اخبار اليوم - طنين الأذن حالة مزعجة، وقد تكون مؤلمة أيضاً، كما أن لها مضاعفات تؤثر على سير الحياة اليومية؛ مثل الدوار والألم والشعور بالتشويش المستمر والشعور بانسداد في الأذن، والغثيان، كما يرتبط الطنين أيضاً بأعراض أخرى؛ مثل الأرق وصعوبة التركيز والاكتئاب.
طنين الأذن هو صوت في رأسك أو أذنيك ليس له مصدر خارجي حقيقي يسمعه المحيطون في المكان، ويشار إليه عادةً بالرنين في الأذن؛ لأنَّ الصوت المسموع يبدو قريباً من الرنين أو الصفير أو هسهسة أو حتى صراخ. وقد يظهر هذا الطنين في أذن واحدة أو كلتيهما، وفي حالات أخرى يبدو الصوت وكأنه صادر من مسافة بعيدة، وقد يكون ثابتاً أو متقطعاً.
هذه الحالة بسيطة في مراحلها الأولى، لكن لاحقاً قد ترتبط بفقدان السمع، وفي حالات الطنين لا توجد علاجات تستهدف بدقة الأسباب الكامنة وراء الطنين المزمن، لكنه غالباً ما يصبح هذا الطنين أقل وضوحاً بمرور الوقت، بعد أن يعتاد الدماغ عليه، وهناك أيضاً عدة طرق للمساعدة في تقليل تأثير الطنين.
إذا كنت تعانين من طنين الأذن، فمن الضروري أن تستشيري طبيبك الاختصاصي في الأنف والأذن والحنجرة.
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الطنين في الأذن؟
الأسباب الدقيقة للطنين المستمر ليست مفهومة تماماً، ولكن هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تساهم في حدوثه، في ما يلي بعض الأسباب الأكثر شيوعاً:
الضوضاء
التعرّض للضوضاء هو عامل خطر رئيسي لطنين الأذن؛ مثل التعرّض لآلات البناء أو الموسيقى الصاخبة والحفلات لأوقات طويلة ومستمرة.
فقدان السمع
وهو سبب شائع آخر للطنين، مع التقدم في العمر، من الطبيعي أن نفقد بعضاً من قدرة السمع، في بعض الأحيان يبدأ فقدان السمع بطنين في الأذن.
الأدوية
بعض الأدوية يمكن أن تسبب طنين الأذن كأثر جانبي، تشمل هذه الأدوية الأسبرين والإيبوبروفين وبعض المضادات الحيوية وبعض مضادات الاكتئاب.
تراكم شمع الأذن
عند إهمال شمع الأذن أو في حالات الإصابة بعدوى الأذن، فهذا قد يسبب الطنين أيضاً، إذا كان شمع الأذن يسدُّ قناة الأذن، فقد يغير الطريقة التي تنتقل بها الموجات الصوتية إلى الأذن الداخلية؛ مما قد يؤدي إلى طنين الأذن، يمكن أن تسبب عدوى الأذن أيضاً التهاباً في الأذن؛ مما قد يؤدي إلى تهيج الأعصاب التي تحمل الإشارات الصوتية إلى الدماغ.
إصابات الرأس والرقبة
في حالة إصابات الرأس أو الرقبة يمكن أن يلحق الضرر بهياكل الأذن أو الأعصاب التي تحمل الإشارات الصوتية إلى الدماغ، هذا الضرر يمكن أن يسبب طنين الأذن.
اضطرابات المفصل الصدغي الفكي
هي مجموعة من الحالات التي تؤثر على المفصل الذي يربط الفك السفلي بالجمجمة، تسبب اضطرابات المفصل الصدغي الفكي ألماً في الفك والوجه والأذن، بالإضافة إلى طنين الأذن.
بالإضافة إلى الأسباب السابقة، فإن التوتر والقلق يسببان تفاقم أعراض طنين الأذن أيضاً، كما أن أمراضاً؛ مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري واضطرابات الغدة الدرقية ترتبط بحدوث حالات طنين الأذن.
اقرئي أيضاً علاج شمع الأذن بالطب البديل.. نصائح طبيبة
أعراض طنين الأذن
تختلف أعراض طنين من شخص لآخر، قد تسمعين أصواتاً وهمية في أذن واحدة، وفي كلتا الأذنين، وربما في رأسك، حتى صوت الطنين نفسه يختلف بحسب الحالة، فقد يرن الصوت الوهمي، أو يطن، أو يزأر، أو يصفر، قد يكون الصوت ناعماً أو مرتفعاً، وقد يكون منخفضاً أو مرتفعاً.
