جرش .. شبح الخسائر يطل مجددا على المزارعين لغياب تصنيع منتجاتهم

mainThumb
جرش.. شبح الخسائر يطل مجددا على المزارعين لغياب تصنيع منتجاتهم

07-08-2024 01:38 PM

printIcon

أخبار اليوم - تتجدد مطالب مزارعي محافظة جرش، بضرورة العمل على إنشاء مصنع أو معمل خاص لتصنيع المنتوجات الزراعية التي تُنتَج على مدار العام، وذلك لما يعانونه من كساد منتوجاتهم وبيعها بأسعار منخفضة وإتلاف ما يتبقى منها، لعدم تحمل العديد من الأصناف درجات الحرارة المرتفعة وفترات العرض الطويلة، لا سيما الفواكه الموسمية التي تتوفر منها حاليا كميات وفيرة تباع في الأسواق بأسعار زهيدة لا تغطي تكاليف الإنتاج.

ويقول المزارعون إن "كميات الإنتاج للفواكه الموسمية بمختلف أنواعها هذا العام كبيرة جدا وأسعارها منخفضة، وتفتقد محافظة جرش لأي مصنع أو معمل يقوم بتصنيع هذه الفواكه وتحويلها إلى مواد غذائية تحافظ على جودتها ونوعيتها لأطول فترة ممكنة لتباع بأسعار منافسة، مقارنة بالفواكه الطازجة التي تباع بأسعار منخفضة ولا تحتمل فترات عرض طويلة".

وأكدوا، أن "ما يبذل لإنقاذ المواسم الزراعية الصيفية من الخسائر غير مجد، ذلك أن الأهم حاليا، هو البحث عن معامل تصنيع المنتوجات ذات الجودة المتدنية، من خلال معدات حديثة تتعامل مع هذه المنتجات وتستطيع تسويقها لتتمكن من استيعاب فائض الإنتاج الزراعي وبيعه بأسعار مناسبة تعوضهم عن جزء من خسائرهم، لا سيما أن خطط التغيرات المناخية تحتاج إلى سنوات طويلة حتى يلمس المزارعون أثرها على أرض الواقع".

ووفق المزارعين، "تستهلك المطابخ الإنتاجية، جزءا من هذا الإنتاج الزراعي في عمل المربيات والمخللات والحلوى الشعبية، وباقي المنتجات يتم عرضها في الأسواق وعلى جنبات الطرق وتباع بأسعار زهيدة لا تغطي تكاليف العمل، ومن الأولى أن يكون في محافظة جرش مصنع للمنتجات الغذائية ويستخدم المحاصيل الزراعية فيها".

من جهته، قال المزارع عامر العياصرة إنه "ينتج أطنانا من الفواكه الموسمية سنويا ومنها العنب والتفاح والخوخ بأنواع عديدة، فضلا عن إنتاج الميرمية والزعتر، حيث يقوم بتصنيع هذه المنتجات يدويا، وهي تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، فضلا عن عدم تمكنه من تسويق المنتوجات المصنعة إلا في إطار ضيق".

وأضاف العياصرة، أن "تصنيع المنتوجات الغذائية وصنع المربيات والمخللات والخل الطبيعي وتجهيز الفواكه المجففة بمختلف أنواعها، أكثر جدوى من بيعها مباشرة في الأسواق المركزية، لكن تكمن المشكلة في تسويق هذه المنتوجات وطريقة التصنيع البدائية والتي تحتاج إلى معدات وأدوات خاصة لا تتوفر في البيوت، فضلا عن حاجتهم لعبوات مناسبة وصحية تضمن سلامة المنتج لفترات أطول".

كما أشار إلى أن "وجود مصنع أو معمل في محافظة جرش، سيساهم في استيعاب كل الكميات التي تُنتَج سنويا في المحافظة، من فواكه متعددة الأصناف، ويوفر مدخولا جيدا للمزارعين يمكنهم من تغطية نفقات العمل وتسويق منتجهم وتقديم مختلف الخدمات الزراعية لأراضيهم، فضلا عن ضرورة تطوير إنتاجهم وتقديم مختلف أنواع العناية بالشجر لضمان الحصول على منتوجات زراعية مناسبة".

