فاطمة الزهراء - لا تنفك ازدحامات الشوارع وأزمات الأسواق الخانقة عن أي مناسبة مجتمعية، فما إن تهلّ علينا نسمات رمضان حتى لا تكاد تجد موطئ قدم في التجمعات التجارية والأسواق والمحال المعنية وغير المعنية بالمناسبة، هذا هو واقع الحال، فتجد المواطنين يندفعون لشراء الحاجيات وكأن الأسواق ستغلق أبوابها وستنفد البضاعة في لحظات.
ربة المنزل إيمان جلال، ذكرت لـ"أخبار اليوم" أن التجهيزات لرمضان والتحضير الخاص له بات جزءًا من تقاليد الشهر وخصوصياته، وكيف لا نُعدّ أنفسنا للكريم ونكرم الصغار والكبار بعد الصوم؟، إلا "أننا قد نبالغ قليلًا في التحضير وذلك بسبب الحماس للشهر والفرحة به ما يدفعنا للصرف أعلى من العادة في شراء المواد، ناهيك بالزينة داخل وخارج المنزل"
من جانبه وضّح عماد مانع أن على المواطن التصرف بعقلانية وأن يزن الأمور قبل "التهور" في التحضير لرمضان، "فما الفرق بين رمضان والأشهر الأخرى؟".
وذكر أن العبد يصوم لله لا لأجل الطعام والشراب حصرًا، وعليه ضبط النفس فهذا الشهر ليس للتسابق نحو الشهوات والالتهاء بالطعام والشراب دون تفكر وتعقّل، موضحًا أن الشراء يجب أن يكون على قدر الحاجة ويومًا بيوم كطبيعة الحال لكيلا يربّي المواطن لدى التاجر جشعًا ورفعًا غير مبرر للأسعار.
وأضاف أن بعض الناس "يتداينون" لتحميل أنفسهم فوق طاقتهم لتكون التحضيرات على أكملها "وهذا ما أنزل الله به من سلطان".
وقال محمود أحمد أنه لم يقم بالمغالاة في الشراء أو تحضيرٍ مبالغ به غير اعتيادي لرمضان، "فكل شيء متوفر وأبتاعه وقت احتياجي له"، متسائلًا: ما الفائدة من تكديس المؤن والمواد قبل الشهر الكريم؟
وأوضح أن التجار يستغلون انتشار الناس في الأسواق وضغط الطلب على المواد في هذه المناسبات ما يدفعهم للبيع بأعلى من الأسعار "ورغم ذلك سيشتري المواطن" لأنه موسم يريد أن يكون على أتم الاستعداد في استقباله.
وفي سياق متصل قالت لينا سلامة إن الكثير من الناس ما إن سمع برمضان يفقد عقله في الأسواق، ويقوم بشراء كميات كبيرة من جميع المواد "وكأننا على أبواب مجاعة" وهذا ضرب من "البلاهة" في الحقيقة، لو تفكّر المرء قليلًا لما كرّس وقته وجهده وماله في التحضير لرمضان، بل عليه أن يكون أكثر وعيًا بقيمة الشهر وأهمية العمل له أكثر من تهافته على الأسواق.
لم يترك تأخر الرواتب فرصة للمواطنين لشراء الكماليات، وفرض عليهم واقع شراء الأهم لا المهم، حيث أن نفقات المعيشة كثيرة ويقابلها تآكل في دخل المواطن وفي أحيان انعدام للدخل.
ولأن المواطن هو المحرك الأول للسوق، فإقباله وإدباره هما من يتحكمان بأسعار المنتجات في السوق المحلي، فهو قادر على ضبط الارتفاعات لا أن ينجر لطمع وجشع الباعة والتجار فالمواطن في نهاية المطاف "حكيم نفسه".