اخبار اليوم - الفن الإسلامي ظهر في جزيرة العرب في مشارق الأرض ومغاربها، ولم يكن الفن شرثياً ولا مغربياً، ولا تركياً ولا إيرانياً خالصاً، بل كان فناً ظهر في العصر الإسلامي؛ في كل هذه الأرجاء حاملاً طابع البلاد التي انتسب إليها.[١] وقد تركّزت هذه الفنون في الغالب في الفنّ المعماري، الذي تفنّن به المسلمون في الديكورات، وزخارف الحوائط، والنوافذ، بالإضافة لفنّ النحت وبخاصّة على المعادن، والعاج، وقد كان هذا الفنّ دليلاً حضاريّاً يدلّ على المسلمين آنذاك، أكثر منه دينيّاً، فقد تأثّر الفاتحون بفنون الدول المفتوحة، ولكنّهم استبعدوا منها ما رفضه الدين، وما لم يوافق ذوقهم.
كما صقلوه بأسلوبهم الخاص، وأضافوا له فنّ الكتابة العربيّة المستوحاة من وسط الجزيرة العربيّة، مكان انطلاق الدين الإسلامي، وكل ذلك كان بسبب تسامح العرب، واستعدادهم لتقبل الثقافات والشعوب، وإقبالهم على استخدام الفنانين، ورجال الصناعات الفنية في البلاد التي فتحوها.[١] الفنّ الإسلامي عبر الحقبات الزمنيّة لم يكن هناك انتشار واضح للفنّ الإسلامي قبل الخلافة الأمويّة؛ ولربما يرجع ذلك لاهتمام الخلفاء في الفتوح الإسلاميّة، وتقوية الدولة الإسلاميّة وتوسيع حدودها، وتعد الحضارة الإسلاميَّة في عصور الخلافة الراشدة، والدولة الأمويَّة، والعباسية هي الحضارة الإنسانية الكاملة المميزة في تاريخ الإنسانية؛ إذا كان التقدم العلمي والتقني بأحسن أشكاله ومظاهره.
الخلافة الأمويّة اعتمد الأمويّون الطراز الإسلامي للمساجد؛ وهو فناء فيه أعمدة، وذلك لأنّه الخيار المثالي للصلاة، ومن أشهر هذه المعالم مسجد بني أميّة في دمشق، التي اتّخذوها عاصمة لهم، وقبة الصخرة في القدس الشريف، والتي شيّدها عبد الملك بن مروان ترسيخاً وتذكيراً بحادثة الإسراء والمعراج؛ التي قام بها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، والجامع الكبير في قرطبة.
ولم تقتصر العمارة على المساجد، فهناك العديد من الخانات، والقصور وغيرها، وقد اعتمدوا كثيراً على الفسيفساء في زخارفهم، ولربّما كانت الفترة الأمويّة هي الفترة الأكثر أثراً للفنّ الإسلامي، وربّما يعود ذلك لتركيزهم على العمارة، والتي لا تزال إلى هذا اليوم.[٤] الخلافة العباسيّة اتّخذ العباسيون من بغداد في العراق عاصمة لهم، وقد تفننوا في الزخارف على الفخار، والخزف، وهم أول من ابتكر الإبريق المعدني، وقد احتفظ بالعديد من القطع المزخرفة التي تعود لذلك العصر، كما وبدأ في هذا العصر تدوين العلم، وظهرت حركة الترجمة.
وظهرت المذاهب الفقهية بنبوغ الإمام أبي حنيفة، وتوسعت العلوم، وبدأت مدرسة الرأي بالظهور؛ والتي تميز بها بعض الأئمة كأمثال علقمة بن قيس النخعي، وإبراهيم بن يزيد النخعي، وحماد ابن أبي سليمان الأشعري.[٥] الخلافة العثمانيّة استقر العرب في الأندلس ما يقارب ثمانية قرون بلغت فيها الحضارة العربية الذروة، وكانت هذه الحضارة تشع من حواضر قرطبة، وغرناطة، وإشبيلية وسرقسطة، وطليطلة وغيرها. وكان محبو العلم في أوروبا يهرعون إلى مراكز الحضارة الأندلسية، ويقضون السنوات الطوال في الدراسة والتتبع، والاطلاع على كتب العرب فيها.