أخبار اليوم - أكد إعلاميون عرب وأجانب أهمية منتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي في طرح موضوعات تناقش تحديات قطاع الإعلام، خصوصا في الدول العربية، مشيدين بتجربة الأردن الأولى في عقد منتدى يجمع قيادات إعلامية من دول مختلفة لتبادل الآراء والخبرات.
وأشاروا إعلاميون عرب وأجانب شاركوا في المنتدى إلى أهمية الموضوعات التي طرحت في سبيل خدمة الإعلام العربي، ووضع حلول لمعالجة التحديات التي تواجهه، مشيدين بتنظيم المملكة للمنتدى واستضافة قيادات إعلامية من دول مختلفة.
وأوضحت وزيرة الإعلام اللبنانية السابقة الدكتورة منال عبد الصمد، ريادية الأردن عربيا على مستوى مناقشة تحديات الإعلام وطرح حلول لها، كالذكاء الاصطناعي والثورة الرقمية.
من جهته، أكد الرئيس التنفيذي للاتصال والعلاقات الحكومية في شبكة أبو ظبي للإعلام عبد الرحيم النعيمي، أن توقيت عقد المنتدى مهم لأنه يأتي في وقت تعاني فيه المنطقة من أزمات، مبينا أهمية استمرار الأردن في عقد المنتدى في الأعوام المقبلة.
ولفت إلى أن مشاركته في الجلسة الأولى من المنتدى بعنوان " الإعلام وصناعة القرار في العالم" كانت مثمرة من حيث طرح بعض التحديات التي تواجه الإعلام العربي وكيفية تحويل هذه التحديات إلى فرص.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لمركز الأخبار في شبكة أبو ظبي للإعلام الدكتور حمد الكعبي: إننا "بحاجة ماسة لهذا النوع من المنتديات على غرار منتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي التي تحاول أن تجد تواصلا بين العرب"، مشيدا بالموضوعات والمحاور التي تلامس واقع الإعلام العربي.
وأشار الى تجربة صحيفة الاتحاد التي يرأس تحريرها في التحول الرقمي، عبر خطة امتدت لخمس سنوات من خلال تدريب وتأهيل الكفاءات، وإيجاد بنية تحتية تواكب التقدم التكنولوجي، والحفاظ على بيانات المواقع والبيانات، مؤكدا أن مهنة الصحافة لم تتغير لكن الأدوات هي التي تبدلت.
وأفاد مدير عام قناة (تي آر تي) عربية إبراهيم كيليتش، بأن المنتدى شكل فرصة لتبادل الخبرات وعرض التجارب خصوصا ما يتعلق بالأزمات، وكيفية تعاطي المحطات الفضائية معها.
من جانبه، بين مسؤول البرنامج الثقافي في مركز الخليج للأبحاث والكاتب في صحيفة مكة الدكتور زيد الفضيل، أهمية النسخة الأولى من المنتدى التي جاءت بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاما على تولي جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، مؤكدا أن المنتدى طرح موضوعات تتعلق بالإعلام الرقمي، وهي خطوة مهمة للمكاشفة بين الإعلام التقليدي والرقمي، وكيفية توظيف الأخير في خدمة وسائل الإعلام.
وقال إن التطلعات والإشكالات التي يعيشها قطاع الإعلام في الوقت الراهن هي من أهم القضايا التي يجب مناقشتها سواء على صعيد المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، خصوصا في ظل الثورة الرقمية، ومنصات التواصل الاجتماعي.
وبشأن "البودكاست والمنصات الرقمية المتخصصة"، قال الإعلامي ومؤسس برنامج الصندوق الأسود الذي ينشر على منصات مؤسسة القبس الصحفية عمار تقي، إن هناك فرقا كبيرا بين البرامج التلفزيونية وبين برامج البودكاست.
وأشار الى أن برامج البودكاست ستكون مسيطرة على المشهد الإعلامي العربي والعالمي لمدة عشر سنوات مقبلة، موضحا اهتمام ودخول المؤسسات الإعلامية العربية إلى عالم البودكاست في آخر عامين، مقارنة مع الإعلام الأجنبي الذي استخدم هذا العالم مبكرا.
وقالت مقدمة برنامج بودكاست اجتماعي في قناة المشهد ميس محمد، إن الاستمرارية والثقة في تقديم محتوى ناجح من أبرز التحديات التي تواجه برامج البودكاست، مؤكدة أهمية تقديم المحتوى بغض النظر عن نسب المشاهدة والاستماع.
وأشاد تقي وميس، بالموضوعات التي طرحها منتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي، خصوصا ما يتعلق بالبودكاست.
من جهته، قال مؤسسة منصة "pangeanis" الدكتور محمد العرب، إن الجيل الجديد لمنصات التواصل الاجتماعي هو المدعوم بالذكاء الاصطناعي، مبينا أن المستقبل سيكون للتواصل الاجتماعي الذكي الذي سيحل مكان التواصل الاجتماعي التقليدي.
وعرض الدكتور العرب، لتأسيس منصة "pangeanis" التي انطلقت من مدينة بنغالور الهندية المعروفة بوادي السيلكون الهندي، لافتا إلى أن هذه المنصة مدعومة بالذكاء الاصطناعي بنسبة كبيرة، ولغتها العربية فقط وستنافس منصات التواصل الاجتماعية العالمية.
يذكر أن منتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي اختتم فعالياته يوم أمس الأربعاء، بعد مداولات ونقاشات في الجلسات الثمانية التي استمرت يومين، وشارك فيها حوالي 35 متحدثا محليا وعربيا وعالميا.
وتضمنت توصيات المنتدى الذي نظمته وزارة الاتصال الحكومي، أهمية تكريس البينة الرقمية واستخدام الرقمنة المتخصصة والمتطورة في جميع وسائل الإعلام، والحفاظ على أهمية اللغة العربية في ظل انتشار العامية بمنصات التواصل الاجتماعي.
كما تضمنت، ضرورة الانتباه للقفزات الهائلة في مجال الذكاء الاصطناعي، وأهمية التعاطي مع آلياته على المستوى العربي، والتأكيد على وجوب التركيز على انحياز منصات التواصل الاجتماعي للروايات الإسرائيلية في الحرب على غزة والتغافل عن القضية الفلسطينية، وما يتعرض له الأشقاء في القطاع من قتل وتدمير ممنهج لجميع مناحي الحياة، وضرورة مراجعة الخطط الدراسية في كليات الإعلام بما يعزز المهارات الرقمية والتقنية لدى الدارسين فيها، ودعم تفعيل برامج واضحة نحو التربية والدراية الإعلامية والمعلوماتية في الدول العربية.
--(بترا)