عقل الصمادي .. قصة إرادة تتحدى التوحد وتحقق النجاح في التوجيهي

mainThumb
عقل الصمادي... قصة إرادة تتحدى التوحد وتحقق النجاح في التوجيهي

10-08-2024 12:58 PM

printIcon

أخبار اليوم - في رحلة طويلة معبّدة بالأشواك والزهور ورغم كل التحديات ولأول مرة في المملكة سجل الشاب المصاب بالتوحد ابن 19 ربيعا عقل الصمادي إنجازا مميزا بتجاوزه الثانوية العامة " التوجيهي".

وادخل الشاب عقل الصمادي البهجة والسرور على قلوب ذويه وأصدقائه ومحبيه بنجاحه في الثانوية العامة، كأول مصاب بالتوحد نجح وحصل على معدل 60% رغم كل التحديات التي مر بها عقل منذ دخوله المدرسة في العقبة .

تقول والدة عقل الصمادي " بفضل الله اليوم ابني عقل يجتاز امتحان الثانوية العامة ليكون بذلك أول شاب اردني مصاب التوحد يتقدم للامتحان ويجتازه بنجاح و بتقدير جيد بعد مشوار طويل من المتابعة والاجهاد ومثل أي طالب حل عقل جميع الأسئلة بالتوجيهي عن طريق المكثفات"، وتشير أم زيد – والدة عقل – أن عقل خلال فترة الامتحانات حل اكثر من 3000 سؤال موزعة على المواد الدراسية التي تقدم لها كان الهدف منها عمل تمرين على كيفية الامتحان وطريقته.

وبينت ام زيد ان كل الجهود تكاتفت خلال فترة امتحان التوجيهي، وبفضل الله الذي سخر لعقل ما يجيد قراءة الاسئلة وتفسيرها ومن يجيد استخلاص الاجابة لتفريغها لعقل على ورقة الامتحان الرسمي حتى حصل على النتيجة التي ارادها عقل وذويه ونجحنا بإيجاد مكان لعقل في المجتمع بعد أن لم يكن له مكان ولا لغيره من المصابين بالتوحد.

وتستذكر أم زيد أول إصابة ابنها بمرض التوحد عندما كان عمره سنتين وتشير أن الأمور كانت تسير بشكل هادئ وطبيعي ، إلى أن انقلبت حياتنا رأساً على عقب حين بلغ السنتين من عمره، حيث فقد تواصله البصري وتراجعت قدرته على الكلام، أصبح يمارس حركات نمطية تكرارية، كأن يدور حول نفسه، يضحك ويبكي فجأة، شعرت أنه يعيش في عالمه الخاص وأنه مختلف عن أقرانه، وبعدها عرضت طفلها أطباء مختلفين وتم تشخيصه أنه مصاب بالتوحد، لم تكن حينها تعلم أي شيء عن هذا المرض، وبعدها بدأت قصة عقل ووصله الى ما هو عليه في مسيرة 19 عام.

"عقل" يبحث وسط الزحام اليوم، عن مسار عملي يتماشى مع قدراته الفائقة في بعض المجالات، لكي يواصل حياته بيمن وأمان كمواطن اردني محفوظ الكرامة.

‏يقول عمر الصمادي والد عقل " عقل " اليوم أول طفل في المملكة الأردنية الهاشمية من الأطفال المصابين التوحد يتقدم بالامتحان الثانوية العامة ويحقق النجاح عمره الآن 19 عاما في معاناة بمسيرة حياته التي لا توصف لاسيما أننا من سكان اقصى الجنوب في مدينة العقبة ونعاني بوجود نقص حاد في مراكز متخصصة ترشدنا إلى ما هو التوحد الذي كان مفهوما جديدا على المنطقة وبدنا بالمسيرة حيث توكلنا على الله وقلنا هذا كرم وهدية من الله سبحانه وتعالى .. وبعد سنوات من المعاناة عقل اليوم ها هو أمامنا يرفع رؤوسنا ويبهج قلوبنا ويؤكد لنا بأن الله سبحانه وتعالى راض عنا ".

ويضيف والد عقل " بالنهاية بأن الإنجازات العظيمة تبدأ أولا بالقبول والرضا بما يكتبه الله ... وهذا يجعلنا نقطع نصف المسافة باتجاه الصحيح ما بعد هذه المرحلة بانتظار أن تمتد له اليد الأقوى وهو الجهات الحكومية في المملكة الأردنية الهاشمية لكي تأخذ بهذا الثمرة إلى مسار آخر يستطيع من خلاله عقل أن يسهم في بناء مجتمع ويترجم كطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة رؤية جلالة الملك وولي العهد من خلال مؤسسة ولي العهد بأن يسهم عقل في بناء وطن بالطريقة التي يستطيع أن يقدمها وأنا واثق بأن عقل ستكون له بصمة على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية وعلى مستوى العالم في موضوع الخروج من التوحد".

عقل الصمادي قصة نجاح فريدة على مستوى الدنيا، في عالم التوحد المظلم ، بفضل الله ودعم والديه ورعايتهم، تحول من إنسان عاجز عن كل شيء بالمطلق، إلى إنسان قادر على الكلام والتواصل والاستقلالية لخدمة نفسه وغيره.

الغد