الصمادي لـ"أخبار اليوم": لا أستبعد وقوع حرباً بين الجانبين مع الأخذ بعين الاعتبار وجود تفاهمات أمريكيّة - إيرانيّة

mainThumb
الصمادي لـ"أخبار اليوم": لا أستبعد وقوع حرباً بين الجانبين مع الأخذ بعين الاعتبار وجود تفاهمات أمريكيّة - إيرانيّة

05-08-2024 05:45 PM

printIcon

خبير عسكري وإستراتيجي يتحدث لـ "أخبار اليوم" عن مجريات الأحداث بين إيران وإسرائيل.

الصمادي: "قواعد الاشتباك" بين إيران وإسرائيل مبنية على الفعل ورد الفعل وفق ضوابط معينة، وقد تنزلق الأوضاع إلى صراعٍ إقليمي وحرب بين الجانبين.
الصمادي: لا أستبعد وقوع حربِ بين الجانبين مع الأخذ بعين الاعتبار وجود تفاهمات أمريكيّة - إيرانيّة تحكمها مصالح مشتركة.
الصمادي: عمليات الاغتيال التي جرت في بيروت وطهران تستوجب ردًا حتميًا إيرانيًا قد لا يكون وفقاً لقواعد الاشتباك المتَّبعة.
الصمادي: البيئة العسكريّة المستقبليّة في المنطقة غامضة وغير واضحة، وقد تكون مليئة بالمفاجآت.
الصمادي: التوترات السياسيّة حادَّة لدرجة يصعب معها تقييم المتغيرات بدقة على الأرض.
الصمادي: محور المقاومة أصبح متردِّدًا ومتخوفاً من توسع الحرب الإقليميّة.
الصمادي: إسرائيل أصبحت أكثر رغبة في توسيع دائرة الحرب وزيادة انتشارها.
الصمادي: إذا ردت إيران فعلاً مؤثراً سيكون الرَّد أمريكياً وإسرائيلياً.
الصمادي: استهداف طهران ومشروعها النووي إذا كانت ردَّة الفعل الإيرانيّة عنيفة.
الصمادي: الولايات المتحدة تتوقع حدوث رد فعل إيراني، لكنَّها لن تسمح أن يكون الرَّد مؤثِّراً.
الصمادي: إيران ليست مستعدَّة أن تخسر مشروعها النووي الذي عملت عليه لأكثر من (40) عاماً.
الصمادي: إسرائيل ستعمل على التمدد الجغرافي عند خروجها من أزماتها الحاليّة.
الصمادي: الأردن لن يقبل انتهاك أجوائه من أي جهةٍ كانت ولن يسمح بذلك من خلال إمكاناته المتوفرة.
الصمادي: الأردن لا يريد أن تكون أراضيه ميداناً لصراعٍ إقليمي
الصمادي: الأردن يرتبط بعلاقات جيّدة مع الدول الحليفة والمؤثرة في العالم، ويريد أن يحافظ على حُسن الجوار مع دول المنطقة
الصمادي: العلاقات الجيدة مع الدول المؤثرة ساعدت الأردن في تقديم العون والمساعدة للأهل في الضِّفة الغربيّة وقطاع غزَّة.

أخبار اليوم - سمير الصمادي - قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء الركن الطيار المتقاعد محمد الصمادي لـ "أخبار اليوم"، إنَّ العمليات التي تجري بين إيران وإسرائيل ما بعد السابع من أكتوبر تسمى "قواعد الاشتباك" المبنية على الفعل ورد الفعل، ولا يعني ذلك أنَّ الطرفين متفقان مع بعضهما البعض، لكنَّ العمليات تحدث وفق ضوابط معينة، بمعنى تقوم إحداهما بقصف أهدافٍ عسكريّةٍ للأُخرى، حينها ترد على الاعتداء بقصف أهدافٍ عسكريّةٍ مماثلةٍ، وقد تنزلق الأوضاع بشكلٍ خطير، وتتوسع إلى صراعٍ إقليمي وحرب بين الجانبين.

وبحسب الصمادي، فإن عمليات الاغتيال التي جرت في بيروت وطهران، تستوجب أن يكون هناك رد حتمي إيراني، وقد لا يكون وفقاً لقواعد الاشتباك المتَّبعة، لكن السؤال الذي يجب طرحه كيف سيكون الرَّد وما هو حجمه؟

وأضاف الصمادي أنَّه في السابع من أكتوبر كانت إسرائيل تخشى أن تتوسع الحرب إقليميًا، وتسعى لأن تكون هذه الحرب محدودة، بينما سعى محور المقاومة والذي يضم إيران وجماعة الحوثي اليمنيّة وحزب الله اللبناني إلى توسيع هذه الحرب.

وأوضح الخبير العسكري أنَّ البيئة العسكريّة المستقبليّة في المنطقة غامضة وغير واضحة، وقد تكون مليئة بالمفاجآت، كما أنَّ التوترات السياسيّة حادَّة لدرجة يصعب معها تقييم المتغيرات بدقة على الأرض، بالإضافة إلى أنَّ محور المقاومة أصبح متردِّدًا، ويبدو أنَّه متخوف من توسع الحرب الإقليميّة، خلافاً لما كان يسعى إليه إبَّان قيام "طوفان الأقصى"، على عكس إسرائيل التي أصبحت أكثر رغبة في توسيع دائرة الحرب وزيادة انتشارها. معتقدًا أنَّ حسابات محور المقاومة من ناحيةٍ عسكريّة لا تساعد على الردع العملياتي، إلَّا إذا كان لديها قدرات عسكريّة ومفاجآت جديدة لم تعلن عنها.

