أخبار اليوم - كشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة ميشيغان أن ملايين الأميركيين يستهلكون مكملات غذائية تحتوي على مكونات نباتية قد تكون مضرة بالكبد. الدراسة لا تهدف لإثارة الفزع، لكنها تشير إلى أن كميات المكملات التي يتم استهلاكها من نباتات قد تكون فعاليتها ومأمونيتها غير مدروسة بشكل كاف.
ما المكملات الغذائية؟
يعرف المكمل الغذائي بكونه منتجا يهدف إلى استكمال النظام الغذائي ويحتوي على مكون غذائي واحد أو أكثر، بما في ذلك الفيتامينات والمعادن والأعشاب أو غيرها من النباتات والأحماض الأمينية والمواد الأخرى أو مكوناتها. ويذكر أن هذه المكملات الغذائية لا تخضع للقوانين نفسها التي تنظم استخدام الأدوية ولا يُجرى بشأنها بالضرورة دراسات كافية.
المسح الوطني
أظهرت نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة جاما في الخامس من أغسطس/آب الحالي والتي استندت إلى بيانات من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية الذي أجري بين 2017 و2020، أن 4.7% من البالغين الذين تم استطلاع آرائهم تناولوا مكملات عشبية وغذائية تحتوي على أحد النباتات التالية: الكركم، والشاي الأخضر، والأشواغاندا، والكوهوش الأسود، والغارسينيا كامبوغيا، والمنتجات التي تحتوي على الأرز الأحمر المخمر.
مبيعات بالمليارات وفوائد غير مثبتة
وفقا للباحثين، فقد كانت المنتجات المحتوية على الكركم تستخدم بشكل شائع لصحة المفاصل أو التهاب المفاصل بسبب الاعتقاد السائد بأن الكركم قد يكون له خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات. ومع ذلك، فشلت العديد من التجارب التي أجريت على البشر في إثبات أي فعالية للمنتجات المحتوية على الكركم في هشاشة العظام.
وتم استخدام المنتجات المحتوية على الشاي الأخضر في الغالب مكملات للطاقة. ومع ذلك، فشلت دراسات متعددة في إثبات أي دليل موضوعي على فقدان الوزن والتحسن المستدام في الحالة المزاجية أو مستويات الطاقة مع المنتجات التي تحتوي على مستويات عالية من الكاتيكين أو البوليفينول الموجودة في مستخلص الشاي الأخضر.
وأشار البحث إلى أن هناك أكثر من 80 ألف منتج مكمل فريد متاح للشراء في جميع أنحاء العالم، وأن مبيعات المكملات تجاوزت 150 مليار دولار في الولايات المتحدة في عام 2023، وهو رقم يضاهي مبيعات الأدوية الموصوفة.
قال الدكتور روبرت فونتانا، أخصائي أمراض الكبد في جامعة ميشيغان وأستاذ الطب والمؤلف الرئيسي للدراسة، "لسنا نحاول إثارة الفزع. نحاول فقط زيادة الوعي بأن المكملات التي يأخذها الناس ويشترونها من دون وصفة طبية لم يتم اختبارها أو إثبات سلامتها بالضرورة".
المكملات الغذائية مصدرا للقلق
وقالت الدكتورة أليسا ليخيتسوب، الحاصلة على درجة الدكتوراه في الطب والأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة ميشيغان والباحثة الأولى في الدراسة، "بدأ اهتمامنا عندما رأينا حالات من سمية الكبد نتيجة استخدام المكملات العشبية والغذائية لدى الأشخاص المشاركين في دراسة سابقة".
لم تستطع الدراسة إثبات أي علاقة سببية بين استهلاك النباتات الستة والإصابة بأمراض الكبد، حيث كانت تهدف إلى تقييم استهلاك المكملات لدى عموم سكان الولايات المتحدة. ومع ذلك، يأمل الباحثون في زيادة الوعي بين الأطباء والمرضى بشأن مدى عدم معرفتنا بهذه المكملات.
تمثل المكملات مصدر قلق خاص للباحثين لعدة أسباب مترابطة وفقا لموقع يوريك أليرت، من هذه الأسباب: نقص التنظيم الحكومي، وعدم الاهتمام الكافي بالفحوص الطبية، والتلاعب المتكرر بالملصقات.
يرى الباحثون أنه من السهل التلاعب بالملصقات بسبب نقص التنظيم. فقد قال الدكتور روبرت فونتانا "في دراسة سابقة، وجدنا أن هناك قدرا كبيرا من التلاعب في بعض هذه المنتجات".
وأضاف "أجرينا تحليلات كيميائية ووجدنا حوالي 50% من التباين بين المكونات المعلنة على الملصق وما تحتويه بالفعل، وهو أمر مقلق للغاية. إذا اشتريت مكملا وقيل إنه يحتوي على مكون معين، فالأمر يشبه لعبة الحظ لتحديد ما إذا كان ذلك صحيحا أم لا".
وأشار معظم المستخدمين إلى أنهم تناولوا النباتات بمفردهم وليس بنصيحة من طبيب. كان السبب الأكثر شيوعا لتناول النباتات هو تحسين الصحة أو الحفاظ عليها. ونظرا لأن تأثيراتها غير مفهومة جيدا، غالبا لا يسأل الأطباء المرضى عن المكملات التي يتناولونها.