أخبار اليوم - سيف الدين صوالحه- قال ممثل قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات في غرفة صناعة الأردن، المهندس أيهاب قادري، إن مؤشر صادرات القطاع بدأ يعود لمسار النمو المتصاعد، مدفوعا بزيادة الطلب الخارجي، لا سيما بالسوق الأميركية.
وأكد قادري أن صادرات القطاع نمت خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي بنسبة 20.5 بالمئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي 2023.
وأضاف، أن صادرات القطاع خلال الأشهر الخمسة الماضية تجاوزت حاجز 635 مليون دينار، لتشكل معها نحو 19.4 بالمئة من إجمالي الصادرات الصناعية الكلية للمملكة، مبينا أن هذا النمو الملحوظ يؤشر الى بدء عودة صادرات القطاع الى سابق عهدها.
وعزا المهندس قادري نمو صادرات القطاع خلال العام الحالي إلى عودة الطلب التدريجي في سوق الولايات المتحدة الأميركية الذي يستحوذ على 80 بالمئة من إجمالي الصادرات، بالإضافة لعمليات التوسع في التصدير لبعض الأسواق الأوروبية على غرار هولندا وبلجيكا.
وشدد على أهمية التوسع في الأسواق غير التقليدية وتنويع الأسواق لصادرات القطاع خاصة في ظل توافر العديد من الفرص التصديرية غير المستغلة والتي تصل لأكثر من 688 مليون دولار وفقا لتقديرات مركز التجارة العالمي.
وفي مقابل نمو صادرات القطاع، أشار المهندس قادري، إلى وجود تراجع في المبيعات داخل السوق المحلية بفعل تبعات العدوان الإسرائيلي الغاشم على أهالي غزة، حيث احدث فتوراً وركوداً واضحاً في مختلف الأنشطة الاقتصادية.
ولفت إلى تأثير الطرود البريدية المستوردة وتناميها على نشاط تجارة القطاع، وسط استمرار قرار تخفيض وتوحيد الرسوم على الطرود البريدية، وزيادة مستوردات بعض الدول التي لا تملك المملكة معها اتفاقيات، خاصة من منتجات السجاد والموكيت في ظل قرار خفض التعرفة الجمركية.
وأوضح، أن هذه العوامل أثرت بشكل واضح على حصة قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات داخل السوق المحلية التي لا تتجاوز 45 بالمئة من إجمالي حجم السوق في أفضل أحوالها.
وقال إن هذا التراجع على صعيد السوق المحلية ظهر واضحا في انخفاض مؤشر الرقم القياسي لكيمات الإنتاج الصناعي لعدد من القطاعات الفرعية التي يتضمنها القطاع، أبرزها صنع الملبوسات المحلية بتراجعها بنسبة 20 بالمئة خلال الثلث الأول من العام الحالي، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، بالإضافة إلى تراجع منتجات وصناعة السجاد والبسط بنسبة 10 بالمئة وصناعة المنتجات الجلدية بنسبة 40 بالمئة.
وأكد ضرورة تفعيل آليات حماية الانتاج الوطني وإعادة النظر في عدد من القرارات التي سهلت بشكل غير مباشر دخول المنتجات الأجنبية للسوق المحلي، وخلقت حالة من التنافس غير العادل للمنتجات الوطنية، مع العلم بأن القطاع يملك امكانات كبيرة لمضاعفة أدائه شريطة إزالة التحديات التي تعتبر عائقاً يقف في طريق توسعه.
وأعرب قادري عن تفاؤله خلال الفترة المقبلة بنمو وتوسع القطاع واطلاق امكاناته، بما يعزز اغتنام الفرص المتاحة، خاصة في ظل بدء العمل بمشروع مؤسسة التمويل الدولية لإنشاء تجمع صناعي متكامل في القطاع هو الأول من نوعه.
وبين أن التجمع يعتبر أحد أبرز المشاريع المهمة والهادفة إلى تحقيق رؤية التحديث الاقتصادي، مع الخروج بفرص استثمارية واعدة لاستكمال سلسلة القيمة والترويج لها، وفي حال التشارك في تطبيقه وتبني مخرجاته، سيكون له التأثير الواضح على عدة أبعاد استراتيجية واقتصادية وتشريعية.
وأشار الى إطلاق استراتيجية متكاملة خاصة بقطاع الجلدية والمحيكات من قبل وزارة الصناعة والتجارة والتموين تحت مظلة السياسة الصناعية بما يتواءم مع رؤية التحديث الاقتصادي، وبشكل تشاركي مع غرفة صناعة الأردن ومختلف مكوناته.
وتابع قادري، أن الاستراتيجية تتضن رؤية طموحة للوصول الى أن يكون الأردن مركزاً اقليمياً لصناعة الأزياء السريعة وله بصمة على الخارطة العالمية، وتتضمن أهدافا متخصصة بتنويع وزيادة الصادرات وتعزيز سلاسل القيمة.
وذكر أن القطاع يتربع على الحصة الأكبر من حيث فرص العمل والتشغيل، حيث تجاوز عدد العاملين داخله أكثر من 89 ألف عامل وعاملة جلهم من الأردنيين وبأكثر من 28 ألف عامل، لافتا الى ارتفاع عدد العاملين الأردنيين الى أكثر من 250 بالمئة مقارنة بما كانت عليه العمالة المحلية قبل عقد.
وبين أن دور القطاع الريادي جعله ان يكون أحد القطاعات عالية القيمة ضمن رؤية التحديث الاقتصادي التي يعول عليها بشكل كبير في توفير فرص عمل للأردنيين خلال السنوات المقبلة، حيث يستهدف من خلاله توفير 149 الف فرصة من أصل مليون فرصة.