أيضاً البعض يعاني من استمرارية الصوت بلا انقطاع، بينما آخرون يظهر لديهم صوت الطنين متقطعاً، يؤدي تحريك رأسك أو رقبتك أو عينيك أو لمس أجزاء معينة من جسمك إلى ظهور أعراض الطنين أو تغيير جودة الصوت بشكل مؤقت، وهذا ما يسمى الطنين الحسّي الجسدي.
في حالات نادرة، ينبض صوت الطنين بشكل إيقاعي يتزامن مع نبضات قلبك، في هذه الحالات، قد يتمكن الطبيب من سماع الأصوات باستخدام سماعة الطبيب، وإذا كان الأمر كذلك، فإنه يعتبر طنيناً ذا سبب محدد يمكن كشفه والتعامل معه.
كيف يتم تشخيص الطنين؟
إذا كنت تعانين من طنين الأذن، فقومي أولاً بزيارة طبيب الأنف والأذن و الحنجرة، وأول ما سيتحقق منه هو وجود شمع الأذن أو السوائل الناتجة عن عدوى الأذن التي يمكن أن تسد قناة الأذن.
بالطبع تاريخك الطبي له أهمية قصوى في تشخيص الحالة، لذلك أخبري الطبيب المعالج بجميع التفاصيل أو أي حالة صحية تعانين منها، سيطلب منك طبيب الأنف والأذن والحنجرة وصف أصوات الطنين ومتى بدأت، وسيقوم بفحص رأسك ورقبتك وأذنيك، قد تتم إحالتك أيضاً إلى اختصاصي السمع، الذي يمكنه إجراء تخطيط للسمع لقياس السمع وتقييم طنين الأذن لديك.
قد يطلب طبيب الأنف والأذن والحنجرة اختبارات التصوير، خاصة إذا كان طنين الأذن ينبض، يمكن أن تساعد اختبارات التصوير؛ مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو التصوير المقطعي (CT)، أو الموجات فوق الصوتية في الكشف عما إذا كانت هناك مشكلة هيكلية أو حالة طبية أساسية تسبب طنين الأذن لديك.
قد يعجبكِ أيضاً استخدام سماعات الأذن لفترات طويلة يؤذي السمع
علاج طنين الأذن
عندما يكون للطنين سبب واضح؛ مثل شمع الأذن أو مشاكل في مفصل الفك، فإن العلاج يقتضي التصدي للسبب، ولكن بالنسبة للعديد من الأشخاص، يمكن أن تستمر الأعراض لعدة أشهر أو حتى سنوات.
هناك عدة طرق لتقليل تأثير طنين الأذن، في ما يلي بعض العلاجات التي قد يوصي بها الأطباء:
العلاجات الصوتية
تشير بعض الأدلة إلى أن التعرّض للصوت يمكن أن يتصدى للتغييرات العصبية، ويساعد على إسكات طنين الأذن، قد يعمل العلاج الصوتي أيضاً عن طريق إخفاء أصوات الطنين، مما يساعدك على الاعتياد عليها، أو تشتيت انتباهك.
العلاج السلوكي
إدراك حالة طنين الأذن يؤدي إلى تقليل القلق، يمكنك تعلم تقنيات واستراتيجيات التكيف؛ لتجنّب تفاقم الأعراض؛ مثل الحدّ من تعرّضك للضوضاء العالية، يعلمك العلاج السلوكي المعرفي كيفية تحديد الأفكار السلبية التي تسبب لك التوتر، يقوم الطبيب بتدريب المريض على تغيير طرق الاستجابة للأفكار السلبية، والتركيز على التغييرات الإيجابية التي يمكنك إجراؤها لتقليل تأثير طنين الأذن على حياتك.
الأدوية
لا توجد أدوية مخصصة لعلاج طنين الأذن، ولكن قد يصف طبيبك مضادات الاكتئاب، أو الأدوية المضادّة للقلق لتحسين حالتك المزاجية أو مساعدتك على النوم، صحيح يعالج بعض الأطباء طنين الأذن باستخدام بعض الفيتامينات والمستخلصات العشبية والمكملات الغذائية، لكن لم يثبت أي منها فعاليته.