أخبار اليوم - وصل أكثر من 105 آلاف فلسطيني إلى الأراضي المصرية من قطاع غزة منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى 6 أيار/ مايو الحالي، بحسب السفير الفلسطيني لدى مصر دياب اللوح.
وأوضح اللوح في تصريح لـ"المملكة"، الأربعاء، أن هذه الأعداد وصلت قبل إغلاق معبر رفح من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الفلسطينيين أيضا كانوا في مصر بانتظار عودتهم إلى القطاع المحاصر، لكن العدوان الإسرائيلي حال دون ذلك.
وبين اللوح أن 30 ألف فلسطيني من مزدوجي الجنسية أو من حاملي الإقامات والتأشيرات في دول عدة، دخلوا الأراضي المصرية من القطاع وغادروها بطريقة قانونية إلى دول أخرى.
مصابون ومرضى سرطان
وفي رده على استفسارات "المملكة" حول عدد الجرحى والمصابين الذين استقبلتهم مستشفيات وزارة الصحة المصرية بهدف العلاج، قال اللوح إنه "لا عدد دقيقا حولهم" لكن قدرت أعدادهم بـ 10 آلاف فلسطيني بين جريح ومصاب ومريض، ومعهم مرافقون من ذويهم.
ويتلقى قرابة 1800 جريح ومريض، العلاج حاليا في مصر وفقا للسفير، الذي أوضح أن عن 3000 مرافق داخل المستشفيات المصرية وبإشراف مباشر من سفارة دولة فلسطين في القاهرة وكوادر وزارة الصحة المصرية.
وتحدث اللوح عن توزع الجرحى ومرافقيهم على 164 مستشفى في جميع أنحاء مصر من الشيخ زويد شمالا إلى مستشفى الأقصر جنوبا.
وأشار إلى أن قرابة 1200 فلسطيني ممن أنهوا علاجهم وتركوا المستشفيات، دخلوا إلى مراكز استشفاء شمال سيناء، وفي بير العبد، وفي العريش، وفي الشيخ زويد.
وقال اللوح إن وزارة التضامن الاجتماعي المصرية تعاملت مع قرابة 1000 شخص منهم، وأدخلتهم إلى مراكز اجتماعية تابعة للوزارة، وهنالك آخرون خرجوا وسكنوا عند أقاربهم ومعارفهم أو استأجروا منازل من نفقتهم الخاصة.
كما لفت إلى أنه من بين الجرحى والمصابين الذين استقبلتهم مصر دخل قرابة 1000 مريض سرطان ممن كانوا يتلقون العلاج في المستشفى التركي في قطاع غزة.
50 وفاة شهريا
وأفاد اللوح، بوفاة بين 40-50 فلسطينيا في مصر شهريا ممن خرجوا من القطاع، قائلا "بأسف هناك حالات كثيرة بعدد يتراوح بين 40 إلى 50 حالة وفاة شهريا، يتم التعامل معها من قبل السفارة".
وبين أن الوفيات يدفنون في مدافن تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وسفارة فلسطين في القاهرة، موضحا أن السفارة تتحمل كامل كلفة تشييع الجثامين.
ولفت السفير إلى أنه لم يتم إنشاء أي مستشفى ميداني حتى اللحظة داخل الأراضي المصرية لعلاج الجرحى.
ورأى أن وزارة الصحة المصرية لديها القدرة والإمكانية لاستيعاب الأعداد التي تصل من غزة بهدف تلقي العلاج في المستشفيات المصرية.
53 ألف وثيقة
وأكد اللوح عدم تسجيل دخول أي فلسطيني بشكل غير قانوني من قطاع غزة إلى مصر.
ورجح "دخول بعض الحالات الفردية بطرق غير قانونية"، معزيا ذلك لطول الحدود بين قطاع غزة ومصر.
وكان الدخول إلى الأراضي المصرية حصريا من معبر رفح، بآلية أتاحت لمن فقد أوراقه الشخصية من الفلسطينيين بالدخول من خلال منحه وثيقة سفر تختم بختم السفارة الفلسطينية بالقاهرة وتحمل تأشيرة دخول بالاتفاق مع السلطات المصرية، على ما أوضح السفير.
وبين أن السفارة أصدرت 53 ألف وثيقة سفر للفلسطينيين الذين دخلوا من قطاع غزة إلى مصر حتى 6 أيار/ مايو 2024، مضيفا أن السفارة أصدرت قرابة 25 ألف جواز سفر بالتعاون مع وزارة الداخلية في رام الله، وتعمل الوزارة على إصدار آلاف جوازات سفر لفلسطينيين ممن تقدموا بطلبات للسفارة.
وتزور فرق من السفارة الفلسطينية في القاهرة الجرحى الفلسطينيين وذويهم في المستشفيات المصرية وتعمل على استصدار جوازات سفر لهم بالتنسيق مع وزارة الداخلية الفلسطينية.
ووصف السفير الأوضاع المعيشية للفلسطينيين الذين وصلوا مصر من قطاع غزة بأنها "صعبة جدا"، موضحا أن الذين وصلوا من القطاع المدمر بحاجة كل شيء، من المأكل والمشرب والعلاج والتعليم والمساعدات المالية.
وبشأن آلية الدخول للأراضي المصرية من رسوم التأشيرة ومدتها، أكد السفير أن أي فلسطيني يدخل إلى الجمهورية المصرية يمنح تأشيرة دخول مدتها شهر وتمدد تلقائيا 15 يوما.
وشدد على أن السلطات المصرية ما زالت ترحب بالفلسطينيين الذين وصوا من قطاع غزة إلى مصر.
1700 عائدون
وبين اللوح أن العودة إلى غزة طوعية، إذ عاد خلال الهدنة الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، قرابة 1700 فلسطيني من مصر إلى غزة.
وأضاف أن العشرات كانوا يعودون إلى القطاع يوميا لمبررات واحتياجات إنسانية. على سبيل المثال خرج جزء من عائلة للعلاج أو لقضاء حوائج أخرى في مصر وبقي الجزء الآخر في غزة مما اضطرهم للعودة إلى أسرهم في القطاع رغم الظروف الخطيرة.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن في 7 أيار/مايو سيطرته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الفاصل بين قطاع غزة ومصر.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" في وقت سابق بأن آليات إسرائيلية اقتحمت المعبر وسط إطلاق قذائف ونار كثيف على مباني المعبر، واحتلته بشكل كامل، ومنعت تنقل المسافرين، خصوصا المرضى والجرحى، ودخول المساعدات الإنسانية.
ويعدّ معبر رفح المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى العالم الخارجي وغير خاضع لسيطرة إسرائيل، لكن الأخيرة لها الحق في مراقبة عبور الأشخاص والبضائع.
المملكة