول البحر منذ أكثر من ١١ شهراً، وسط انتشار مكثف للزوارق الحربية في عرض بحر قطاع غزة، كما دمر المنشآت المدنية للصيادين، في حين أن 80٪ من الصيادين باتوا نازحين في وسط وجنوب القطاع.
وذكر، أن الاحتلال دمر ميناء غزة وكافة مراكب الصيادين في داخله، حيث يضم الميناء أكثر من نصف مراكب صيادي غزة لاسيما "اللنشات" الكبيرة التي يصل عددها ل 96 لنش، إضافة إلى تدمير كل الحسكات بكافة أحجامها التي يناهز عددها 500 حسكة بكافة شباكها ومعداتها ومحركاتها ومولداتها.
كما دمر الاحتلال وحرق أيضاً العشرات من مراكب الصيادين في مراسي الزوايدة ودير البلح وخانيونس ورفح، وفق بكر.
تدمير ممنهج
وأكد بكر، أن قطاع الصيد تعرض خلال الأعوام العشرين الماضية إلى عملية تدمير إسرائيلية ممنهجة، شملت مئات الهجمات من زوارق الاحتلال الحربية.
وأوضح، أن نحو 350_400 اعتداء سجلت بحق الصيادين في العام الواحد؛ نتج عنها اعتقال نحو 1000 صياد، وإصابة 400 ، واستشهاد 16 آخرين، ومصادرة400 مركب، وتدمير 400 مركب آخر، إضافة إلى تقليص مساحة الصيد.
وبين، أن الاعتداءات بحق الصيادين شملت 3 أشكال وهي: الحصار البحري المشدد، وعمليات المطاردة والملاحقة اليومية للصيادين، ومنع إدخال معدات الصيد والصيادين.
ونتج عن تلك الاعتداءات، وفق بكر، عملية إفقار للثروة السمكية وللصيادين، وانخفاض متوسط دخل الصياد من ألف وخمسمائة شيكل شهرياً إلى خمسمائة شيكل فقط، فيما بات 90٪ من الصيادين تحت خط الفقر و95٪ منهم تحت خط الفقر المتقع.
وبشأن تواصل عمليات الصيد، أوضح بكر أنها محدودة جداً، حيث يواصل ما لا يتجاوز ال 100 صياد عملهم في البحر عبر مراكب المجداف وبعمق لا يتجاوز الكيلو متر .
وذكر أن نحو170 صياداً استشهدوا بنيران الاحتلال خلال شهور الحرب الماضية، بينهم 25 صياد استشهدوا خلال عملهم في مهنة الصيد في مناطق قريبة من شواطئ دير البلح وخانيونس ورفح.
وشدد على، أن قطاع الصيد انهار بشكل كامل حتى لو انتهت الحرب الإسرائيلية على غزة في الأيام القادمة، مشيرًا إلى أن هذا القطاع بحاجة إلى سنوات ليتمكن من التعافي.
ولفت إلى أنه لم يتبق في قطاع غزة أي "لنش" كبير حتى أن صانعي المراكب الكبيرة جميعهم توفوا، بعد وفاة آخرهم ويدعى عبدالله النجار خلال هذه الحرب.
وبشأن تقديره لحجم الخسائر التي لحقت بقطاع الصيد، قال منسق اتحاد لجان الصيادين بغزة، إنه لا توجد تقديرات دقيقة لحجم الخسائر بسبب نزوح غالبية الصيادين، واستمرار عمليات القتل والتدمير، وصعوبة التواصل مع الصيادين.
لكنه قدر أن حجم الخسائر تجاوز الـ 150 مليون دولار، حيث أن الخسائر غير المباشرة الناتجة عن توقف عجلة الإنتاج تقدر شهرياً ب 7 مليون دولار ما يعني أنها تصل إلى 70مليون دولار خلال 10 شهور من الحرب الإسرائيلية.
ونبه إلى أن اللسان البحري في ميناء غزة دمر من الجهة الجنوبية الغربية بحفرة طولها 20 متراً جراء القصف الإسرائيلي.
وعن إمكانية الاستفادة من مواسم الصيد منتصف سبتمبر/ أيلول المقبل، قال إن ذلك مستحيل في ظل استمرار حرب الإبادة، وتدمير مراكب الإنارة التي يعوم حولها السمك، ومحدودية مساحة الصيد، حيث تستهدف الزوارق الحربية من يتجاوز بعض الأمتار المحدودة من شاطئ البحر.
وطالب بكر بتدخل عاجل لإنقاذ الصيادين وعائلتهم من خلال الدعم المادي وتوفير الطرود الغذائية والصحية والخيام التي تأويهم، حيث حتى اللحظة لم يتم اعتبار الصيادين منكوبين، مشيرًا إلى أن هناك غياب كامل لنقابة الصيادين.
فلسطين أون لاين