كما قال الصمادي إنَّ نتنياهو قد يستخدم أسلحة لم يستخدمها من قبل - كما صرَّح سابقاً - وهو يقصد السلاح النووي التكتيكي، إذا ردت إيران فعلاً عنيفاً وشاملاً ومؤثراً، حينها سيكون الرَّد أمريكياً، وليس إسرائيلياً فقط، وسيتم استهداف طهران ومشروعها النووي.

وبحسب الصمادي، فإن الولايات المتحدة بعثت بالخفاء - من تحت الطاولة - رسائل تهديد لإيران، مفادها إن كان رد الفعل الإيراني يؤثِّر في وجود إسرائيل، لن تتوانى الولايات المتحدة عن استخدام القوة؛ لإيقاف الحرب وتوفير الحماية للدولة العبريّة.

ومن خلال حديثه لـ "أخبار اليوم"، أكَّد الصمادي أنَّ هناك تفاهمات أمريكيّة - إيرانيّة فيمَ يتعلّق بالإقليم بصرف النظر عمَّا يُشَاهَد على وسائل الإعلام، لكنَّ ذلك لا يعني أنَّ هناك اتفاقاً بين الطرفين، وإنَّما تحكمهما مصالح مشتركة من خلال عدم توسيع دائرة الحرب.

وفي السياق ذاته، يرى الصمادي أنَّ الرسائل السياسيّة تنعكس على الواقع العسكري الميداني، فجميع القواعد العسكريّة الأمريكيّة في منطقة الشرق الأوسط تقع ضمن مرمى الصواريخ الإيرانيّة، وإغلاق إيران لمضيق هرمز سيؤثر في التجارة والاقتصاد العالميين، كما أنَّ الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة المقبلة تلقي بظلالها على الأحداث الراهنة، وفي المقابل فإن إيران التي عملت على مشروعها النووي لأكثر من (40) عاماً ليست مستعدَّة أن تخسره بهذه السهولة، لذلك ليس من مصلحة البلدين توسيع الصراع.

وعن إرسال الولايات المتحدة مزيداً من السفن والقطع البحريّة المزوّدة بقدراتٍ اعتراضيّةٍ للصواريخ البالستيّة، وتعزيز وحدات الدفاع الصاروخي في المنطقة، أوضح اللواء الصمادي أنَّ الولايات المتحدة تتوقع حدوث رد فعل إيراني، لكنَّها لن تسمح أن يكون الرَّد مؤثِّراً، لذلك قامت بتعزيز القدرات على اعتراض الصواريخ والطائرات الإيرانيّة، فالقطع البحريّة وأنظمة الدفاع الجوي تأخذ مواقعها في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر؛ للتعامل مع هذه الصواريخ وإسقاطها قبل وصولها إلى الأراضي المحتلة، بالرغم من عدم القدرة على اعتراض الصواريخ والطائرات كافة.

وتطرَّق اللواء الصمادي للحديث عن أولويات إسرائيل في المنطقة، وبيّن أنَّ حسم الصراع في غزَّة يُعد أولويّة، ثم العمل على تهجير (2) مليون فلسطيني من الضّفة الغربيّة، ومن ثم التفرُّغ لحزب الله اللبناني. مشيراً إلى أنَّه إذا تدحرجت الأوضاع السياسيّة والعسكريّة في الفترة الحالية قد يتغير ويختلف ترتيب الأولويات حسب المعطيات والمستجدات على الأرض، وقتئذ يمكن ضرب حزب الله وبنيته التحتيّة وقدرته القتاليّة أولاً.

ويعتقد الصمادي أنَّ إسرائيل ستعمل على التمدد الجغرافي عند خروجها من أزماتها الحاليّة، لأنَّ هذه الحرب بالنسبة لها هي حرب وجوديّة، كما أنَّ البيئة الإستراتيجيّة والدوليّة الداعمة لها منحتها القوة والتفوق، فهي تَمُرُّ بأفضل حالات الدعم الأمريكي والغربي.

وعن كيفية تعامل الأردن مع ما يجري على الأرض، بيّن الصمادي أنَّ الأردن عبَّر عن طريق قنواته الرسميّة والدبلوماسيّة بأنَّه لن يقبل انتهاك أجوائه من أي جهةٍ كانت، سواءً الإيرانيّة أو الإسرائيليّة، ولن يسمح بذلك من خلال إمكاناته المتوفرة، كما أنَّه لا يريد أن تكون أراضيه ميداناً لصراعٍ إقليمي.

وأضاف أنَّ الأردن يرتبط بعلاقات جيّدة مع الدول الحليفة والمؤثرة في العالم، كما أنَّه يريد أن يحافظ على حُسن الجوار مع دول المنطقة. مشيرًا إلى أنَّ العلاقات الجيدة مع تلك الدول ساعدت الأردن في تقديم العون والمساعدة للأهل في الضِّفة الغربيّة وقطاع غزَّة.