سطـــوح المــونـــــة

mainThumb

23-08-2024 09:26 PM

printIcon

نبيل عماري
أحن إلى مونة بلادي ...فهي مزروعة بالقلب والذاكرة خاصة ذاكرة تلك السطوح التي كانت تعج بالمونة من شاودر السليقة والتي ترتاح تحت الشمس، وجو يعبق بالهواء الطلق وقلوب تطفح بالمحبة. فايلول شهر المونة من شولات القمح البلدي الحوراني القاسي وهنا الحارات تزدان ببراميل سليقة القمح والكل فرحان بتلك السليقة نتناول قليلاً نضعها بصحن نرش عليها قليلاً من السكر وقليلاً من جوز الهند القمبز ..نعم كنا نفرح ونحن نفرش سطوحنا بالسليقة لتتشمس نحركها كل يوم حتى لا تتعفن أحن إلى تلك الأيام فهي مزروعة بالقلب والوجدان صور جميلة لحبوب السليقة وهي ترتاح تحت الشمس وسطوح تعبق بالهواء الطلق وزمن يطفح بالمحبة والخيرات التي كانت السليقة مونة كل البيوت بعد مادة الطحين والخبز، فبعد تنشيف السليقة ترسل للمطاحن ليخرج منها البرغل الخشن برغل المجدرة ومن ثم برغل الكبة والتبولة والسميدة للكعك والمعمول والهريسة والكريزة ويعتبر البرغل هو الطعام الرئيس للفلاحين فيما مضى وقد قالوا عنه : البرغل مسامير الرُّكَبْ * أي يعطي الطاقة والقوة للجسم وهناك بعض الناس من فضلوا الأرز على البرغل، وقد قالوا في ذلك: ( العز للرز والبرغل شنق حالو)* رغم أن لكل نوع منهما مذاقه الخاص، ومن البرغل انبثقت مجموعة من الطبخات والأكلات وهي المجدرة الحمرا والعادية بالبرغل الخشن طبيخ الطيانات منسف البرغل وغيرها من الأكلات والتي يعتبر البرغل الخشن أساسيا بها .... سطوح البيوت كانت عامرة بالخيرات من مجادل الباميا إلى سدور رب البندورة والتي كنا نغزو عليها للتذوق وكذا مفارش الملوخية والزعتر وعنب الزبيب والقطين والخضاري والسوادي وكذا ملاحف الملبن « الخبيصة « والتي كانت تحلايتنا الجميلة نقطع منها وهي تصاحب ذهابنا للمدرسة مع عروسة الزعتر واللبنة تلك المونة صاحبت زماننا بفرح غامر نفتقده هذه الأيام.