من طقم "كاسات" إلى حوالات بنكية .. هدايا النجاح بين التعبير عن الفرح وعبء المظاهر

mainThumb

19-07-2024 05:37 PM

printIcon

أخبار اليوم - تالا الفقيه - تغيرت ثقافة هدايا النجاح بشكل كبير مع مرور الوقت، ويتمثل ذلك في نوعية الهدايا المُقدمة للطلاب الناجحين في التوجيهي على سبيل المثال، ففي الماضي كانت الهدايا بسيطة وعملية، مثل طقم أكواب أو أدوات منزلية وحلوى الناشد أو حتى "الحلقوم "، تُعبّر عن مشاعر الفرح والاعتزاز بالإنجاز تعكس قيمة النجاح والجهد المبذول، بينما حاليا تميل الهدايا إلى أن تكون أكثر كلفة مثل السفر أو الأجهزة الإلكترونية أو حتى الحوالات البنكية، قد تُعكس قدرة المُهدي المادية أكثر من قيمة النجاح، وتُؤدي إلى ظاهرة "دَين النجاح" التي تُثقل كاهل الطالب بعد التخرج.

‏‎الاستشارية النفسية والتربوية حنين البطوش في تصريح ل "أخبار اليوم" قالت إنه لا توجد قاعدة محددة لاختيار هدايا النجاح، والأهم هو أن تكون الهدية مُقدّمة من القلب، وتعكس مشاعر الفرح والمشاركة في إنجاز الطالب فالهدف من الهدية هو التعبير عن الفرح والاعتزاز بإنجاز الطالب.

وأضافت البطوش أن هدايا النجاح تُمثل تقليدًا راسخًا في العديد من الثقافات للتعبير عن مشاعر الحب والتقدير والامتنان بين الناس، ولكن مع مرور الوقت، تحولت هذه الهدايا في بعض الأحيان إلى عبء مادي ونفسي، خاصةً عندما تُقارن قيمة الهدية بِمُقابلها، أو تُصبح مصدرًا للتنافس والمباهاة، وأن القيمة الحقيقية للنجاح لا تُقاس بقيمة الهدية المادية، بل بالجهد المبذول والإنجازات المُحققة، فينبغي أن تُراعي الهدية احتياجات الطالب وأذواقه وميزانية المُهدي.

ومن السلبيات لهذه الهدايا أشارت البطوش أنها باهظة الثمن، وقد تسبب الضغط الاجتماعي للأهل، فقد يشعر بعض الطلاب بالضغط لتقديم هدايا باهظة الثمن، ممّا قد يُثقل كاهلهم ماديًا وإغفال القيمة الحقيقية للنجاح حيث قد تُركز بعض الهدايا على قيمة الهدية المادية أكثر من قيمة النجاح نفسه.

وأوضحت أن هذه الهدايا قد تصبح عبئًا ماديًا على البعض، خاصةً مع تزايد تكاليفها وانتشار ثقافة المبالغة في قيمتها، مشيرة إلى مجموعة من العوامل التي تُساهم في تحويل الهدايا إلى عبء مادي كالضغوطات الاجتماعية بمجاراة الآخرين، حيث يشعر البعض بضرورة تقديم هدايا باهظة الثمن لمجاراة أصدقائهم أو عائلاتهم، خوفًا من الشعور بالنقص أو الإساءة إلى مكانتهم الاجتماعية، حتى لو كان ذلك يتجاوز قدرتهم المادية.

وأكدت أنه من المهم التعبير عن الامتنان للهدايا، بغض النظر عن قيمتها المادية، فهذا يُظهر التقدير للشخص المُهدي، مؤكدة على ضرورة التمييز بين الجوانب الثقافية والواقع المادي لهذه الظاهرة، فالجوانب الثقافية تكون بالتعبير عن المشاعر حيث تُعتبر الهدايا تقليدًا راسخًا في العديد من الثقافات للتعبير عن مشاعر الحب والتقدير والامتنان بين الناس، وتعزيز العلاقات حيث تُساهم تبادل الهدايا في تعزيز الروابط الاجتماعية وتوطيد العلاقات بين العائلة والأصدقاء، والمشاركة في الفرح تُعدّ الهدايا جزءًا من مشاركة مشاعر الفرح والاحتفال في المناسبات السعيدة، وتُعدّ الهدية بمثابة اعتراف رسمي بإنجاز الطالب، وتُعزز شعوره بالقيمة والتقدير من قبل المحيطين به، تُشجّع الهدية الطالب على الاستمرار في بذل الجهد والسعي لتحقيق المزيد من الإنجازات في المستقبل.

أما الواقع المادي أشارت البطوش إلى ارتفاع تكاليف السلع والخدمات التي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مما جعل شراء الهدايا المُكلفة عبئًا على ميزانيات بعض الأشخاص، والضغوطات الاجتماعية قد يشعر البعض بضغوطات اجتماعية لِمُجاراة الآخرين في تقديم هدايا باهظة الثمن، خوفًا من الشعور بالنقص أو عدم الوفاء بالتوقعات الاجتماعي، حيث تحولت الهدايا في بعض الأحيان من تعبير صادق عن المشاعر إلى عبء مادي ونفسي، خاصةً عندما تُقارن قيمة الهدية بِمُقابلها، أو تُصبح مصدرًا للتنافس والمباهاة.

وكشفت البطوش مجموعة من الحلول المقترحة وهي التركيز على القيمة المعنوية عوضا عن التركيز على قيمة الهدية المادية، حيث يمكن التركيز على قيمتها الرمزية، شكرًا من القلب بديلٌ صادقٌ عوضا عن التركيزِ على قيمةِ الهديةِ الماديةِ، يُمكنُ التعبيرُ عن مشاعرِ الفرحِ والاعتزازِ بإنجازِ الطالبِ من خلالِ هدايا بسيطةٍ وصادقةٍ، مثلَ:
هدية مصنوعة يدويًا أو بطاقة تهنئة تُعبّر عن مشاعرك بصدق، أو كتبٌ دراسية تُساعد الطالب على مواصلة تحصيله العلمي، وأدوات مكتبية تُسهل عليه الدراسة وتنظيم وقته، وأدوات رياضية تُشجّعه على ممارسة الرياضة والحفاظ على صحته، ويُمكن مشاركة الطالب تجربة مميزة، مثل رحلة قصيرة أو حضور فعالية ثقافية أو رياضية.
ومن المهم تحديد ميزانية محددة لشراء الهدايا قبل البدء بالبحث، والالتزام بها لتجنب الوقوع في ضغوطات مالية، حيث يمكن مشاركة تكلفة الهدية مع مجموعة من الأصدقاء أو أفراد العائلة، لتقديم هدية مُميزة دون إثقال ميزانية الفرد، والعودة إلى الجذور الحقيقية لهدايا النجاح، والتركيز على قيمتها المعنوية عوضا عن التركيز على قيمتها المادية، فهدف الهدية هو التعبير عن الفرح والاعتزاز بإنجاز الطالب، وليس التباهي بالمكانة الاجتماعية أو المادية.

وأكدت ضرورة صدق التواصل مع من تُريد تقديم هدية له لمعرفة احتياجاته ورغباته، وتقديم هدية تُناسب ذوقه وشخصيته عوضا عن الالتزام بتقاليد مُجتمعية مُكلفة.