وبحسب العياصرة، فإن "الموسم الزراعي الحالي، جاء بعكس التوقعات، حيث ظهرت على الثمار ثقوب وعيوب تقلل من جودة الثمر وتخفض أسعاره، خصوصا الفواكه الموسمية التي كانت تباع بأسعار مناسبة في حال كانت جودتها عالية، إلا أن التغيرات المناخية التي مرت بها المنطقة هذا العام قللت من جودة الثمار الصيفية وقد كانت في مرحلة الانعقاد وتسببت بإحداث ثقوب داخل الثمار وتأخير نضجها وصغر حجمها".

أما المزارع ناهض العتوم، فيقول، إن "بلدية المعراض فيها مصنع مربيات يقوم بتصنيع المواد الغذائية ويعتمد على استيراد المواد الأولية ولا يستخدم أي منتوجات من المحاصيل الزراعية الموسمية التي تحيط بالمنطقة المقام فيها، وفيها أراض زراعية واسعة الامتداد، ويغطي إنتاجها حاجة العشرات من المصانع إن أُقيمت فيه".

وأكد، "ضرورة أن يتم إقامة مصنع خاص لتصنيع زيت الزيتون والذي تكدست منتوجاته لدى المزارعين منذ أكثر من 3 سنوات في مستودعاتهم ولا يتم بيعها ولا تسويقها، فضلا عن انخفاض أسعاره بنسبة لا تقل عن 40 %".

ويرى العتوم، أن "وجود مصنع خاص لتصنيع زيت الزيتون لمنتجات أخرى أو إنتاجه في عبوات خاصة وكميات مختلفة، سيساهم في تسويق المنتج وتغطية تكاليف زراعته والسماح للمزارعين بتطوير وتوسعة المساحات الزراعية التي يعتاشون منها".

وكان رئيس قسم الإعلام والتواصل المجتمعي في بلدية المعراض المهندس مظهر الرماضنة، قال في حديث سابق، إن "بلدية المعراض فيها مصنع لتصنيع المنتوجات الزراعية وتسويقها وهو مملوك للقطاع الخاص وقد قامت البلدية بدعمه وتسهيل مختلف الإجراءات لضمان استدامة عمله وتوسعته في المستقبل وتطوير أنظمة العمل فيه وهو من المشاريع الناجحة في بلدية المعراض ويوفر فرص عمل للعشرات من أبناء المنطقة".

وأضاف الرماضنة، أن "المصنع تابع للقطاع الخاص وهو من يقوم بتوريد المواد الخام ويستطيع الحصول على المواد الخام من أي موقع زراعي داخل المحافظة وهي تتميز بنوعيات وكميات وجودة وفيرة".

كما أكد مدير زراعة جرش الدكتور فايز الخوالدة في حديث سابق مع "الغد"، أن "محافظة جرش بحاجة إلى تصنيع زيت الزيتون وتحويله إلى منتوجات مختلفة بأسعار تناسب مختلف الشرائح، خصوصا أن العديد من المزارعين ما يزال يتكدس في مستودعاتهم زيت الزيتون الذي ينتج منه سنويا الآلاف من الأطنان التي تغطي حاجة المحافظة وحاجة مختلف محافظات المملكة".

وأشار إلى أن "محافظة جرش تتميز بإنتاج أنواع وأصناف متنوعة من الفواكه الموسمية التي يمكن تصنيعها لأشكال متنوعة يحتاجها كل مواطن ويطلبها الزوار والسياح من مختلف دول العالم، لاسيما أن تصنيعها يساهم في تسويقها وتطوير المنتج وتقوم سيدات جرش بتصنيع المنتج بطرق أولية ويدوية وتحتاج إلى معدات وجهد ووقت وأيد عاملة وتحتاج إلى تسويق وتطوير".

 

الغد