الدكتور مطيع صالح الشبلي
المتابع للمشهد الحزبي العام، يلاحظ أن هناك أحزاباً تتفكك قبل أن تبدأ، وابتعاد عام من قبل منتسبي ومؤسسي الأحزاب عن دورهم الرئيس في الترويج لأحزابهم وتبني الأفكار الحزبية المنبثقة عن تلك الأحزاب، بل والأدهى والأمر طرح العديد من منتسبي الأحزاب أنفسهم لخوض المعركة الانتخابية القادمة مبتعدين عن أحزابهم ودخولهم بقوائم انتخابية مناطقية وعشائرية.

لذا توجب الوقوف عند هذه الظاهرة باحثين عن الأسباب الحقيقية خلف هذا التوجه، و بمتابعتي للعمل الحزبي من كثب وجدت أن السبب الأول هو عدم شعور المنتسبين أن هذه الأحزاب حاضنة لهم ولأفكارهم وتطلعاتهم، فلم يجدوا أي تغيير عن الطرح القديم للانتخابات، فوجدوا أن الأحزاب لا تعتمد على الفكر والرسالة، وإنما على المناطقية والعشائرية، بل وعلى رأس المال، الذي يملك مالاً وعشيرة ولديه منطقة وعلاقات ممتدة دخل بالقوائم الحزبية وعكس ذلك لا. وأيضا لم يكن هناك قناعة كافية بالأسماء التي دخلت بالقوائم الحزبية يعني تيتي مثل ما رحتي جيتي.